روما القديمة
ما هي حضارة روما القديمة
روما القديمة (بالإنجليزية: Ancient Rome) هي حضارة اتسمت بالقوة والنفوذ، وبسطت سيطرتها على أغلب أجزاء القارة الأوروبية لقرابة 10 قرون من الزمن، وقد كانت روما القديمة مركزًا للإمبراطورية الرومانية، التي تعد من أقوى وأكبر الإمبراطوريات في التاريخ.
وخلال فترة حكم الإمبراطورية الرومانية ، انتشرت ثقافة روما القديمة في الأراضي وبين الشعوب التي وصل إليها نفوذها، بما في ذلك مناطق أوروبا الغربية والبحر الأبيض المتوسط، هذا وتأثر العالم الغربي والثقافة الغربية إلى حدٍ كبير بثقافة هذه الحضارة، وما زالت مظاهر هذا التأثر جلية في مختلف نواحي الحياة، بما في ذلك الآداب، والقانون، والهندسة المعمارية، واللغة.
لمحة عن تاريخ روما القديمة
تنقسم روما القديمة إلى فترتين زمنيتين رئيسيتين، تتمثل الأولى في تأسيس الرومان لجمهورية في قرابة العام 509 ق.م، أما الثانية فهي تحول الجمهورية الرومانية إلى إمبراطورية في عام 27 ق.م، ظلت قائمة حتى القرن الرابع الميلادي (أي حوالي 500 عام)، وفيما يلي استعراضٌ للمحة تاريخية عن نشأة روما القديمة:
- هناك عدد من الأساطير حول تأسيس روما القديمة، ومن أشهرها أنها تأسست في 21 أبريل 753 ق.م من قبل الأخوين رومولوس ورموس، أنصاف الآلهة، اللذان كانا ابنا إله الحرب مارس والكاهنة ريا سيلفيا، وقد نشب خلاف بينهما حول من سيحكم المدينة (في رواية أخرى كان الخلاف حول موقع المدينة)، قتل رومولوس ريموس على إثره، وسميت المدينة على اسمه.
- في الأصل، كانت روما مدينة صغيرة تقع على ضفاف نهر التيبر (في إيطاليا اليوم)، وقد توسعت وازدادت قوة بفضل التجارة؛ حيث استخدم التجار الممر المائي فيها لنقل بضائعهم.
- تولى حكم المدينة سبعة ملوك/حكام، ساهموا في توسيع نفوذها وقوتها أكثر، وهم: رومولوس، ونوما بومبيليوس، وتولوس هوستيليوس، وأنكوس ماركيوس، ولوكيوس تاركوينوس بريسكوس، وسيرفيوس توليوس، وتاركوينيوس سوبربوس.
- تأثر الرومان بالحضارة اليونانية، وتحديدًا بواسطة المستعمرات اليونانية في الجنوب، واستفادوا منهم في مجالات المعرفة، والمعتقدات الدينية، والهندسة المعمارية، أيضًا، تأثروا بالإترورييين (الحضارة الإترورية) في الشمال، وتعلموا منهم مهارات التجارة وعددًا من جوانب التحضر.
- ساهمت جميع تلك العوامل، وغيرها، في تحول مدينة روما في المملكة الرومانية من مدينة تجارية إلى مدينة مزدهرة بين القرنين الثامن والسادس قبل الميلاد، وعندما أُطِيح بآخر حكام روما السبعة تاركوينيوس سوبربوس في العام 509 ق.م، قام منافسه لوشيوس جونيوس بروتوس بإجراء إصلاحات على نظام الحكم، وتأسيس الجمهورية الرومانية.
الحياة في روما القديمة
نذكر عن مظاهر الحياة في روما القديمة:
- سكن أغلب الناس في روما في مساكن تسمى إنسولاي (insulae)، وهي مبانٍ سكنية مزدحمة تتكون من 5-7 طوابق، أما أثرياء روما، فقد كانوا يعيشون في منازل تحتوي على غرفة طعام وفناء خارجي، وكان يطلق على مساكنهم دوموس (domus).
- كانت الحمامات الرومانية المكان الذي يلتقي فيه الرومان من مختلف الطبقات الاجتماعية للاستجمام والاستحمام.
- من الأحداث الأخرى التي كان يجتمع الرومان مع بعضهم لمشاهدتها المسرحيات، والمصارعة، وسباقات العربات.
- كانت حياة العبيد في روما القديمة صعبة وشاقة مقارنة بحياة الرومان، وكانوا يعملون في المناجم، والحقول، وعلى السفن، بالإضافة إلى العمل في منازل الأثرياء وتدريس أولادهم.
- أما الأحوال الشخصية في روما القديمة، فمن مظاهرها الطلاق، الذي كان مسموحًا، ولكن مع بقاء الأطفال مع الأب، أو أحد الأقارب الذكور عند وفاته.
- عبد الرومان العديد من الآلهة، وكانوا يمارسون شعائر العبادة في المنازل، أو في المعابد العامة، ومن الأمثلة على آلهة الرومان جوبيتر إله السماء، وفستا آلهة البيت.
إنجازات روما القديمة
تعتبر حضارة روما القديمة، إلى اليوم، من أهم الحضارات، ومن الأمثلة على إنجازاتها:
- نظام الحكم: لا تزال الجمهورية الرومانية نموذجًا يحتذى به فيما يخص نظام الحكم وشؤونه، وقد أثر هذا النموذج على الديمقراطيات التي ظهرت لاحقًا.
- القانون الروماني: كان هذا القانون سابقًا لعصره، وقد بُنيت على أساسه الكثير من القوانين الحديثة.
- الفن الروماني: يتميز يواقعيته وتأثر الفن الغربي به لاحقًا.
- الطرق الرومانية: من الإنجازات الهندسية لهذه الحضارة، والتي دعمت اقتصادها، وسمحت بتنقل الأشخاص والبضائع عبر المناطق المختلفة الخاضعة للنفوذ الروماني.
- اللغة اللاتينية: كانت لغة الإمبراطورية الرومانية، وعلى أساسها ظهرت العديد من اللغات الرومانسية (اللغات اللاتينية).
- العمارة الرومانية: تمتاز بشهرتها وتأثيرها الكبيرين على العالم، ومن خصائصها استخدام الأقواس والقناطر في المباني.