معلومات عن معركة قادش
ما هي معركة قادش؟
تعدُّ معركة قادش واحدة من أشهر المعارك في التاريخ القديم، وقعت المعركة بين المصريين بقيادة الملك رمسيس الثاني والحثيين بقيادة الملك مواتللي الثاني، بالقرب من مدينة قادش التي تقع على ضفة نهر العاصي الغربية جنوب بحيرة حمص في سوريا، ويعود تاريخها إلى العام الخامس من تولي رمسيس الثاني الحكم في مصر، ويوافق ذلك عام 1274 قبل الميلاد تقريبًا.
ما أسباب معركة قادش؟
فيما يلي أبرز المعلومات حول أسباب اندلاع معركة قادش:
- بدأ النفوذ الفرعوني بالانحسار في منطقة آسيا في أواخر عهد ملوك الأسرة الفرعونية الثامنة، وذلك بسبب الاضطرابات التي اندلعت بسبب الحرب الأهلية إبان ثورة أخناتون الدينية في مصر، واستغلَّ الحثيون تلك الاضطرابات وشكلوا العديد من التحالفات ضد المصريين، وفقَدَ الفراعنة كثير من المناطق في غرب آسيا، ولم يستجب أخناتون لرسائل أمرائه هناك فيما عرِف برسائل تل العمارنة.
- بعد وفاة أخناتون وعودة المصريين إلى عبادة آمون، تسلم الفرعون حورمحب الحكم، وتوفي دون وريث، فتولى بعده أحد قادة الجيش الحكم وهو رمسيس الأول مؤسس الأسرة التاسعة عشرة، وحاول هؤلاء الحكام استعادة نفوذ الفراعنة من الحثيين، وبعد سنتين تولى سيتي الأول الحكم بعد وفاة والده رمسيس الأول وبدأ بعدة حملات عسكرية على الحثيين، ونجح في عدة حملات، وتولى الحكم بعده ابنه رمسيس الثاني.
- بدأ رمسيس الثاني بأولى الحملات بعد توليه الحكم بأربع سنوات، ووصل بجيشه إلى نهر الكلب شمال مدينة بيروت وأقام هناك لوحة تذكارية، واستعاد السيطرة على مقاطعة آمور، وفي العام الخامس تابع التقدم شمالًا بهدف السيطرة على بلاد الشام، والتقى بجيوش الحثيين عند مدينة قادش.
ما أبرز أحداث معركة قادش؟
فيما يلي أبرز الأحداث التي حصلت في معركة قادش:
- اقترب رمسيس الثاني بجيشه من مدينة قادش وعسكر على مسيرة يوم واحد منها، وأثناء ذلك دخل عليه رجلان من البدو، ادَّعيا أنَّهما هاربان من الحثيين، وأخبرا الملك عن مكان الحثيين، وأشارا إلى أنَّ الحثيين قد غادروا مواقعهم ووصلوا إلى شمال سوريا بالقرب من مدينة حلب ، وقد كانت هذه الأخبار مزيفة، وهذان الرجلان جاسوسان للحثيين.
- سار رمسيس على رأس فيلق آمون بناء على تلك الأخبار دون التأكد من صحتها، وعبر نهر العاصي ووصل إلى مكان مرتفع شمال غرب قادش، وعسكر رمسيس هناك بانتظار بقية الجيش، وأثناء ذلك قبَض جيشه على جنود كشافين للحثيين وعرفوا منهم الحقيقة، وهي أنَّ الحيثيين كانوا في قادش وجيوشهم في طريقها لمفاجأة المصريين.
- عبرت نصف جيوش الحثيين نهر العاصي وفوجئ بهم رمسيس، وكان قد ترك مسافة كبيرة بينه وبين جيشه، فهاجم الحثيون الفيلق ودمروه، وحاصروا رمسيس وبقية الجيش، فقاد رمسيس هجومًا ضدَّهم والتف حول الحثيين وأجبرهم على التراجع إلى النهر، وفي تلك اللحظة وصلت الإمدادات من جنوده من بلاد آمور، فحوصر الحثيون وهربوا في النهر تاركين أسحلتهم وعرباتهم.
- دارت في اليوم التالي معركة ثانية لم تكن حاسمة أيضًا، وادّعى الملك رمسيس أنَّ الملك مواتللي أرسل إليه في طلب الصلح، ولكن لا توجد أدلة على ذلك عند الحثيين، وانتهت المعركة بخسائر فادحة تكبّدها كلا الطرفين.
ما نتائج معركة قادش؟
حققت معركة قادش النتائج التالية:
- انتهت معركة قادش دون أن يحقِّق أحد من الطرفين نصرًا حقيقًا، غير أنَّ الحثيين استطاعوا أن يحافظوا على مكاسبهم السابقة وأن يحافظوا على المناطق التي سيطروا عليها، وقد فشلت الجيوش المصرية في كسر دفاعات الحثيين في قادش.
- أعلن رمسيس الثاني انتصاره في قادش بعد المعركة، ونقشَت تفاصيلها فيما يعرف باسم أنشودة معركة قادش على جدار معبد الرامسيوم ومعبد الأقصر و معبد أبو سمبل .
- ذكر الملك مواتللي أنَّ معركة قادش كانت نصرًا للحثيين، وذكر أنَّ منطقة آمور سقطت بأيدي الحثيين أيضًا، لكنَّ رمسيس لم تتوقف حملاته، وخلال العشر سنوات اللاحقة استولى على عدة مناطق أهمها "دابور"، وانسحب الحثيون تاركين الجزء الأكبر من سوريا دون حماية، ثمَّ استولى على توشب أو تونيب بعد وفاة مواتللي، إلى أن ظهر الأشوريون في العراق وهددوا نفوذ الحثيين والمصريين في بلاد الشام.
ما هي أول معاهدة سلام في التاريخ؟
بعد سنوات طويلة من الحروب بين الحثيين والمصريين، وظهور الآشوريين كقوة في شمال العراق، توصَّل المصريون والحيثيون إلى توقيع معاهدة سلام رسمية بينهما، وكان ذلك في عام 1258 قبل الميلاد تقريبًا، ونقشت المعاهدة على لوح فضة، وبقيت نسخة طينية منها في عاصمة الحثيين "حاتوسا حتوساس" في تركيا، وما تزال محفوظة في متحف الآثار في العاصمة إسطنبول، وتعدُّ هذه المعاهدة أول معاهدة سلام موثقة في التاريخ.