سرطان الغدد اللعابية
سرطان الغدد اللعابية
سرطان الغدد اللُعابيّة (بالإنجليزية: Salivary gland cancer) هو الوزم الخبيث الذي يصيب الغدد اللعابيّة الموجودة في الفم وقرب الفم، وتعدُّ الغدد اللعابيّة مسؤولةً عن إنتاجِ اللعاب، وهو سائل يحتوي على عددٍ من الإنزيمات التي تساهم في بدء عملية هضم الطعام، كما يحتوي السائلُ على أجسامٍ مضادّةٍ (بالإنجليزية: Antibodies) وعلى عددٍ من العناصر الأخرى التي تساهم في الوقاية من عدوى الفم والحلق، ويُرطّب اللعاب الفم والحلق، ويتمُّ تقسيم الغدد اللعابيّة بشكلٍ رئيسيّ إلى غددٍ لُعابيّةٍ كبرى (بالإنجليزية: Major salivary glands) وغددٍ لُعابيّةٍ صغرى (بالإنجليزية: Minor salivary glands)،
هل يُصيب السرطان جميع أنواع الغدد اللعابية؟
تتوزع الغددُ اللعابيّةُ الكبرى إلى ثلاث مجموعاتٍ رئيسيّةٍ توجد على جانبيّ الوجه، وفيما يأتي بيانها وبيان احتمالية إصابتها بالسرطان:
- الغدّة النكفيّة: (بالإنجليزية: Parotid gland)؛ وهي أكبر الغدد اللعابيّة وتوجد أمام الأذنين، وتبدأ معظم أورام الغدد اللعابية في الغدة النكفية، وعلى الرغم من أنّ معظم الأورام التي تصيب الغدد اللعابية تعتبر أورامًا حميدةً غير سرطانيةٍ؛ إلاّ أنّ معظم الأورام السرطانية الخبيثة في الغدد اللعابية تبدأ في الغدة النكفية.
- الغدّة تحت الفك السفليّ: (بالإنجليزية: Submandibular gland)؛ تقع هذه الغدة تحت الفكّ وحجمها أصغر من الغدّة النكفيّة، وهي مسؤولة عن إفراز اللعاب أسفل اللسان، ويُشار إلى أنّ ما يعادل نصف الأورام التي تنشأ في هذه الغدّة تكون أورامًا سرطانيةً.
- الغدّة تحت اللسان: (بالإنجليزية: Sublingual gland)؛ نادرًا ما تنشأ الأورام في هذه الغدّة، وتُعدّ أصغر اللغدد اللعابيّة الكبرى، وتقع في قاعدة الفم تحت كلٍ من جانبي اللسان.
توجد المئات من الغدد اللعابيّة الصغرى التي لا ترى بالعين المجرّدة والتي تحتاج إلى مجهرٍ لرؤيتها، وتوجد هذه الغدد تحت بطانة الشفتين واللسان، وفي سقف الفم، وفي بطانة الخدّين، والجيوب الأنفيّة، والأنف، والحنجرة ، ويعتبر ظهور الأورام في هذه الغدد غير شائعٍ، وإن ظهرت فإنّها في الغالب تكون سرطانيّةً أكثر منها حميدةً، وفي الغالب تنشأ هذه الأورام السرطانية في الغدد الموجودة في سقف الفم.
أعراض سرطان الغدد اللعابية
قد لا يشعر القليل من الأشخاص المصابين بسرطان الغدد اللعابيّة بأيّ أعراضٍ واضحةٍ، أمّا بالنسبة لمعظم حالات سرطان الغدد اللعابية؛ فإنّ المصاب يلاحظ ظهور كتلةٍ غير مؤلمةٍ في الغدّة اللعابيّة المصابة، وفي حال كان الورم الذي يعاني منه المصاب ورمًا خبيثًا ؛ فقد ترتفع فرصة ظهور أعراض أخرى، ومنها ما يأتي:
- نزيف من الفم.
