شرح الحكمة من إرسال الرسل للأطفال
شرح الحكمة من إرسال الرسل للأطفال
أحبائي الأطفال لا بدّ من العلم بدايةً أن الله -عز وجل- لم يخلق شيئاً في هذا الكون عبثاً وبلا حكمة؛ فكل شيء في هذا الكون لسببٍ وغاية، وقد أرسل الله الرسل الكرام ليُعرّفوا الخلق على الله -جل جلاله-، وللتعرف على الغيبيات، وكيفية سلوك النجاة إلى الحياة الآخرة، وغيرها من الحكم الكثيرة التي سنتعرف عليها معًا -إن شاء الله-.
الدعوة إلى عبادة الله وحده
أرسل الله -تعالى- الرسل لتعريف الناس بالله -عز وجل-، والدعوة إلى عبادة الله وحده ، وعدم الإشراك به، والدعوة إلى إقامة دين الله في الأرض، والنهي عن الفرقة فيه، فقد قال -تعالى-: (شرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِِ).
إقامة الحجة على النّاس
من أهم الحكم التي أرسل الله الرسل لأجلها، هي إقامة الحجة على النّاس؛ حتى لا يكون لهم حجة على الله بعد أن أرسل لهم الرسل، ثم لم يتبعوا ما أرشدهم إليهم رُسلهم، قال -تعالى-: (لئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ).
تمام نعمة الله على عباده
إنّ العقل البشري مهما بلغ من الذكاء والحنكة تبقى قدراته محدودة، وإنه لا يمكن أن يتوصل بعلمه لتفاصيل ما يجب عليه فعله من الطاعات، ولا يمكنه معرفة صفات الله ؛ فلهذا أرسل الله الرسل.
وجعل الله -عز وجل- الرسل واسطة بينه وبين خلقه؛ لأنه لا يمكن للعقل البشري إدراك هذه الحقائق والأحكام إلا بالتلقي، والتلقي لا يكون إلا عن طريق الرسل -عليهم السلام-.
للتبشير والتنذير
إنّ لإرسال الرسل حكمة بالغة بأن يبشروا من أطاع أمر الله بمصيره؛ وهو الجنة، وينذروا من عصى أمر الله من مصيره؛ وهو النار -والعياذ بالله-، فقد قال -تعالى-: (رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ).
قدوة للخلق
جعل الله رسله أسوة للخلق، وليكونوا قدوة حسنة للناس في الأخلاق الفاضلة، وفي السلوك القويم، وفي سلوك طريق العبادة الصحيحة؛ فقد قال -تعالى- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا).
ما هو واجبنا نحو الرسل؟
بعد أن بيّنا الحكم العظيمة التي أرسل الله رسله -عليهم السلام- لأجلها، بقي أن نُبيّن أحبائي الصغار ما الذي يجب علينا تجاه هؤلاء الرسل الكرام، فمن هذه الواجبات:
- يجب علينا التصديق بما لا شك فيه أنهم قد بلّغوا كل ما أمرهم الله به، ولم يُخفوا شيئاً من الرسالة، ووضحوه تمام الوضوح، فقد قال -تعالى-: (مّنْ يُطِعِ الرّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ).
- يجب الإيمان بالرسل جميعاً والتصديق بهم جميعاً، فلا يحل للمسلم أن يؤمن ببعضهم ويكفر ببعض، بل جميع الرسل سواء نصدقهم ونجلهم، والتفريق بينهم من نواقض الإيمان.
- يجب أن نعتقد بأنهم لم يقعوا في كبائر الذنوب، وأنهم أكثر الخلق إيمانًا وتقوى.
- يجب علينا محبتهم وتقديرهم، ويكون ذلك بالتعرف على سيرهم وقصصهم.