شرح سورة التين للأطفال
شرح سورة التين للأطفال
التعريف بالسورة الكريمة
سورة التين هي سورة مكية ، وآياتها ثماني آيات، وقد نزلت بعد نزول سورة البروج وقبل سورة قريش، وهي تسمى سورة "التين"، وتسمى كذلك سورة "والتين"؛ لابتدائها بهذه اللفظة الكريمة، وهي تبين أن الله -عز وجل- قد خلق الإنسان في أحسن صورة وعليه أن يشكر الله -سبحانه وتعالى- فيطيعه ويعبده، وعلى المربي تعليم وشرح سورة التين لأطفاله، لأن القرآن الكريم زاد المسلم ورشاده في طريق الحياة.
تفسير الآيات
وسنذكر تفسير الآيات بالتفصيل، وذلك فيما يأتي:
- قال -تعالى-: (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ* وَطُورِ سِينِينَ* وَهَـذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ) .
يقسم الله -سبحانه وتعالى- بمجموعة من مخلوقاته، وهذا دليل أهمية هذه الأشياء، وبإطالة جملة القسم دليل على أهمية ما سيقرره بالقسم وتشويق لمعرفة المقسم عليه، والله -عز وجل- يقسم أولاً بالتين، وظاهر الأمر أنه يقسم بالتين وهو نبات له ثمار طيبة المذاق جميلة المنظر تدل على دقة صنع خالقها وقدرته وعلمه، وفيها تذكير بنعمة الله -عز وجل- على خلقه بهذه الفاكهة.
وبعد ذلك يقسم بالزيتون، وظاهر القسم أنه -سبحانه وتعالى- يقسم بنبات الزيتون المعروف الذي يُعصر فيُستخرج منه الزيت الذي يأكله الناس وكانوا يستخدمونه لإنارة المصابيح، وفي هذا القسم تذكير بعظمته -سبحانه وتعالى- وقدرته ومنته على خلقه بهذه النبتة الكريمة.
ويجوز أن يكون القسم بهذين النباتين، ولكن بعض المفسرين حملهما على القسم بمكان نباتهما، حتى يتناسب مع نقية القسم بالطور والبلد الأمين، والمكان الذي يكثر فيه التين هو مكان نزول سفينة نوح على جبل الجودي ، والمكان الذي يكثر فيه الزيتون هو موضع المسجد الأقصى.
وبعد ذلك يقسم الله -عز وجل- بطور سينين وهو جبل الطور الذي كلم الله -سبحانه وتعالى- عليه سيدنا موسى -عليه الصلاة والسلام-، وأخيراً أقسم -سبحانه وتعالى- بالبلد الأمين وهو مكة وسمي الأمين لأن من دخله كان آمنا.
- قال -تعالى-: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ* ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ) .
وهذا هو ما يقسم الحق -سبحانه وتعالى- ليقر معناه في نفوس السامعين وهو أن الله -عز وجل- خلق الإنسان بأحسن صورة ، ومن درس مكونات جسم الإنسان وتعقيد خلقه، أو حتى نظر إلى ظاهره استقرت في ذهنه هذه الحقيقة، ولكنه بقدرته -سبحانه وتعالى- يرده إلى كبر السن حيث تضعف القوى والجوارح، وقيل أنه يرد إلى مصير النار بسبب عصيانه وكفره.
- قال -تعالى-: (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) .
يستثني الله -سبحانه وتعالى- من هذا المصير الذين آمنوا وعملوا الصالحات الذين سيعطيهم الله -سبحانه وتعالى- الأجر غير المنقطع يوم القيامة، ويمكننا فهم الاستثناء للمؤمنين من مصير دخول النار إذا كان المقصود بأسفل سافلين هو النار.
وإذا كان المقصود بأسفل سافلين هو ضعف الإنسان عند الكِبَر، وهذا ما يحصل حتى للمؤمنين، فيكون معنى الاستثناء أن الله -سبحانه وتعالى- سيجزي المؤمنين على صبرهم على ضعف أجسامهم وقيامهم بالطاعات عندما تكبر سنهم.
- قال -تعالى-: (فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ*أَلَيْسَ اللَّـهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ) .
بعد هذا العرض لمظاهر قدرة الله -سبحانه وتعالى- يوبخ من لم يقتنع بقدرته -عز وجل- على بعث الناس وجزائهم على أعمالهم بعد موتهم، ثم يؤكد -سبحانه وتعالى- على ذلك بسؤال جوابه معلوم، فالله -عز وجل- أحكم الحاكمين، ومن عدله أنه سيُقيم العدل ويُعطي كل ذي حق حقه يوم القيامة.