- ألمٌ مستمرّ في الوجه، أو العنق، أو الفك، أو الفم.
- صعوبة تحريك عضلات الوجه أو صعوبة فتح الفم بشكلٍ كاملٍ.
- صعوبة البلع.
- التنميل أو الخدر في أحد أجزاء الوجه.
- الانتفاخ في الرقبة، أو الفم، أو الفكّ، أو بجانب الفك.
- ضعف العضلات في أحد جانبي الوجه.
أسباب وعوامل خطر الإصابة بسرطان الغدد اللعابية
تعدُّ أورامُ الغدد اللعابيّة نادرةَ الحدوث، وإلى الآن لم يتمّ تحديد المسبّب الرئيسيّ بشكلٍ واضحٍ، ويُعتقد أنّ ظهور الورم في الغدد اللعابية يُعزى إلى حدوث بعض التغيرات أو الطفرات في الحمض النووي لبعض خلايا الغدّة اللعابيّة، ويعرف الحمض النووي للخلية بأنّه الجزء المسؤول عن إصدار التعليمات المختلفة للخليّة مثل: النمو، والانقسام، وموت الخلايا غير الطبيعيّة، وفي حال حدوث الطفرات؛ فقد يؤدي ذلك إلى نمو وانقسام الخلايا بشكلٍ سريعٍ، بالإضافة إلى موت الخلايا الطبيعية، وتَكوّنِ الخلايا غير السليمة التي تتراكم فوق بعضها لتشكل الورم، وقد تؤدي بعض الطفرات الإضافية في الحمض النووي إلى جعل هذه الخلايا غير السليمة خلايا سرطانيّةً، والتي بدورها قد تغزو وتدمّر الخلايا المجاورة لها، ويُشار إلى أنّ هذا النوع من السرطان لا ينتقل بالوراثة في العادة، وعلى الرغم من إمكانية إصابةِ أيّ شخصٍ بسرطان الغدد اللعابية؛ إلاّ أنه في كثيرٍ من الأحيان تكون فرصة إصابة الرجال أعلى من النساء.
ومن العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الغدد اللعابيّة ما يأتي:
- العمل ببعض المهن مثل: صناعة المطّاط، والسباكة، وتعدين الأسبستوس.
- التعرّض السابق للعلاج الإشعاعي في منطقة الرأس أو الرقبة.
- التقدّم في العُمر؛ إذ تزيد فرصة الإصابة في حال كان عر الشخص 55 سنةً أو أكثر.
- التدخين .
- شرب الكحول.
- التعرّض السابق لبعض المواد المشعّة.
تشخيص الإصابة بسرطان الغدد اللعابية
يجري الطبيب الفحص السريريّ لجانبيّ الوجه، والفم، وحول الفك، وذلك بعد الاستعلام عن السيرة المرضية للشخص، وفي حال الكشف عن وجود انتفاخ في أحد العقد اللمفاويّة ؛ فمن المحتمل أن يكون ذلك علامةً على الإصابة بالسرطان، ولتأكيد التشخيص يطلب الطبيب إجراء عددٍ من الاختبارات التشخيصيّة المختلفة، وفيما يأتي بيانها:
- الاختبارات التصويريّة: مثل: التصوير بالموجاتِ فوق الصوتيّة، أو الأشعة السينية، أو التصوير بالرنين المغناطيسيّ (بالإنجليزية: Magnetic Resonance Imaging) واختصارًا MRI، أو التصوير الطبقيّ المحوسب (بالإنجليزية: Computerized tomography) واختصارًا CT، أو التصوير المقطعيّ بإصدار البوزيترون (بالإنجليزية: Positron emission tomography) واختصارًا PET، إذ قد تساعد هذه الاختبارات التصويرية على الكشف عن موقع الورم وحجمه.
