شرح حديث مراتب الدين
حديث مراتب الدين
يوجد في السّنة النّبويّة حديث يُفصّل مراتب الدّين ويبيّن درجاته، فقد ثبت عن الصحابي الجليل عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- أنّه قال: (يْنَما نَحْنُ عِنْدَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ذاتَ يَومٍ، إذْ طَلَعَ عليْنا رَجُلٌ شَدِيدُ بَياضِ الثِّيابِ، شَدِيدُ سَوادِ الشَّعَرِ، لا يُرَى عليه أثَرُ السَّفَرِ، ولا يَعْرِفُهُ مِنَّا أحَدٌ، حتَّى جَلَسَ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فأسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إلى رُكْبَتَيْهِ، ووَضَعَ كَفَّيْهِ علَى فَخِذَيْهِ..)، حيث يتّضح من نصّ الحديث بأنّ عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- لم يعرف الرّجل القادم للنّبي محمد -صلى الله عليه وسلم- ممّا دعاه للاستغراب؛ لأنّه ليس من سكّان المدينة المنوّرة ولا من الجوار، كما أنّه لا يمكن أن يكون قادماً من خارجها ومسافراً؛ لأنّ المسافر تبدو عليه أمارات التّعب والإرهاق، في حين أنّ الرّجل القادم ثيابه كانت ذات بياض شديد، وشعره ذا سوادٍ واضحٍ لا غُبار عليه، ولا يُعقل أن يكون هذا الشّخص مسافراً بهذه الهيئة وهذا التّرتيب، وبعد أن دخل هذا الرّجل على النّبي محمد -صلى الله عليه وسلم- جلس مواجهاً له، واضعاً يديْه على فخذيه، وهي جِلسة طالب العلم إذا أراد أن يتلقّى من شيخه، وسأله أسئلة من عنده معرفة بالدين، ممّا أثار استغراب من وُجِدَ من الصّحابة.
أهميّة حديث مراتب الدّين
يُعدّ حديث مراتب الدّين من الأحاديث الجامعة الشّاملة لعلوم الشّريعة كلّها، حيث أنّ كلّ ما في الدّين من الحلال والحرام ومن أوامر ونواهي تندرج جميعها تحت أقسام الحديث الثلاثة، كما أنّ بعض العلماء أطلقوا على هذا الحديث: أمّ السنّة؛ لأنّه شامل لجميع علوم السنّة النّبوية وشارح لها، وقد أورد عبد الله بن عمر -رضي الله عنه هذا الحديث ليردّ على من أنكر الإيمان بالقدر ويثبت وجوده، إذ أنّ الحديث يصلح لأن يستدلّ به على مسائل لا حصر لها، فاستدلّ علماء العقيدة في هذا الحديث على إمكانيّة تشكّل الملائكة على هيئة البشر، كما استنبطوا منه أقسام التّوحيد، وغيرها الكثير من المسائل، وقد وضّح فيه النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- أهمّ أركان الإسلام وأركان الإيمان وبيّن ما الإحسان، ومتى تقوم السّاعة.
ماهو الإسلام؟
الإسلام: هو الاستسلام والخضوع لله -تعالى- بالجوارح، ويختصّ لفظ الإسلام بالأفعال الظّاهرة، والأفعال التي فسّر بها الحديث معنى الإسلام مطلوبة من كلّ مسلم ذكر أو أنثى ليكتمل إسلامه ويصحّ، ولا يصحّ ترك شيء منها، وأركان الإسلام مرتّبة كما جاءت في الحديث الشّريف هي:
الشهادتان
والشّهادتان هما أوّل ما يُبنى عليه بناء الإسلام، وذلك بقول المسلم: أشهد ألّا إله إلّا الله، وأنّ محمّداً رسول الله، فيقرّ بأنّه لا إله إلّا الله، أي أنّه لا معبود بحقّ إلا الله -تعالى-، ولا يُشرك معه أحد في عبادته، فهو وحده يستحقّ العبادة والانصياع لأوامره ونواهيه، ويشهد أنّ محمّداً رسول الله، فيؤمن أنّ محمّداً -صلّى الله عليه وسلّم- هو نّبي الأمّة، تجب طاعته ومحبّته، والاقتداء به، وتصديق ما جاء به، والدّفاع عنه وعن سنّته. وفي الشهادتين إقرار واعتراف قطعيّ ووعد بدخول الإسلام، واتّباع كلّ ما جاء فيه.
