شرح التشبيه التمثيلي
التشبيه والتشبيه التمثيلي
تعريف التشبيه لغةً: جاء في لسان العرب شبه الشيء بالشيء أي ماثله.
تعريف التشبيه اصطلاحًا: الوصف بأن أحد الموصوفين يحل محل الآخر بأداة التشبيه أو بغير أداة التشبيه.
التشبيه التمثيلي اصطلاحًا: هو ما كان وجه الشبه فيه صورة منتزعة من متعدد أمرين أو أمور ولا يشترط فيه تركيب الوجه سواء كان الوجه فيه حسيًا أم عقليًا، حقيقيًا أم غير حقيقي.
مثال التشبيه التمثيلي:
قول الله تعالى : (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)
المشبه: حال من ينفق قليلًا في سبيل الله.
المشبه به: حال من بذر حبة فأنبتت سبع سنابل.
ووجه الشبه: هو صورة من يعمل قليلاً فيجني من ثمار عمله كثيرًا، وهو منتزع من أمور شتى (حبة وإنباتها سبع سنابل، وكون مئة حبة في كل سنبلة).
مواقع تشبيه التمثيل
لتشبيه التمثيل موقعان:
- أن يكون في مفتح الكلام، فيكون قياسًا موضحًا وبرهانًا مصاحبًا ، وهو كثير جدًا في القرآن.
- ما يجيء بعد تمام المعاني؛ لإيضاحها وتقريرها فيشبه البرهان الذي تثبت به الدعوى.
نحو قول الشاعر لبيد بن ربيعة:
وما المال والأهلون إلا ودائع
- ولا بد يومًا أن ترد الودائعُ
أمثلة على التشبيه التمثيلي
- قال ابن المعتز :
اصبر على مضض الحسود
- فإن صبرك قاتله
فالنار تأكل بعضها
- إن لم تجد ما تأكله
المشبه: صورة الحسود إذا صبرت عليه وعلى حسده وسكت عنه وتركته في غيظه.
المشبه به: صورة النار عندما تأكل وتحرق الحطب ولا تجد شيئًا تحرقه، تعود لتحرق بعضها بعضًا.
وجه الشبه: صورة شيء يترك فلا يلحق الأذى بغيره بل بنفسه.
نوع التشبيه: تمثيلي.
- قال بشار بن برد يصف معركة :
كأن مثار النقع فوق رؤوسنا
- وأسيافنا ليل تهوى كواكبه
المشبه: الغبار المثار في معمعة القتال يثيرها الجنود من راجل وفارس والسيوف اللامعة بأيدي المقاتلين وهي تسقط على رقاب الأعداء.
المشبه به: ليل دامس الظلام تتهاوى فيه أجرام سماوية لامعة تخطف الأبصار.
وجه الشبه: سقوط الشيء اللامع في جوانب شيء مظلم وتظهر الحركة فيها.
- قال المتنبي يصف جيشًا لسيف الدولة:
يهز الجيش حولك جانبيه
- كما نفضت جناحيها العقاب
المشبه: الجيش المكون من ميمنة وميسرة يتحركان على جانبي سيف الدولة وفق أوامره يضطربان وفق تضاريس الأرض.
المشبه به: العقاب الذي يملك جناحين قويين يتحركان بكل قوة ومرونة وفق حاجة العقاب يمينًا ويسارًا .
وجه الشبه: القوة والعظمة والقدرة على السيطرة والتحكم لتحقيق الهدف المنشود .
- قال تعالى: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ).
المشبه: حال الحياة الدنيا في مسراتها وسرعة انتهائها.
المشبه به: حال مطر أنبت زرعًا فنما وقوي وأُعجِبَ به الزراع ثم أصابته آفة فيبس واصفر وتفتت.
وجه الشبه: صورة شيء يعجب الناظرين أول أمره ثم ما يلبث أن تزول نضارته ويسوء حاله.
- قال تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ).
المشبه: صورة أعمال غير المؤمنين من حيث أنها تظهر جميلة خيرة وفي الحقيقة أنها حابطة لا ثواب فيها.
المشبه به: حال السراب بفلاة يظنّه الظمآن ماء فيذهب إليه فلا يجده شيئًا أو كظلمة في بحر عميق .
وجه الشبه: صورة الشيء يخدع مظهره ويسوء مخبره.
- قال تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا).
المشبه: شبه الذين حملوا التوراة ولم يعملوا بها.
المشبه به: الحمار الذي يحمل كتبًا نافعة ولا ينتفع بها.
وجه الشبه: هيئة من يحمل أشياء نافعة ولا ينتفع بها.