آداب التعامل مع العلماء
من هم العلماء؟
العلماء ورثة الأنبياء فهم السّاعون العارفون بشرع الله تعالى، الداعين لإتباع أوامر الله تعالى والتزام هدي نبيّه محمد -صلى الله عليه وسلم-، قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِه الْعُلَمَاءُ}، وقد ذُكر في فضل العلماء ما رُوي عن أبي أمامة الباهليّ قال: (ذُكِرَ لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم رجُلانِ؛ أحدهما عابدٌ، والآخَرُ عالِمٌ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: فضلُ العالمِ على العابدِ كفضلي على أدناكم ثمَّ قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ إنَّ اللَّهَ وملائِكتَهُ وأَهلَ السَّماواتِ والأرضِ حتَّى النَّملةَ في جُحرِها وحتَّى الحوتَ ليصلُّونَ على معلِّمِ النَّاسِ الخيرَ).
ما هي آداب التعامل مع العلماء؟
إنّ للتعامل مع العلماء آداب ينبغي على طالب العلم مراعاتها والتحلّي بها، نستعرض بعضها تاليًا:
أولًا: محبتهم واحترامهم
وذلك بتوقيرهم، ومناداتاهم بأحسن الأسماء والألقاب وتجنّب رفع الصوت أثناء تواجدهم والدّعاء لهم بالخير وإظهار المحبة والسرور لهم، وقد حكى الله تعالى في كتابه في مدحهم وإعلاء شأنهم: {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ ۚ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ}.
ثانيًا: تجنّب الإساءة إليهم
فينبغي الصبر على إساءة العالِم وتحمّل أخطائه في غير حدود الله والتماس الأعذار لهم، وابتداء الاعتذار لهم، وينبغي ملازمة علمهم والأخذ عنهم دون إظهارٍ للملل أو الضجر سواءً بالكلام أو الفعل، فإنّ ذلك أنفع لطالب العلم في دينه ودنياه.
ثالثًا: الثقة فيهم وإعانتهم
فينبغي على طالب العلم أن لا يخرج عن رأي شيخه ولا أن يُشكك في علمه، بل عليه التقرب إلى الله بخدمته والانقياد لأمره وإلقاء السمع له، ولا ينسى فضله عليه، ومساعدته في نشر علمه وتعليمه للناس.
رابعًا: استئذانهم عند دخول المجلس والخروج منه
فمن الأدب أن يستأذن طالب العلم شيخه إذا أراد الدخول إلى المجلس ثلاثًا ولا يكرره، سواءً أكان الشيخ وحده أو كان معه أحد، وعليه أن يتجنّب طرق الباب بقوة، وعليه أن يسلّم على شيخه وعلى الجالسين إن أُذن له بالدخول، ويجلس بأدب فلا يضع رجلاً فوق الأخرى، وأن يتجنّب الضحك والالتفات لغير مبرر.
خامسًا:التأدب في الكلام معهم
فعلى طالب العلم أن يتأدب في حديثه مع شيخه قدر الإمكان، وأن يعتذر إليه بلا تردد إذا أساء الأدب معه بكلامه، وأن يتطلف ويتودد إليه أثناء حديثه معه، ولا يقطع كلامه، كما ينبغي سؤالهم بأدب دون مجادلة أو الإنكار عليهم ولا أن يسبقهم في شرح مسألة أو بيان قضية.
سادسًا: حسن معاملتهم
فطالب العلم حسن الخلق حسن المعاملة مع النّاس عمومًا ومع أهل العلم خصوصًا، فإذا مشى مع شيخه تقدمه في النّهار وتخلفه في الليل حماية له، وإذا أراد مناولته ناوله باليمين وكذا إذا تناول منه، كما عليه أن يلين الجانب معه.