الصلاة
تُعدّ الصّلاة ثاني أركان الإسلام وأعظمها، وتكمن أهميّتها في كونها:
- آكد أركان الإسلام وأعظمها بعد الشّهادتين.
- عمود الدّين الذي لا يقوم الدّين ولا يكتمل إلّا بها، وهي أعظم عبادة يتقرّب بها المسلم إلى خالقه.
- أوّل ما يحاسب عليه المسلم يوم القيامة .
- أعظم العبادات الجامعة؛ لاشتمالها على الدّعاء والتّكبير والتّهليل والتّسبيح والتّشهد، والاستواء والانحناء لله -تعالى- في الرّكوع والسّجود، وتتجلّى في كلّ أعمالها من أقوال وأعمال ظاهرة وباطنة تعظيم الخالق والعبودية له -تعالى-.
الزكاة
تُعدّ الزّكاة الرّكن الثّالث من أركان الإسلام، وهي فرض على كلّ مسلم توافرت لديه شروط الزّكاة، ومما يدلّ على عِظَم شأن الزكاة ورودها في كثير من المواضع في القرآن الكريم مقرونة بالصّلاة، فقد قال الله -تعالى-: (وَأَقِيمُواْ الصّلاَةَ وَآتُواْ الزّكَاةَ) [البقرة: 43]، ولشدّة أهميّتها أيضاً قاتل الصّحابة مانعي الزّكاة في زمنهم.
صوم رمضان
الصّيام في نهار رمضان هو رابع أركان الإسلام، وهو واجب على كلّ مسلم ومسلمة، فقد قال الله -تعالى-: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، وهو الامتناع عن الأكل والشّرب وسائر المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ويكون الصّوم واجباً فقط في شهر رمضان من كلّ عام، وقد فرض الله -تعالى- الصّوم على عباده؛ ليزيد إيمانهم، ولتدريبهم على الصّبر وتحمّل المشقّة في ترك ملذّات الدّنيا.
حجّ البيت
الحجّ: هو لفظ مشتقّ في اللّغة: من الفعل حجَّ، أي قَصَدَ، وفي الاصطلاح: هو التوجه إلى بيت الله الحرام بقصد العبادة، في وقت الحجّ، للقيام بأفعال محدّدة كالوقوف بعرفة، والطّواف حول الكعبة، والسّعي بين الصّفا والمروة، والحجّ خامس أركان الإسلام وأحد واجباته، فقد قال الله -تعالى-: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا)، والحجّ لا يجب إلّا على القادر قدرة مالية وجسدية، مرّة واحدة في العمر.
ما هو الإيمان؟
يأتي الإيمان في المرتبة الثّانية من مراتب الدّين بعد مرتبة الإسلام، والإيمان في اللّغة هو التّصديق، وفي الاصطلاح يُطلق على عموم الدّين كلّه، من الأعمال الظّاهرة والباطنة، ويشمل أعمال القلوب وأعمال الجوارح، وفي القرآن الكريم أُطلق لفظ الإيمان على عمومه في كثير من الآيات، ومن ذلك قوله الله -تعالى-: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)، أمّا إن جاء لفظ الإيمان مقروناً بلفظ الإسلام، كما في حديث جبريل -عليه السّلام-، فيطلق الإيمان على ما يعتقده المسلم وعلى أعماله الباطنة، والإيمان له ستّة أركان وهي:
الإيمان بالله تعالى
الإيمان بالله تعالى: هو أول أركان الإيمان وأهمّها، وهو التّصديق الجازم بأنّ الله -تعالى- موجود، وأنّه واحد لا شريك له، وأنّه يتّصف ببصفات الكمال، وأنه منزّه عن كلّ عيب ونقص، وأنّه لا أحد يستحقّ العبادة غيره، والإيمان بالله -تعالى- هو الأساس الذي تبنى عليه عقيدة المسلم، والإيمان بالله -تعالى- يبعث الاطمئنان في القلب، ويجعل الإنسان مستشعراً وجود الله -تعالى- على الدّوام؛ فيلتزم بكلّ ما أمر الله -تعالى- به، ويجتنب كلّ ما نهى الله -تعالى- عنه.
