سبب نزول سورة سبأ
سبب نزول سورة سبأ
كان نزول سورة سبأ في مكة المكرمة فيما بين السنة الحادية عشرة والثانية عشرة للهجرة، وذلك في الفترة الأخيرة من حياة المسلمين في مكة المكرمة، حيث نزلت بعد سورة لقمان، ويبلغ عدد آياتِها أربعٌ وخمسون آية، تمحورت موضوعات السورة حول العقيدة الإسلاميّة ؛ كتوحيد الله تعالى، والإيمان بالوحي، وتصديق البعث والجزاء، وتضمنت السورة كذلك تصحيحًا لبعض القيم التي تتعلق بالعقيدة، ومن أهمها بيان الحكم والفيصل في الجزاء عند الله تعالى؛ وهي الإيمان والعمل الصالح، وليس المال والأولاد، وأنّه لا عاصم من بطش الله، ولا يوجد شفاعة إلا بإذنه تعالى، وقد ورد أسباب لنزول بعض آيات السورة، وبيان ذلك فيما يأتي:
سبب نزول قوله تعالى: لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ
جاء في سبب نزول قول الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ}، أن فروة بن مسيك الغطفاني -رضي الله عنه- كان قد جاء إلى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وسأله عن قوم سبأ؛ أنّهم كانوا أصحاب عزّ وجاه، وخشي إن قاتلهم أن يرتدوا عن الإسلام، فسأل رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- عن أمرهم، وما يفعل معهم، فتوقف رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وأخبره أنّه لم يُؤمر فيهم بشيء، فأنزل الله تعالى على رسوله -صلَّى الله عليه وسلَّم- هذه الآية.
سبب نزول قوله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ
جاء في سبب نزول قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ}، أنّه كان رجلان شريكان في التجارة، فخرج واحد منهما إلى بلاد الشام، وبقي الآخر، ولمّا بُعث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بالرسالة بعث إلى صاحبه كتابًا يسأله ما فعل بعده، فأخبره صاحبه ب مبعث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وأنّه لم يتّبعه أحد من قريش إلا أراذل الناس والمساكين منهم، فترك تجارته وعاد إلى مكة، وطلب إلى صاحبه أن يدلّه على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وكان لديه علم من قراءته للكتب، فتحدث إلى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ونطق بالشهادتين، فسأله رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- عن علمه بنبوته، فقال له: إنه لم يبعث نبي إلا اتبعه أراذل الناس ومساكينهم، فأنزل الله تعالى هذه الآية، فأخبره رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بأنّ القرآن قد نزل مصدقًا لقوله.
سبب تسمية سورة سبأ بهذا الاسم
سُميت سورة سبأ بهذا الاسم؛ لأنّها تضمنت قصة قوم سبأ ومساكنهم، وبينت ما أصابهم من عذاب ونِقم، بسبب عدم شكرهم لله تعالى، وعدم إقرارهم بنعم الله تعالى عليهم.