سعيد بن جبير (عالم إسلامي)
سعيد بن جبير
هو سعيد بن جبير بن هشام الأسدي، ويُعد أحد الأئمة الصالحين والعلماء التابعين الأتقياء، ولد في الكوفة ودرس العلم عن عبد الله بن عباس الذي لُقب بحبر الأمة فكان له كظله، تعلم ونهل منه التفاصيل الدقيقة المتعلقة بعلوم القرآن، وكان تلميذًا لعبد الله بن عمرو، قام سعيد بن جبير بتفسير القرآن وشرح آياته، هذا وقد سكن سعيد بن جبير في الكوفة وقام بنشر العلم فيها، ممّا أهله ليكون إمامًا ومعلمًا لسكانها.
تعليم سعيد بن جبير
درس سعيد بن جبير في بداية تعليمه في مسجد الكوفة الذي كان مليئًا بالطلاب ثم انتقل إلى مكة المكرمة، فأصبح أحد طلاب ابن العباس، ومع مرور الوقت وجد عبد الله بن عباس الشغف في سعيد وحبه للأحاديث النبوية وقابليته لإدارك معانيها وحفظها، كما وعلمه عبد الله بن عبد الله؛ نظرًا لأنَّ قدراته تفوق أقرانه من الطلاب، وصاحب عددًا كبيرًا من الصحابة والتابعين، ممّا جعله أحد أكثر الأشخاص رواية للأحاديث.
بعد وفاة عبد الله بن العباس لازم سعيد بن جبير الإمام علي بن الحسين وانتقل إلى المدينة المنورة ليصبح طالبه، فتعلم منه العلوم الإلهية، وقد تعلم الكثير من السيرة النبوية وما تركه الرسول للأمة والصحابة من علمٍ وفقهٍ في الدين.
صفات سعيد بن جبير
اتصف العالم سعيد بن جبير بالعديد من الصفات التي كانت تجعله مميزًا دائمًا، ومن أهم هذه الصفات ما يأتي:
- حبه للقرآن الكريم، فقد كان سعيد بن جبير محبًا للقرآن بشكلٍ كبير، إذ ورد عنه بأنَّه كان يختم قراءة القرآن في الكعبة بليلة واحدة من شدة تعلقه به وحبه له.
- الإكثار من رواية الأحاديث، فقد كان يروي الأحاديث عن معلمه، وابن الزبير، و أبي سعيد ، والعديد من الصحابة الآخرين.
- اتصافه بالعلم الزهيد، فقد أخذ سعيد بن جبير الكثير من العلم من الصحابة وتعلم منهم كل ما علمهم رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام.
- تقيًا عالمًا بالدين عابدًا قائمًا، يكثر من ذكر الله، وأدى الحج والعمرة أكثر من مرة.
- متوكلًا على الله في كافة الأمور.
سعيد بن جبير والحجاج
اشتهر سعيد بن جبير بعلمه ممّا دفع الطلاب والتلميذ في العديد من المناطق التابعة للعالم الإسلامي إلى القدوم لينقل لهم بعضًا من معرفته وعلمه، وكان ذلك في عهد الحجاج بن يوسف الثقفي الذي كان قد زادت نفوذه في ذلك الوقت، وحينها أرسل ابن الأشعث ليغزو إحدى المناطق الموجود خلف سجستان، وانتصر ابن الأشعث حينها إلا أنَّه قد أرسل طلبًا إلى الحجاج بأنَّه سيوقف الغزوات ليقوم بدراسة المنطقة وفهم طبيعتها، وجاء الرد من الحجاج بالرفض، وعليه قام جيش بن الأشعث بمبايعته أمام الحجاج وزادت قوته في فترةٍ ما.
وحينها بدأت المعارك بين جيش الحجاج وجيش بن الأشعث، إلى أن ضعف جيش بن الأشعث، وانتصر جيش الحجاج مجددًا وبدأ بإبادة الذين لم يبايعوه، فقام التابعي سعيد بن جبير بالهرب إلى أراضي صغيرة في مكة المكرمة، وبقي فيها ما يُقارب عشرة أعوام، وبعد هذه الفترة تولى خالد بن عبد الله الولاية في القرية التي كان فيها سعيد بن جبير والذي كان بدوره تابعًا إلى الحجاج الذي نقل خبر وجود سعيد بن جبير إليه، وأمر حينها الحجاج بإحضار سعيد إليه مقيدًا لمحاسبته على عدم مبايعته له.
وفاة سعيد بن جبير
توفي سعيد بن جبير على يد الحجاج بن يوسف الثقفي بعد أن نقل له الوالي خالد بن عبد الله خبر وجوده في قرية في مكة المكرمة، وقام الحجاج بطلب إحضاره مقيدًا إليه، ودعا سعيد ربه أنَّ لا يظلم الحجاج أحدًا بعده، ولا يقتل أحدًا، واستجاب له الله بعد أن أُصيب الحجاج بمرضٍ شديد أدى إلى وفاته، حيث لم يستطع خلال سنوات مرضه أن يقتل أحداً كما دعا سعيد بن جبير ربه.
وذكر البعض بأنَّ التابعي سعيد بن جبير قد توفي وهو في آخر الأربعين من عمره، فالبعض قال بأنَّه توفي في عمر السابعة والأربعين والبعض قال بأنَّه توفي وهو في عمر التاسعة والأربعين.