الإيمان بالملائكة
الإيمان بالملائكة: هو الاعتقاد الجازم بوجود الملائكة، وهي مخلوقات من نور، غير محسوسة لا يستطيع البشر رؤيتهم، ومن خصائصهم أنهم مخلوقات لا تعصي الله -تعالى- أبداً، ولا يأكلون، ولا يشربون، ولا ينامون، ولا يتزوجون، وهم يتشكّلون أحياناً على هيئة البشر، كما تمثّل جبريل -عليه السلام- في هذا الحديث على هيئة الرّجل. والملائكة منهم من نعرفهم ونعرف وظائفهم كما أخبرنا بها رسول الله محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، وكثير منهم لا نعرفهم، لأنّ عددهم كبير، ومن الملائكة التي وردت أسماءهم ووظائفهم:
- جبريل -عليه السّلام-: الذي وكّله الله -تعالى- بالوحي.
- ميكائيل -عليه السلام-: الذي وكّله الله -تعالى- بالأمطار.
- إسرافيل -عليه السلام-: الموكّل بالنّفخ في الصّور .
- مالك -عليه السلام-: هو خازن النّار.
الإيمان بالرّسل
الإيمانه بالرّسل -عليهم السلام-، وهو الاعتقاد الجازم بأنّ الله -تعالى- أرسل رسلاً للنّاس لهدايتهم، ودعوتهم لدين الحقّ وعبادة الله -تعالى- وحده وترك عبادة ما سواه، وأنّ الله -تعالى- أيّدهم بمعجزات وبراهين تدلّ على صدقهم، والإيمان يكون بهم جميعا، فمن أنكر رسالة أحد الرّسل أو الأنبياء فقد كفر، وإنّ هؤلاء الرّسل جميعاً أدّوا رسالاتهم، وبلّغوا أممهم، وجاهدوا، وصبروا عند تبليغهم رسالتهم، أمّا عن عددهم فإنّه لا حصر له، ولم يرد ذكرهم جميعا في القرآن الكريم.
الإيمان بالكتب السماوية
الإيمان بالكتب السّماوية هو أن يؤمن المسلم أنّ الله -تعالى- أنزل كتباً سماويّة على رسله، من أجل هداية النّاس وإنارة بصائرهم للحقّ، وأنّ فيها أوامرَ ونواهٍ ووعد ووعيد، ومن هذه الكتب التوراة التي أنزلت على موسى -عليه السّلام-، والإنجيل الذّي نزل على عيسى -عليه السّلام-، والزّبور الذي أنزل على داود -عليه السّلام-، والصّحف التي نزلت على إبراهيم -عليه السّلام-، وقد ختم الله -تعالى- هذه الكتب جميعها بالقرآن الكريم الذّي أنزله الله -تعالى- على محمّد -صلّى الله عليه وسلّم-، فكان القرآن الكريم آخر الكتب السّماوية نزولاً.
الإيمان باليوم الآخر
يُقصد بالإيمان باليوم الآخر: أن يوقن العبد ويصدّق بكلّ ما أخبر به النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ممّا يجري بعد الموت، من البعث والجزاء ، والنّشور، والحساب، والصّراط، والميزان، والجنّة والنّار، والإيمان باليوم الآخر أحد أهمّ ركائز العقيدة الإسلامية، وتكمن أهميته من أنّ اعتقاد الإنسان بوجود الآخرة يُرسّخ في نفسه أنّه لم يُخلق عبثاً وفراغاً، وأنه يعيش من أجل هدف سامٍ وهو طلب مرضاة الله -تعالى-، كما يستشعر أنّ كلّ ما يقوم به من خير أو شرّ له عاقبة ومرجع، فيضع نصب عينيه الآخرة ويعمل لها ويترفّع عن ملهيات الحياة الدّنيا.
الإيمان بالقدر خيره وشره
الإيمان بالقدر هو أن يعتقد المؤمن أنّ كلّ ما يجري في الكون من خير أو شر، إنّما هو بعلم الله -تعالى- ومشيئته، وأنّ الله -تعالى- عالم بأمور العباد كلّها ما كان منها وما لم يكن، وأنّ الله -تعالى- قدّر لكلّ كائن أموره كلّها منذ الأزل، فقدّر للإنسان أجله ورزقه وعمره وعمله، قال الله -تعالى-: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ)، والإيمان بالقدر واجب ولا يكتمل الإيمان إلّا به، فيؤمن العبد أن كلّ ما يجري له من خير وشرّ في تقدير الله -تعالى-، فيرضى به ولا يجزع، ولا يسخط إن قلّ رزقه أو عمله لأنّه يعلم أنّ خالقه من وزّع أرزاق العباد قبل خلقهم.
