شرح دعاء اللبس للأطفال
شرح دعاء اللبس للأطفال
عن معاذ بن أنس -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من لبِس ثوبًا فقال : الحمدُ للهِ الذي كساني هذا [الثوبَ] ورزقنِيهِ من غيرِ حولٍ مني ولا قوةٍ غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه).
أنعم الله على الإنسان بنعم كثيرةٌ جدًا ومنها، الطعام والشراب واللبس، وفي هذا الحديث يبين لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن الإنسان إن حمد الله وشكره على اللبس فإن ذلك سببًا لغفران الذنوب .
ومن قال بعد أن ينتهي من لبس ثيابه: الحمد لله الذي كساني هذا الثوب من غير حول مني ولا قوة، أي لولا الله لما كان لي هذا الثوب، ولولا الله ما كنت أقدر على لبسه، فمن قال مثل ذلك غفر الله ما تقدم من ذنبه، أي محا الله جميع سيئاته السابقة.
عند اللبس لا بد أن يحمد المسلم ربه على نعمة الثياب، ويستحب أن يقول هذا الدعاء وأن يذكر اسم الثوب الذي يلبسه، قميصا كان، أو بنطالا، أو غير ذلك، فيقول إن ارتدى القميص مثلًا: الحمد لله الذي كساني هذا القميص ورزقنيه من غير حول مني ولا قوةٍ غُفر له ما تقدم من ذنبه.
ماذا يقول من لبس ثوبًا جديدًا؟
وإذا كان قد مَنَّ الله -عز وجل- عليك بثوب جديد؛ فقم بشكر نعمة الله وقل الدعاء التالي: (اللَّهمَّ لك الحمدُ كما كسوتنيه، أسألُك خيرَه وخيرَ ما صُنِع له، وأعوذُ بك من شرِّه وشرِّ ما صُنِع له)، ومعناه: يا رب أنت الذي رزقتني هذا الثوب من غير حول مني ولا قوة أسألك أن أستعمله في طاعتك وعبادتك ويكون لي عون فيهما، وأعوذ بك أن أعصيك فيه أو يكون عوناً لي على معصيتك.
ماذا نقول لمن ارتدى ثوبًا جديدًا؟
قال أبو نضرةَ: كان أصحابُ النبيِّ -صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ- إذا لبس أحدُهم ثوبا جديدا قيل له: (تُبْلِي ويُخلفُ اللهُ -تعالى-)،أي أن الصحابة كانوا يدعون لمن ارتدى ثوباً جديداً بقولهم تبلي ويخلف الله -تعالى- أي ترتديه وتُعمَّرُ فيه حتى يهلك الثوب، ثم يُخلف الله عليك ويعوض عليك بثوب جديد.
عظيم الثواب للحامدين
المسلم يشكر الله -عز وجل- على كل نعمة أنعمها عليه؛ فالله هو الذي كسا ورزق، وهو الذي أطعم ورزق، وكل ذلك من رزق الله ، سواء كان ذلك طعاماً أو لباساً، وكل النعم المحيطة بالمسلم من نعمة الوالدين أو البيت أو البصر أو السمع كلها من النعم التي تفضل الله بها عليه، وحتى الحمد والشكر فهي من النعم فالله هو الذي بعث للمسلمين رسولًا من أنفسهم يعلمهم كيف يعبدون الله وكيف يشكرونه.
وإن شكر المسلم ربه على الثوب الذي يلبسه، وهو مقرٌ ومعترف بأن هذا الفضل كله لله فلو شاء لضيق عليه رزقه أو لكان في منطقة من مناطق الحروب أو غيرها من الأسباب التي قد تؤدي إلى حرمانه من هذه الثياب، فإن شكر ربه مُقرّا بأنعامه وأفضاله، فالله -تعالى- يجازيه بأن يغفر له جميع ذنوبه السابقة، إلا تلك المعاصي الكبيرة والتي تسمى الكبائر فإن عليه أن يتوب منها كي تغفر أيضاً.