شرح اسم الله الشافي للأطفال
شرح اسم الله الشّافي للأطفال
إن لله -تعالى- الأسماء الحسنى التي تصفه بالكمال، والتي يستحب الدعاء بما فيها، ومن الجميل أن يقوم الأهل والمعلمون بتحفيظ الأطفال هذه الأسماء، وإقامة المسابقات التي تحفزهم على ذلك، بالإضافة إلى تقريب معانيها بما يناسب حالهم، فيتعمق الإيمان في صدورهم، وفيما يأتي شرح اسم الله الشافي:
- الشافي هو مَن يشفي القلوب من أمراضها؛ كالحسد والغيرة والغلّ والحقد، فمَن كان في قلبه شيءٌ من ذلك فليسأل الله الشّافي الشّفاء.
- الشّافي هو مَن يشفي الأجسام من الأمراض والأوجاع؛ فلا أحد يقدر على شفاء المريض إلا الشّافي -سبحانه وتعالى-، فالطبيب يشخّص المرض ويعطي الدواء لكنّ الشفاء ليس بيده؛ فربّما يستجيب الجسد للدواء ويتعافى بأمر الله الشّافي وربّما لا يأذن الله بالشفاء؛ ابتلاءً للإنسان لرفع درته في الدنيا أو تكفيرًا لسيئاته.
- أمراض القلب أصعب وأخطر من أمراض الجسم؛ فعند تعلّق القلب بالشّهوات وابتعاده عن ذكر الله وعن أداء الطّاعات يصاب بالأمراض؛ كالضغينة والحقد والكبر، وشفاء هذه الأمراض يكمن بالقرآن العظيم فهو شفاء للقلب الذي في الصدر و الالتزام بذكر الله ، فاستعن بالله الشّافي ولا تعجز.
- في الإقبال على القرآن الكريم يشفي الله -سبحانه وتعالى- الإنسان من الجهل ومن الضلال عن الطريق المستقيم، ويشفي به الأعمى عن رؤية الحقّ، قال الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز: (وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ وَلا يَزيدُ الظّالِمينَ إِلّا خَسارًا).
- جعل الله -سبحانه وتعالى- في جسم الإنسان أجهزة احتياطية، مثل الكلية، فيستطيع الإنسان أن يعيش بكلية واحدة، وهذا يدا على اسم الله الشافي، ويقول أطباء جراحة القلب: إنّ في القلب شريانًا يبدو بلا فائدة، لكن عند انسداد بعض الشرايين يمكن أن يُؤخذ هذا الشريان ويوضع مكان الشريان التالف، وهذا من تمام خلق الله الشافي -سبحانه وتعالى-.
- شفاء الإنسان إن كان عاصيًا من العصيان وإن كان كافرًا من الكفر؛ فتوبة الله -سبحانه وتعالى- على العبد هي شفاء، و التوبة تشفي القلب وتحييه، والله -سبحانه- يشفي جسدك من الأمراض لو أيقنت يقينًا تامّاً بأنه هو وحده الشافي لا شفاء إلا شفاؤه، قال الله -سبحانه وتعالى-: (أَوَمَن كانَ مَيتًا فَأَحيَيناهُ وَجَعَلنا لَهُ نورًا يَمشي بِهِ فِي النّاسِ كَمَن مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيسَ بِخارِجٍ مِنها كَذلِكَ زُيِّنَ لِلكافِرينَ ما كانوا يَعمَلونَ).
التّعريف باسم الله الشّافي
الشافي لغةً: البُرء والتعافي من المرض، وهو على وزن فاعل من الفعل شفى يشفي، وورد هذا الاسم في السنّة المطهّرة؛ كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- إذَا أَتَى المَرِيضَ يَدْعُو له باسم الله الشافي.
ويقول: (أَذْهِبِ البَاسَ، رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا. وفي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ: فَدَعَا له، وَقالَ: وَأَنْتَ الشَّافِي)،ومن دعاءه أيضاً -صلّى الله عليه وسلّم-: (اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاس، مُذهِبَ الباسِ، اشْفِ أنت الشافي، لا شافي إلا أنت، اشفِه شفاءً لا يغادِرُ سَقَمًا).
ما يستفيده المؤمن من اسم الله الشافي
التوكّل على الله بالدعاء وطلب الشفاء منه لا ينافي الأخذ بالأسباب والتداوي والعلاج، فلا يكون التوكّل الحقيقيّ على الله إلا بالأخذ بالأسباب و التوكل على الله ؛ فهو وحده الشافي وهو وحده القادر على الشفاء من المرض.