أين ولد سيدنا نوح
أين ولد النبي نوح -عليه السلام-
النبي نوح -عليه السلام- هو أحد أنبياء الله تعالى الذين اصطفاهم بالرسالة، وهداهم إلى الحق والصواب، ويطلق عليه أبو البشرية الثاني بعد آدم -عليه السلام-، ولد في دمشق وفق بعض الأقوال، وتولى الدعوة وهداية الناس إلى طريق الله والحق، لكن فئة كبيرة أعرضت، فأغرقهم الله -عز وجل-.
سمي النبي الكريم باسم نوح؛ لأنه كان كثير البكاء، وهو من أولي العزم من الرسل، حيث استمر في تأديته رسالته ما يقارب ال950 عامًا، وتعد دعوته لقومه من الأمور التي يمكن أخذ الكثير من الدروس والعبر منها؛ أهمها الصبر وعدم فقدان الأمل والإصرار على الدعوة، خاصة لمن هم في دوره الآن من الدعاة والصالحين.
أفرد الله تعالى سورة كاملة في القرآن سميت باسمه للحديث عن قصة نوح -عليه السلام- وأبرز الأحداث والوقائع التي حصلت خلال دعوته لقومه، بالإضافة إلى الهلاك الذي أصاب قومه بعد تكذيبهم وإعراضهم عن دعوته.
قصة النبي نوح ودعوته لقومه
تبدأ قصة النبي نوح -عليه السلام- بدعوته لقومه لعبادة الله وحده دون الإشراك به، وترك عبادة الأصنام التي لا تسمن ولا تغني لهم من جوع، ولكنهم عاندوه وعارضوه وكذبوه، واتبعوا بعض زعمائهم.
وأصرّوا على عبادة الأوثان كان أبرزها ود، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسر، قال تعالى: (وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا)، وأنكروا عليه دعوته واستهزؤا به وبعذاب ربه.
فلما طالت دعوته لهم مدة 950 عامًا مع استمرار عنادهم أمره الله -عز وجل- بإنشاء سفينة حتى ينجو بها من العذاب الذي سيقع بالقوم المنكرين، وبدأ -عليه السلام- بإنشاء السفينة بالرغم من الاستهزاء والاستنكار الذي وجده من قبلهم.
فلما انتهى من السفينة أمره الله بأن يحمل معه من آمن ومن الحيوانات من كل زوج اثنين، وترك من كفر وتكبر، فترك -عليه السلام- زوجته وابنه وراءه مع قومه المكذبين، ففار التنور بالماء من كل مكان حتى عمّ الطوفان قومه وكل ما على الأرض من إنسان، قال تعالى: (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ).
أبرز العبر المستفادة من قصة نوح -عليه السلام-
لقصة النبي نوح -عليه السلام- العديد من الدروس والعبر التي يجدر بنا الوقوف والتمعن فيها والاستفادة منها، نورد أبرزها على النحو الآتي:
- تولى النبي نوح -عليه السلام- دعوة قومه بأكثر الأساليب حكمة وفطنة، بالإضافة إلى صبره الكبير والجميل على إعراضهم على مدى سنوات طويلة دون كلل أو ملل، بالإضافة إلى ترغيبهم بشتى أنواع النعيم وترهيبهم بمختلف أشكال التحذير والوعيد.
- أن الحسب والنسب والشرف ليس كفيلًا وحده بحماية الإنسان وحفظه من العذاب والهلاك، إنما صدق الإيمان والتسليم لله واتباع أوامره واجتناب نواهيه، حيث أن أهل النبي نوح -عليه السلام- كانوا على درجة من النسب والشرف، لكن جزاءهم كان الغرق والهلاك.
- القصص والأحداث التي يتناولها القرآن تحمل في طياتها مختلف العبر والمواعظ والحكم، وكل ما لا يلبي هذه الغاية لم يذكر.
- بيان أن مهما طال الصراع بين قوى الحق والباطل، النصر في النهاية سيؤول لأهل الحق والتقوى والهلاك سيكون لم أعرض مهما طال إعراضه.