سبب نزول آية (وتعاونوا على البر والتقوى)
سبب نزول آية (وتعاونوا على البر والتقوى)
سبب نزول المقطع الأول من الآية
سبب نزول قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا)، أنَّ الحطم بن هند البكري نزل المدينة في عيرٍ له، يحمل طعاماً فباعه، ثم دخل على النبي -صلى الله عليه وسلم- فبايعه وأسلم.
ولما ولَّى خارجاً نظر إليه، فقال لمن عنده: لقد دخل علي بوجه فاجر وولَّى بقفا غادر، فلمَّا قدِم اليمامة ارتدَّ عن الإسلام ، وخرج في عير له يحمل الطعام في ذي القعدة يريد مكة؛ فلما سمع به أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- تهيأ للخروج إليه نفرٌ من المهاجرين والأنصار؛ ليقتطعوه في عيره فأنزل الله -تعالى- هذه الآية.
سبب نزول المقطع الثاني من الآية
وسبب نزول قوله -تعالى-: (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)، أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان بالحديبية عندما صدّهم المشركون عن البيت الحرام ، وقد اشتد ذلك عليهم.
ومرَّ بهم أناس من المشركين يريدون العمرة، فحاول أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صدَّهم عن البيت الحرام، فأنزل الله -تعالى- هذا الجزء من الآية لينهاهم عن ذلك، وحثَّهم على التعاون على البر والتقوى، والابتعاد عن الإثم والعدوان.
معنى (وتعاونوا على البر والتقوى)
يأمر الله -تعالى- عباده المؤمنين بالتعاون فيما بينهم على فعل الخير، وترك الشر، والتعاون: هو أن يساعد الناس بعضهم بعضاً على كل خير، وهذا الخير منه ما هو طاعة لله -تعالى-، ومنه ما هو من المباحات التي أباحها الله -تعالى-.
ثم نهاهم الله -تعالى- أن يساعد بعضهم بعضاً على معصية الله -تعالى-؛ وذلك بأن يتعاونوا على فعل الذنوب ويسهلوها لبعضهم، وعلى المسلم أن ينصر أخاه ظالماً ومظلوماً؛ ينصره ظالماً بأن لا يأخذ على يده، ولا يُعينه على ظلمه، بل ينصحه ويحذره من الظلم.
وينصر أخاه أيضاً إذا وقع عليه الظلم بأن يمنع الظلم عنه، ويعينه على أخذ حقه من ظالمه؛فقد ثبت في حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (انْصُرْ أخاكَ ظالِمًا أوْ مَظْلُومًا، فقالَ رَجُلٌ: يا رَسولَ اللَّهِ، أنْصُرُهُ إذا كانَ مَظْلُومًا، أفَرَأَيْتَ إذا كانَ ظالِمًا، كيفَ أنْصُرُهُ؟ قالَ: تَحْجُزُهُ -أوْ تَمْنَعُهُ- مِنَ الظُّلْمِ؛ فإنَّ ذلكَ نَصْرُهُ).
أهمية التعاون على البر والتقوى
للتعاون بين أفراد المجتمع على الخير أثاراً عظيمة؛ تعود بالخير على الفرد والمجتمع، ومن ذلك ما يأتي:
- التعاون والتكافل على الخير سبب من أسباب نجاح المجتمعات والأمم، ورقيها وتقدمها.
- التعاون بين أفراد المجتمع هو الطريق لتحقيق الغايات والأهداف النبيلة.
- التعاون سبب من أسباب استقرار المجتمع، وانتشار المحبة والألفة بين أفراده.
- التعاون بين أفراد المجتمع سبب من أسباب القوة، وسبب في منع مطامع الأعداء في المسلمين.
- التعاون سبب من أسباب شعور كل فرد من أفراد المجتمع بأهميته، وأنه عنصر فعال في المجتمع.
- التعاون بين أفراد المجتمع سبب من أسباب العيش بسعادة وطمأنينة وسكينة.