سرطان الغدد الليمفاوية
مرض السّرطان
مرض السرطان له أشكال متنوعة، ويصيب أعضاءً ومناطق مُختلفة من جسم الإنسان، منها سرطان الدم، وسرطان الكبد، وسرطان الرئة، وسرطان الدّماغ، وسرطان الحبل الشوكيّ، وسرطان الرّحم، وسرطان الثّدي، وسرطان الغدد الليمفاوية. في هذا المقال توضيحاً للسّرطان الذي يصيب الغدد الليمفاوية، ما هو وما أسباب الإصابة به وكيفية التعرف عليه عن طريق معرفة الأعراض الملازمة له، وأخيراً طريقة علاجه في حال كان المرض في مرحلة قابلة للعلاج.
تعريف مرض سرطان الغدد الليمفاوية
هو شكل من أشكال السّرطان الذي يؤثّرعلى جهاز المناعة، تحديداً على الخلايا اللمفاويّة من هذا الجهاز، ويُعتبر نوع من أنواع الخلايا البيضاء مما يجعل الإنسان عرضة للموت بأي مرض سهل العلاج خلال الإصابة به حتى وإن كان زكاماً، لأن الجهاز المناعي قد تم تعطيله بالكامل؛ ويعد هذا النوع من السرطان أحد أشد الأنواع فتكاً وأسرعها انتشاراً في الجسم وأقواها تأثيراً؛ ويسمى هذا النوع من السرطان أيضا (بالليمفاوية بيركيت) نسبة إلى مكتشفه البريطاني دينيس بيركيت في إفريقيا. ليس هناك عمرمعين للإصابة بهذا السرطان لكن هو أكثر شيوعا بين الشباب.
أنواع المرض
يتواجد هذا النوع من السرطانات بنوعين هودجكن ولا-هودجكن ويعتبر الأخير أكثر شيوعا بنسبة 90% من الحالات التي تم تشخيصها مقارنة بنوع هودجكن والذي يشكل نسبة 10% من المرضى .
هودجكن ليفوما (Hodgkin)
الأسباب
يعتبر العامل الوراثي أهم سبب للإصابة بهذا النوع من سرطان الغدد اللمفاوية، حيث ما يقارب 1٪ من المرضى المصابين بسرطان الغدد الليمفاوية هودجكين لديهم تاريخ عائلي للمرض، والأشقاء من الفرد المصاب لديهم من 3إلى 7 أضعاف زيادة خطر الإصابة بالمرض مع 100 ضعف زيادة خطر في التوائم المتماثلة. بالإضافة الى فيروس التهاب الكبد والإيدز .
الأعراض
الحمى، والسعال، آلام الظهر أو العظام، التعرق ليلي، ألم في الصدر، خسارة الوزن غير المبررة، وضيق في التنفس، الحكة، ألم في موقع تواجد الورم .
التشخيص
هنالك عدد من التحاليل المخبرية قد تساعد على الإستدلال و كشف الورم مثل عدد خلايا الدم الكامل لفقر الدم، خلايا الدم البيضاء، معدل الترسيب، الكرياتينين في الدم وغيرها الكثير بناء على طلب الطبيب. بالإضافة الى فحص فيروس الكبد الوبائي (BوC)، و فحص فيروس نقص المناعة المكتسبة ( الإيدز)، تكمن أهمية الكشف عن هذه الفيروسات لأن العلاج المضاد لها يساعد كثيرا في تحسن حالة المريض. ويحتاج تشخيص الورم أيضا التصوير الإشعاعي العادي و التصوير المقطعي لمنطقة الصدر، البطن والحوض لكشف تضخم الطحال و الكبد و غيرها من الأعتلالات. ويصنف الورم الى مجموعة مراحل: مرحلة 1 أو 2 أو 3 أو 4 حسب انتشار الورم في جسم المصاب .
العلاج
العلاج الكيميائي و الإشعاعي بالإضافة الى زرع النخاع العظمي .
لا هودجكن ليفوما (Non-Hodgkin)
الأسباب
هنالك مسببات عدة لمرض سرطان الغدد الليمفاوية، لكنها مرجحة وليست بالأكيدة، فتزداد نسبة الإصابة به وفق عدة مرجِّحات اهمها؛ الالتهابات، بعض العوامل البيئية، أمراض نقص المناعة، والإلتهبات المزمنة:
- الإلتهابات: الفيروسات تعتبر مسبب رئيسي لهذا النوع من السرطانات؛ لإنها تقوم بأفراز بعض الإنزيمات في جهاز المناعة عند دخولها جسم الإنسان والتي تؤدي الى التحفيز الغير المنضبط لخلايا B و T. ومن أهم هذه الأمراض الفيروسية؛ متلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدزHIV), والتهاب الكبد الوبائي خاصة نوع (C)والذي يسمى بالدرجة الثالثة .
- العامل البيئي: البيئة المحيطة بالمواد الكيميائية (مثل المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب والمواد الكيميائية العضوية و صبغات الشعر)، والتعرض للإشعاع قد تكون سبباً. ووجدت بعض الدراسات أن التدخين أثناء الحمل يزيد من احتمالية اصابة الطفل بهذا السرطان.
- الإتهابات المزمنة: تتواجد عند الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات المناعة الذاتية مثل هاشيموتو الغدة الدرقية التي تشكل 23-56% من المرضى الذين يعانون من الأورام اللمفاوية في الغدة الدرقية .
الأعراض
وتختلف الأعراض باختلاف عدة عوامل مثل سرعة نمو الورم، الموقع التي يتواجد فيه الورم في الجهاز اللمفومي، وظيفة الجهاز. وتشمل هذه الأعراض تضخم الغدد الطرفية يصاحبها ألم, ارتفاع درجة الحرارة أكثر من 38 درجة مئوية، تعرق ليلي، وفقدان الوزن أكثر من 10٪ من الوزن الأساسي في غضون 6 أشهر .
التشخيص
هنالك مجموعة من التحاليل المخبرية يجب استخدامها مع المشتبه به أن يصاب بهذا الورم منها؛ تحاليل الدم، الصفائح الدمويه، خلايا الدم البيضاء، الكالسيوم ,(HDL)، أنزيمات الكبد و غيرها الكثير بناء على طلب الطبيب. وأيضا قد يتم اللجوء للصور الإشعاعية .
العلاج
العلاج يختلف من مصاب لأخر وذلك بلإعتماد على عدة عوامل و تشمل العلاجات التالية: العلاج الكيميائي و يعد الأكثر شيوعا وهو تركيبة دوائية من العقاقير تعطى للمريض على جرعات مجدولة حسب حالة المصاب وخبرة الطبيب في التعامل معها بشكل متفرق. العلاج الإشعاعي والذي يتم من خلال توجيه الأشعة نحو المنطقة المصابة بحيث تقوم بتدمير خلايا السرطان الموجودة في العضو المصاب بفضل طاقتها. قد يتم اللجوء الى زرع نخاع العظم، نقل الدم، المضادات الحيوية، و بعض العلاجات الدوائية مثل الكورتيزون. بالنسبة للتدخل الجراحي هي من الطرق محدودة الإستخدام في حالات معينة مثل سرطان الغدد الليمفاوية التي تصيب الجهاز الهضمي.