شرح أنواع العبادة للأطفال
أنواع العبادات في الإسلام
إن العبادة هي التقرب إلى الله -عز وجل- من خلال فعل ما أمر به واجتناب ما نهى عنه، وهي فعل ما يحبه ويرضاه -عز وجل- من أقوال وأعمال ظاهرة أو باطنة، وتكمن حقيقة العبادة في الحب والخضوع لله -عز وجل-، وحتى تقبل لابد أن تكون العبادة خالصة لله -تعالى-، وأن تكون موافقة لما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
ولم يشرع الله -عز وجل- العبادة من أجل أن يضيق على الناس بل شرعها لحكم ومصالح عظيمة؛ فهي تزكي النفوس وتطهرها، وهي ضرورية للانسان، فلا صلاح لقلب وروح العبد إلا بالتوجه إلى الله بالعبادة، بالإضافة إلى أنها تسهل على العبد فعل الخيرات وترك المنكرات، والتحرر من رقّ المخلوقين والتعلق بهم.
ومن الأدلة الشرعية على أهمية العبادات، وما أعده الله من أجر وثواب لهم قوله -تعالى-: (ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ* وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ* أُولَـٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)، وقد تنقسم العبادة إلى أربعة أنواع، كما يلي:
العبادات القلبية
وهي العبادات التي تؤدى بالقلب بإخلاص لله -تعالى- وحده ولا توجه لغيره أبداً، وترتكز على الحب والخوف والرجاء لأي طاعة من الطاعات؛ من صلاة، وصيام، وصدقة، وحج وغيرها، فمن خلالها يتقرب العبد إلى ربه راجياً منه الأجر والثواب؛ فيعبد العبد ربه حباً فيه، وخوفاً من عقابه، ورجاءً في ثوابه، وليستقيم الانسان فهو بحاجة إلى هذه الأمور مجتمعة، فهي أساس الاعمال، قال تعالى: (أُولـئِكَ الَّذينَ يَدعونَ يَبتَغونَ إِلى رَبِّهِمُ الوَسيلَةَ أَيُّهُم أَقرَبُ وَيَرجونَ رَحمَتَهُ وَيَخافونَ عَذابَهُ)، ومن بعض أنواعها:
- الاخلاص، قال -تعالى-: (إِنّي وَجَّهتُ وَجهِيَ لِلَّذي فَطَرَ السَّماواتِ وَالأَرضَ حَنيفًا وَما أَنا مِنَ المُشرِكينَ).
- الخوف والخشية والمراقبة، قال -تعالى-: (وَلِلَّـهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
- التوكل، قال -تعالى-: (وَلِلَّـهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّـهِ وكِيلًا).
- الانابة، قال -تعالى-: (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّـهِ ذَلِكُمُ اللَّـهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ* فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).
- الحب والرجاء، قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّـهِ)، ، وقال -تعالى- في شأن الرجاء، قال تعالى: (وَمَن يَقنَطُ مِن رَحمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضّالّونَ).
العبادات البدنية
وهي كل العبادات التى تؤدى بسائر الجوارح ماعدا القلب واللسان، والتي يقوم بها أعضاء البدن من يد، ورجل، وسمع، وبصر ونحو ذلك، ولا يستحقها إلا الله -عزوجل- وحده لا شريك له، ومن بعض أنواعها:
- الصلاة: وهي عبادة ذات أقوال وأفعال مخّصوصة، تبدأ بالتّكبير وتنتهي بالتسّليم.
- الصيام: وهو من العبادات البدنيّة؛ حيث يمسك فيها المسّلم نفسه عن شهوة البطن وشهوة الفرج والمفطرات الأخرى، وزمنه يمتد من طلوع الشّمس حتى غروبها، وهو ينوي في ذلك كلّه التقرّب من الله تعالى.
- الحج: هو قصد بيت الله الحرام؛ لأداء أفعال مخصوصة، في زمن مخصوص، وزمانه أشهر الحجّ؛ وهي شوال وذو القعدة وذو الحجة، والعشر الأوائل من ذي الحجة .
- الجهاد: وينقسم إلى جهاد واجب على كلّ مكلّف، وآخر واجب على الكفاية، فالواجب على كلّ مكلّف هو جهاد النفس وجهاد الشيطان، والجهاد على الكفاية هو جهاد الكفّار والمنافقين.