ما هو الإحسان؟
الإحسان هو المرتبة الأعلى والأسمى من مراتب الدّين، وهو المرتبة الجامعة للمراتب السّابقة، ويندرج تحته الإسلام والإيمان، وقد ورد الإحسان في القرآن الكريم في مواضع كثيرة، وقد قرن أحياناً بالإيمان، وأحياناً بالإسلام، واقترن أيضاً بالتّقوى وبالعمل، ويُعرّف الإحسان في اللّغة على أنّه الإتقان والإجادة، وفي الاصطلاح هو: استشعار العبد لمراقبة الله -تعالى- له في الجهر والخفاء، وفي أقواله وأعماله، وفعل المعروف على أتمّ وجه لنيل رضا الرّحمن، والإحسان له فضائل كثيرة، منها:
- يُعدّ الإحسان أسمى درجات العبادة لله -تعالى-، ولا حال أفضل من حال المحسنين لربّهم، فإنّ الله -تعالى- يحيطهم بعنايته وحفظه، ووعدهم بالدّرجات العليا والثّواب العظيم.
- يحظى المحسنون بمعيّة الله -تعالى- لهم وحفظه لهم وتأييدهم في أمورهم كلّها.
- يحبّ الله -تعالى- من أحسن في قوله وعمله محبة جليلة، وأيّ شرف لهم فمحبة الله -جلّ وعلا- تُقرّب له الخيرات، وتبعده عنه كلّ الشّرور.
وقد عرّف رسول الله محمد -صلّى الله عليه وسلّم- الإحسان في الحديث الشّريف: (أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأنَّكَ تَراهُ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَراهُ فإنَّه يَراكَ)، فالله -عزّ وجل- علمه واسع، لا يمكن للبشر التّستّر عنه، والإحسان مرتبط بإيمانه بالغيب ، ولذلك يكون المحسن على الدّوام مستشعرا لرقابة الله -تعالى- الدّائمة له، خائفاً من معصيته ومن عقابه، كما يجعله مستعدّاً للموت في كلّ أحواله، وإنّ المتأمّل في تعريف رسول الله -عليه السّلام- للإحسان يعلم أنّ للإحسان مقامين:
- المقام الأوّل: وهو مقام المشاهدة أو المراقبة؛ فالمحسن يعبد الله -تعالى- كأنّه يراه ويشاهده، ويستحضر قرب ربّه منه، فتحضر في قلبه معاني عظمة الله -تعالى- وخشيته والخوف منه.
- المقام الثّاني: في قول النّبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: (فإنْ لَمْ تَكُنْ تَراهُ فإنَّه يَراكَ)، إذ يتجلّى فيه معنى الإخلاص ، فيكون العبد كلّ وقته مستحضراً ببصيرته مراقبة الله -تعالى- له وقربه منه.
متى الساعة؟
جاء في نهاية الحديث: (قالَ: فأخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ، قالَ: ما المَسْؤُولُ عَنْها بأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ)، فقد سأل جبريل -عليه السلام- عن السّاعة وعن وقت قيامها، ولكنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- نفى علمه بموعد السّاعة؛ ليدلّ ذلك على أنّه لا علم لأحد من المخلوقات بموعد السّاعة حتّى لو كان ملكاً أو نبيّاً، وقد تفرّد الله -تعالى- وحده في علمه لوقت قيام السّاعة،
ثمّ سأل عن العلامات الدّالة على قرب قيام السّاعة، فذكر النّبي -صلى الله عليه وسلم- بعض العلامات الصّغرى الدالة على تغيّر أحوال الناس وشيوع الفتن بينهم، والعلامات الصّغرى التي جاءت في هذا الحديث هي:
- (أنْ تَلِدَ الأمَةُ رَبَّتَها): والمراد بذلك هو كثرة السّبي في نهاية الزّمان، فيتزوّجها سيّدها، وتنجب منه سيّداً عليها، وفيه كناية عن عقوق الوالدين.
- (وأَنْ تَرَى الحُفاةَ العُراةَ العالَةَ رِعاءَ الشَّاءِ يَتَطاوَلُونَ في البُنْيانِ): والحفاة: هم من لا ينتعلون شيئاً بأرجلهم عند المشي، والعراة: هم من لا يسترون كلّ جسدهم بالملابس، والعالة: أي الفقراء، أمّا رعاء الشّاة: فيُقصد بهم من يرعون الغنم ومن يسكنون القرى والبوادي، وهذه الصّفات كناية عن فقرهم الشّديد، إلّا أنّهم يتغيّر حالهم ويتطاولون في البنيان، ويصبحون من الحضر، بعد أن كانوا من بسطاء النّاس.