- الخزعة: (بالإنجليزية: Biopsy)؛ يجمع الطبيب في هذا الاختبار عينةً من الخلايا باستخدام إبرةٍ خاصّةٍ؛ إذ يدخل الطبيب إبرةً رفيعةً في الغدة اللعابية المصابة ويسحب عينةً من الخلايا المشبوهة؛ ليتمّ إرسال العينة إلى المختبر لتحليلها، وتحديد أنواع الخلايا المصابة، والكشف عن الخلايا السرطانية منها.
- تصوير بعض أجزاء الجسم الأخرى: بسبب إمكانيّة انتقال بعض الخلايا السرطانيّة الموجودة في الغدد اللعابية بشكلٍ واسعٍ إلى أجزاء أخرى في الجسم؛ فقد يُصوّر الطبيب عددًا من أعضاء الجسم الأخرى مثل: الكبد، والعظام، والرئتين، والدماغ.
علاج سرطان الغدد اللعابية
يعتمد علاج سرطان الغدد اللعابيّة على عددٍ من العوامل المختلفة مثل: مرحلة المرض، ودرجة تطور المرض، ونوع الورم، وحجم الورم، وموقع الورم، بالإضافة إلى الصحّة العامّة للشخص المصاب، وعُمره، وفيما يأتي بيانٌ لبعض طرق العلاج المتّبعة:
- العلاج الجراحيّ: تُعدّ الجراحة الخيار الأول والأكثر شيوعًا لعلاج سرطان الغدد اللعابيّة خاصةً في المراحل الأولى من المرض، وفي الحالات التي يكون فيها الورم بطيء النمو، وفي حال كان الورم صغيرًا ومتموضعًا في مكانٍ قريبٍ يسهل الوصول إليه؛ فقد يكتفي الطبيب بإزالة الورم وجزءٍ بسيطٍ من الأنسجة المحيطة، أو قد يحتاج الطبيب إلى إزالة كامل الغدّة والأعصاب والقنواتِ المحيطة بها وذلك في الحالات التي تنتشر فيها الخلايا السرطانية إلى الأجزاء المحيطة.
- العلاج الإشعاعيّ: يعتمد العلاج الإشعاعيّ (بالإنجليزية: Radiation therapy) على توجيه حزمةٍ أو جزئياتٍ ذات طاقةٍ عاليةٍ إلى الورم للحدّ من قدرة الخلايا السرطانيّة على النمو أو لتدميرها بشكلٍ تامّ، وغالبًا ما يتمّ اتّباع طريقة الحزم الإشعاعيّة الخارجيّة (بالإنجليزية: External beam radiation) لعلاج سرطان الغدد اللعابيّة؛ حيث يتمّ توجيه حزمةٍ شديدةٍ من الإشعاع إلى منطقة الورم خمس مرات أسبوعيًا في العادة، وذلك لمدّةٍ قد تصل إلى سبعة أسابيع، أو قد يتمّ اتّباعُ بعض الأنواعِ الأحدث والتي قد تعتبر أكثر نجاحًا في العلاج؛ كالتي يتمّ فيها تقسيم الجرعة العلاجيّة إلى جرعاتٍ صغيرةٍ خلال اليوم، ويُلجأ في بعض الحالات إلى استخدام مُحسس للأشعة (بالإنجليزية: Radiosensitizer) وهو تزيد من حساسيّة الخلايا السرطانيّة للإشعاع ممّا يسمح بقتل المزيد منها.
- العلاج الكيماوي: يُترك خيار العلاج الكيماويّ (بالإنجليزية: Chemotherapy) في العادة للمراحل التي ينتشر فيها السرطان إلى مناطق أخرى في الجسم، وتتوفّر العديد من أدوية العلاج الكيماويّ المختلفة التي تؤخذ عن طريق الفم أو بالوريد، كما قد يتمّ تقديمها بشكلٍ منفردٍ أو مدمجٍ مع أدوية أخرى، وتقتل هذه الأدوية الخلايا السرطانيّة، ومن الأمثلة عليها: دواء كاربوبلاتين (بالإنجليزية: Carboplatin) أو دواء 5-فلورويوراسيل (بالإنجليزية: 5-Fluorouracil).