العبادات القولية
وتسمى أيضاً بالعبادات اللفظية وهي العبادات التي تؤدى باللسان، فالنطق بكلمة التوحيد والشهادتان، وقراءة القرآن، والتسبيح، والاستغفار، والتكبير، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها تعتبر من العبادات القولية والتي يؤجر فاعلها.
وتعد تلاوة القرآن سبب من أسباب الرفعة والبركة في الدنيا والآخرة، وهي تحفظ الإنسان في الدنيا، وكما أن الدّعوة والنّصيحة وحُسن الكلام كلها تعد من العبادات القولية، وقد جاء في السنّة حديث الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: (إن الدينَ النصيحةُ، إن الدينَ النصيحةُ، إن الدينَ النصيحةُ، قالوا: لمَن يا رسولَ اللهِ؟ قال: للهِ ولكتابِه ولرسولِه ولأئمةِ المسلمين وعامَّتِهم).
العبادات المالية
وهي العبادة التي يدخل فيها المال؛ كالزكاة والصدقات، فالله -عز وجل- له ملك السموات والارض، وجعل الانسان مستخلفاً في الأرض وعليه أن ينفق مما رزقه، إذا إنَّ إنفاق المال في سبيل الله بأي وجه يرجو فيه مرضاة الله -تبارك وتعالى- عبادة، مثل الزكاة أو الصدقة؛ فهي عبارة عن إخراج جزء من المال امتثالا لأمر الله -تعالى-، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ)، كما أن النذر يدخل ضمن العبادة المالية لقوله تعالى: (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا).
تتنوع العبادات في الإسلام وتتعدد وهذا من سعة رحمة الله وفضله -سبحانه وتعالى-، وتنقسم العبادات في الإسلام إلى: العبادات القلبية، والعبادات القولية، والعبادات البدنية، والعبادات المالية، وهذا يدل على شمولية الإسلام.
طرق تعليم الأطفال أنواع العبادات في الإسلام
يولد الأطفال وهم صفحة بيضاء نظيفة مستعدة لاكتساب أي معلومة ومهارة تدخل عليهم، ومن واجب الأهل تعليم الأطفال وتنشئتهم التنشئة الصحيحة التي تنمي أخلاقهم، وتقوي إيمانهم بالله -عز وجل-.
ومن أهم تلك الأمور تعليم العبادات وكيفية أدائها بشكل صحيح ومسلٍ وجاذب لهم؛ فالاطفال في طبيعتهم يميلون إلى الأساليب المسلية والمرحة ولا يحبون الأساليب التقليدية في التعليم كالتلقين، ونستطيع فعل ذلك بالاستعانة بالوسائل البصرية والسمعية على النحو الآتي:
الوسائل البصرية
وهي الوسائل التي تستهدف وتعتمد على حاسة البصر لدى الاطفال، ومن أهم تلك الأدوات:
- عمل الرسوم التوضيحية، واللوحات التعليمية والصور الثابتة والمتحركة، ووضعها في الصفوف ومن الأفضل أن يكون الأطفال نفسهم مشاركين في عملها.
- عمل صور ومنشورات وكتيبات ذات طابع طفولي، وتوزيعها على الطلاب.
- الاستعانة بالألعاب والأدوات التي تشرح وتوضح للأطفال كيفية أداء العبادات.
- تشغيل فيديوهات خلال الحصص أو من خلال محاضرات إضافية يشرح من خلاله أهمية العبادات وكيفية أداها، والأجر والثواب لمن يقوم بها.
الوسائل السمعية
وهي الوسائل التي تستهدف وتعتمد على حاسة السمع لدى الاطفال، ومن أهم الأدوات المناسبة للاطفال:
- عمل محاضرات وحصص يكون فيها شرح لكيفية أداء العبادات وأهميتها وفضلها، مع دعم الشرح من خلال تشغيل تسجيلات صوتية لأنها تجذب الاطفال أكثر من التلقين.
- الاستعانة بالإذاعة المدرسية؛ حيث يتم التركيز على أهمية وفضل أداء العبادات، وجعل الأطفال مشاركين في كتابة وقراءة هذه المخلصات.
العبادة هي التقرب إلى الله -عز وجل- من إجل طاعته وكسب الثواب، وهي على أشكال عديدة تم بيانها في المقال، ويجب أن تنشأ العبادات مع الإنسان، وأن يتربى عليها منذ الصغر، حتى ينشأ النشأة الدينية الصحيحة، ويتم ذلك من خلال استخدام الوسائل السمعية والبصرية الحديثة.