سبب نزول آية (يدنين عليهن من جلابيبهن)
سبب نزول آية (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ)
نزلت هذه الآية في نساء المؤمنين، وخاصةً أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- وبناته، فكانوا إذا خرجوا النّساء في الليل لقضاء الحاجة، يتعرض لهنّ المنافقين الفاسقين ليؤذوهنّ، فنزلت الآية تأمرهنّ بالحجاب، وذلك لأنّ الفاسقين إذا رأوا المرأة بغطاء يظنونها حرة فيتركوها، أمّا إذا رأوها بغير غطاء يظنوها أمة فيتعرضوا لها.
حكم الحجاب
أجمع العلماء على أنّ الحجاب فرض على كل مسلمة بالغة عاقلة، ودليليهم الآية المذكورة سابقًا، وما ورد في قوله -تعالى-: (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ)، أي ليغطين بالخمار شعورهن، وأعناقهنّ.
وقوله-صلى الله عليه وسلم-: (ونِساءٌ كاسِياتٌ عارِياتٌ مُمِيلاتٌ مائِلاتٌ، رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ البُخْتِ المائِلَةِ، لا يَدْخُلْنَ الجَنَّةَ، ولا يَجِدْنَ رِيحَها)، أي اللواتي لا يلتزمنّ بالحجاب يدخلنّ في معنى الكاسيات.
وأمّا القائلين بأن آية الحجاب خاصة بنساء الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقط، فهذا قول مرفوض، وذلك لأنّ العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فالمخاطب هو جميع النساء؛ وذلك لأنّه أطهر لقلوب النّساء والرجال من الفتنة؛ قال -تعالى-: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) ، وهذا دليل على عموم الحكم.
شروط الحجاب الشرعي
فيما يأتي شروط الحجاب الشرعي:
- أن يكون ساترا لجميع البدن
بدليل قوله- تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ) ، ويُستثنى من ذلك الوجه والكف، ففيهما خلاف، فمنهم من يعتقد بوجوبه لدخوله في عموم الآية، ومنهم من يقول أنّه مستحب.
- أن يكون سميكًا لا يشف ما تحته
وذلك لأنّ معنى الحجاب الستر، فإذا كان هذا الحجاب يُرى ما تحته، خرج من كونه حجاب، وذلك لأنّه بذلك يجلب الأنظار إليها، بدلًا من أن يمنع الأنظار خشية الفتنة.
- أن يكون فضفاضاً
ألّا يكون ضيّقًا يصف جسد المرأة، وذلك لأنّ اللباس الضيق لا يحصل منه الهدف من الحجاب؛ وهو منع الفتنة، أمّا اللباس الضيّق الذي يصف الجسم، فهو مدعاة للفتنة وإثارة الشهوة، وبالتالي خرج المقصود من معنى الحجاب.
- أن لا يكون اللباس مُعطّراً
أو أن يكون مزيناً، إذ إنّ الزينة تلفت أنظار الرجال، أمّا التعطّر في الخارج بأي نوع من المنهي عنه، قال- صلى الله عليه وسلم-: (أَيُّما امْرَأَةٍ أصابَتْ بَخُورًا فلا تَشْهَدْ معنا العِشاءَ الآخِرَةَ).
- أن لا يشبه ثياب الرجال
عن أبي هريرةَ قالَ: (لعنَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الرَّجلَ يلبسُ لبسةَ المرأةِ والمرأةَ تلبسُ لبسةَ الرَّجل).
فضائل الحجاب
سأذكر فضائل الحجاب فيما يأتي:
- إنّ في الالتزام بالحجاب طاعة لما أمر الله به، وتنفيذ لأوامره.
- فيه طهارة لقلب المرأة والرجل، وتجنب الفتنة
- إنّ في الحجاب وسيلة لحفظ أعراض المسلمين، وفيه الحد من الزنى، و عفة النفس .
- بالحجاب تتميز المرأة المسلمة، عما كانوا عليه في الجاهلية.
- الالتزام بالحجاب فيه اقتداء بأطهر النساء على الأرض أمهات المؤمنين.