شرح أدلة إثبات وجود الله للأطفال
شرح أدلة إثبات وجود الله للأطفال
أدلة عقلية وأدلة نقلية
تتعدد الأدلة التي تُثبت وجود الله -تعالى- منها ما هو عقلي، أي إنَّنا نستنتجه بأنفسنا من خلال التفكير والتحليل والاستنتاج، ومنها ما هو نقلي، أي إنَّ الرسل أثبتوه لنا لأنَّ الله -تعالى- أرسلهم لنا بكتب ورسالات من عند الله -سبحانه وتعالى-، وهذه الكتب والرسالات تعجز المخلوقات عن الإتيان بمثلها وهذه الأدلة نسميها الأدلة النقلية.
أمثلة على أدلة وجود الله
هناك الكثير من الأدلة الموجودة في النفس وفي الآفاق، تدلُّ على وجود خالقٍ مبدع، أحسن كل شيء خلقه، ومن هذه الأدلة ما يأتي:
- المخلوقات
وجود المخلوقات كالسماء والأرض والكواكب والمجرَّات، بالإضافة إلى الحيوانات والنباتات، والنفس الإنسانية وكل ما فيها من أعصاب وإحساس ولحم وعظم ودم تدلُّ على وجود خالقٍ عظيم مبدع أبدع كل شيء خلقه، حيث لا بُدَّ لمن رأى سيارة مثلًا أن يقول إنَّ هناك من صنعها، ومن رأى إنسانًا أو حيوانًا لا بُدَّ أن يُرشده عقله إلى وجود من خلق هذا الإنسان وصوَّرَه وأبدعه.
- دليل العناية
الله -سبحانه وتعالى- لم يخلق المخلوقات ويتركها دون عناية؛ فكل مخلوق من المخلوقات يحمل من كمال الإتقان ما يدلّ على وجود خالق، فلو تَفَكَّر الإنسان في البعوضة وكيف تحمل تخديرًا تُخدر به الجسم الذي تريد امتصاص الدم منه.
كما تحمل البعوضة ماصَّات لمصِّ الدم ومُمَيع يمنع الدم من التجلط، كل هذه الحقائق تجعل الإنسان مذهولًا من عظمة الخالق الذي أبدع صنعها، بالإضافة إلى تناسق كل المخلوقات مع بعضها البعض.
- دليل الهداية العامة
وهذا الدليل يدلّ على أنَّ الله -سبحانه وتعالى- هدى جميع المخلوقات ودلَّها على مصالحها وما يقتضيه قدرتها على الحياة؛ فقد هدى النحل إلى بناء بيوتها في الجبال والشجر وبما يعرش له الإنسان من بيوت لتعمره وتصنع فيه العسل.
وهداها إلى كيفية امتصاص الرحيق لتُحوله إلى عسل، وهدى طفل الإنسان إلى كيفية الرضاعة من أُمِّه دون أن يُعلِّمه أحدٌ ذلك، كل هذا من صنع الله الذي أتقن كل شيء خلقه.
- دليل المعجزات
أرسل الله الرسل بالكتب والرسالات التي تدلّ الخلق على الخالق، ليعبدوه وحده لا شريك له، ويحققوا الغاية من خلقهم ووجودهم وهو عبادة الله وحده لا شريك له، ولكن لا بُدَّ من تأييد من الله -تعالى- لهؤلاء الرُسل كي يُثبتوا للناس أنهم مرسلون من عند الله.
حيث يُؤيدهم الله بالمعجزات التي يعجز البشر عن الإتيان بها، ومنها مثلًا إحياء الموتى وشفاء المريض بإذن الله وهذه من معجزات سيدنا عيسى -عليه السلام-.
أدلة عقلية من القرآن
إنَّ هناك أدلة عقلية وأدلة نقلية تدلّ على وجود الله -سبحانه وتعالى-؛ ولكن هناك أدلة من القرآن الكريم والتي هي أدلة نقلية تدلّ الإنسان على التفكير بعقله للاستدلال على وجود الخالق -سبحانه وتعالى-؛ يقول -تعالى-: (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ).
أي هل خُلقت المخلوقات من غير خالق؟ أم هل خلقوا أنفسهم؟ فهل أوجدوا أنفسهم في العدم فخلقوا أنفسهم وهم غير موجودين؟ هذا أمر مستحيل،فبما أنهم غير قادرين على خلق أنفسهم؛ فلا بُدَّ من وجود خالق، ويتعين أن يكون هذا الخالق هو الله -تعالى- الذي أرشدهم إلى وجوده من خلال الكتب والرسالات والمخلوقات التي تحيط بهم.
وفي أنفسهم إن أبصروا ذلك، كل هذه دلالات تدل على وجود الخالق -سبحانه-،ونلاحظ في الأدلة الموجودة في القرآن أنه هو الذي ينزل المطر ويخرج النبات، وأنَّ الله -تعالى- ينهي بعضها بقوله: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)؛ وذلك لأنَّ الإنسان صاحب العقل والفكر الصحيح سيصل بعقله إلى الإيمان بالله، والتصديق بوجوده واليقين بأن الله خالق كل شيء وهو على كل شيء قدير.
لماذا لا نثبت وجود آلهة متعددة
الأدلة السابقة كلها تُثبت وجود خالق، فلماذا يكون خالق واحد؟ لماذا لا نقول بوجود عدة آلهة؟ يقول العلماء بأنَّ هذا مستحيل لأنَّ هناك ما يُسمى بدليل التمانع، إذ لو كان هناك عدة آلهة في الكون لأصبح هناك خلل في الكون.
لأنَّ كل إله يُريد أن يكون خلقه على هيئة وصفات مختلفة، ولو كان هناك آلهة متعددة لحصل فساد في هذا الكون، ولكن الواقع المشاهد هو أن الكون منتظم متناسق فامتنع الفساد في الكون ودلَّ هذا على وحدانية الخالق.