شرح حديث عليكم بِالصِّدْقِ
شرح حديث عليكم بالصدق
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بالصدق فإنَّ الصِّدقَ يَهْدِي إِلَى البرِّ، وَإِنَّ البر يَهدِي إِلَى الجَنَّةِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَصدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا، وَإِنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفُجُورِ، وَإِنَّ الفُجُورَ يَهدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا).
ومعنى الحديث أنّ الصدق يؤدّي بالعبد إلى الأعمال الصالحة الخالصة لله عز وجل ويؤدي إلى البر، والبر هو اسم جامع ل عمل الخير كله، ومن عمل الخير كله فقد نال الخير الذي يؤدّي إلى الجنة، فمن اعتاد على الصدق وتحرّاه في كل قول وعمل؛ يُكتب عند الله صدّيقاً؛ والصِدّيق أي المبالغة في الصدق، ومن كذب واعتاد على الكذب؛ يُكتب عند الله كذاباً ويهوي في النار؛ فالكذب يؤدّي إلى الفجور.
والصدق مع الله يجعل العبد مقبولاً بين الناس، وصدق النية يجعله في نعيم في الآخرة، قال تعالى: ﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ﴾،ومنزلة الصادقين عالية، فهم الأتقياء الأنقياء، وقلوبهم صافية لا تشوبها شائبة، والله -عز وجل- يحبهم ويجعلهم محبوبين ومقبولين، ويفتح الله لهم أبواب الخير.
والكذب من الكبائر ، فمن عوّد لسانه على الهزل والكذب يصبح الكذب جد، وتسقط ثقته بين الناس، ويذهب قبوله ومحبته وهذا في الدنيا، أما في الآخرة فسيلقى الحساب والعذاب على كذبه من الله -تعالى- إذا لم يتُب في الدنيا، فعليكم بالصدق؛ فإن الصدق منجاة، وعليكم بالبعد عن الكذب؛ لأنه مهواه.
مفهوم الصدق
الصدق: هو قول الواقع والحقيقة، وهو ضد الكذب، ويكون في الأقوال والأفعال، ومن الناس من يصدق في أقواله وأفعاله، ومنهم من يتصنع الصدق و التقوى ، ويكون أبعد ما يكون عن أفعال المتقين، ويفعل ذلك ليخفي ما في باطنه من الجشع والغرور، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾.
وقد أمرنا الله عز وجل بالتقوى والصدق، والصدق مع الله عز وجل أعظم شيء في الوجود، فالله جعل الصادقين في منزلة عالية لا تكون لغيرهم من الناس، فقد صدقوا ما عاهدوا عليه الله، فأثابهم جزاء نيتهم الصادقة مع الله عز وجل.
فوائد الصدق
تعود منفعة الصدق على الإنسان وتغمره وتجعله في سكينة، ومن أهمّ فوائد وثمرات الصدق ما يأتي:
- الصدق طريق البارين إلى الجنة.
- الصادقون هم أحباب الله .
- الصادق ينفعه صدقه يوم القيامة، وقد مدح الله -عز وجل- الأنبياء بالصدق.
- الصادق مؤتمن من الناس، وينال ثقتهم.
- الصدق يُعلّي شأن صاحبه، ويوفقه في أعماله.
- الصادقون أقوياء ولديهم ثقة بأنفسهم.
- الصدق طريق النجاة، والكذب يهوي بصاحبه.
- الحديث الصادق يؤثر في الناس أكثر من غيره.
- منزلة الصادق مع الصديقين والأنبياء والشهداء والصالحين.