سبب تسمية سورة الواقعة بهذا الاسم
التعريف بسورة الواقعة وتسميتها
نزلت سورة الواقعة بعد سورة طه في الفترة الواقعة بين الهجرة إلى الحبشة وحادثة الإسراء والمعراج ، فهي من السور المكيّة ويبلغ عدد آياتها ست وتسعون آية، ويعود سبب تسميتها بهذا الاسم لما ورد في الآية الأولى منها في قول الله -تعالى-: (إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ) .
والواقعة اسم من أسماء يوم القيامة ، وقد وردت الآيات في السورة الكريمة من خلال أسلوب الترغيب بذكر جزاء المؤمنين، وأسلوب الترهيب بذكر جزاء الكافرين. وقد وقعت في القرآن الكريم بعد سورة الرحمن التي تجلّت موضوعاتها بذكر آلاء الله ونعمه على عباده، ووجوب شكرهم لله على ما أنعم به عليهم، ثمّ جاءت سورة الواقعة لبيان جزاء كل من آمن وشكر ومن كفر وجحد.
مقاصد سورة الواقعة
دارت الآيات الكريمة في سورة الواقعة حول مجموعة من مشاهد يوم القيامة ، وأصناف الخلق في ذلك اليوم العظيم فمنهم المقربين ومنهم أصحاب اليمين ومنهم أصحاب الشمال، ثمّ ذكرت الآيات ما أعدّ الله لكل صنف من هذه الأصناف سواء أكان من العذاب الأليم أم من النعيم المقيم.
وذلك في دار السّلام التي يعمّها السلام، تسلّم عليهم الملائكة ويسّلم بعضهم على بعض، ويبلغهم السّلام من ربهم -تبارك وتعالى-،ودليل خلق الله الخلق، وبعثهم من أجل الحشر ثم الحساب والجزاء، ومن تلك الأدلة خلق الله الحرث والزرع والماء والنار، وما جعل الله فيها من النعم العديدة، وضرورة مسّ المصحف حال الطهارة، وما يصيب الإنسان عند الموت من سكراته.
فضل قراءة سورة الواقعة
وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة في فضل سورة الواقعة، والتي تعددت الأقوال في حكم صحة كل منها على النحو الآتي:
- روى عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الصحيح فقال: (قالَ أبو بَكْرٍ رضيَ اللَّهُ عنهُ: يا رسولَ اللَّهِ قد شِبتَ، قالَ: شيَّبتني هودٌ، والواقعةُ).
- روى جابر بن سمرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الصحيح فقال: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُصلِّي نحوًا مِن صلاتِكم كان يُخفِّفُ الصَّلاةَ وكان يقرَأُ في صلاةِ الفجرِ بالواقعةِ ونحوِها مِن السُّوَرِ).
- روى عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الضعيف فقال: (مَن قرأ سورةَ الواقعةِ كلَّ ليلةٍ لم تُصِبْهُ فاقةٌ أبدًا).
- روى أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الضعيف فقال: (علموا نساءَكم سورةَ الوَاقِعَةِ؛ فإنَّها سورةُ الغنى).
دروس مستفادة من سورة الواقعة
هناك عدد من الدروس التي يُستفاد منها من هذه السورة العظيمة، بيانها ما يأتي:
- معرفة المسلم أنَّ يوم الساعة حق لا شك فيه.
- معرفة المسلم أنَّ المؤمنون يوم القيامة يتفاوتون بالدرجة والمكانة وكذلك الكافرون كل يُجازى بحسب عمله في الدنيا.
- بيان مصير المؤمنين وهو الجنة ومصير العصاة الكافرين في نار جهنم.
- تشجيع المسلم على البذل في الحياة الدنيا وصنع العمل الصالح لينال أجر المؤمنين.
- بيان بديع قدرة الله -تعالى- في خلق الماء والزرع والنار.
- القرآن الكريم كلام الله -تعالى- وليس من كلام أي بشري.
- يحرص المسلم على أن يسبح باسم ربه العظيم في جميع أحواله.