روايات أحلام مستغانمي
شهيًّا كفراق
رواية شهيًا كفراق هو ما كتبت أحلام مستغانمي عام 2018م في دار نوفل للطباعة في الجزائر حين رأت روايتها النّور وعزفت فيه على قيثارة الحب كما جميع رواياتها، وفي هذه المرة تقف أحلام مستغانمي مع نفسها لتكون تلك الرواية أشبه بالمذكرات التي عاشتها مع قامات أدبية من أمثال نزار قباني وغيره، رجل عاش العشق بآلامه وخيباته كان هو بطل روايتها تلك التي سطّرت فيها تفاصيل الحب وكأن البطل يخاطب حبيبته بكلماتها لا بكلماته.
ومن أجمل العبارات التي ساقتها في الرواية:
- لا تختر كلماتك بعناية، لا تصحّح لقلبك تدفّقه الأول، فليست بلاغة الرسائل ما يدهشنا بل صدقها، وليس طولها بل وقعها".
- "أفتقد قلم الرصاص المدرسيّ، الذي بطرفه ممحاة، كان يخفّف من ذعري، لعلمي أنّ ما أخطّه قابل للمحو، وأنني في أداة واحدة أمتلك خيارين تمنيت لو أنّ الممحاة أداة من أدوات الحياة، لا من عدّة الكتابة كي نمحو بها ما ندمنا على فعله في نص حياتنا المليء بالحماقات".
الأسود يليق بك
ما بين الحرب والحب والألم والأمل ولدت رواية الأسود يليق بك ورأت النور في عام 2012م عن دار نوفل للطباعة في الجزائر إذ تحكي الرواية قصة رجل ثري لبناني اختط الشيب في رأسه طريقه، ليلاحق الفتاة ذات الثوب الأسود التي لم تخلعه أبدًا في لقاءاتها أو حتى في أغانيها حدادًا على أخيها ووالدها، وتتسارع الأحداث لتكون دائمًا تلك المرأة الواقعة في شباكه رغمًا عنها وكما خطط لها مع الظروف.
ومن أجمل ما كتبته فيها :
- "الحبّ هو اثنان يضحكان للأشياء نفسها، يحزنان في اللحظة نفسها، يشتعلان و ينطفئان معًا بعود كبريت واحد، دون تنسيق أو اتّفاق".
- "الأحلام التي تبقى أحلامًا لا تؤلمنا، نحن لا نحزن على شيء تمنيناه ولم يحدث، الألم العميق هو على ما حدث مرة واحدة وما كنا ندري أنه لن يتكرر".
نسيان
النسيان هو أكثر ما يحتاجه الإنسان بعد خيبة من العشق وذاك ما سطرته أحلام مستغانمي في روايتها نسيان التي صدرت عام 2016م عن دار نوفل في الجزائر، إذ قدّمت بروايتها تلك نصائح للمرأة عن نسيان الرجل الذي تسبب بإدماء قلبها.
ومن أجمل ما ساقته أحلام في روايتها من النصائح:
- "أن تنسى شخصًا أحببته لسنوات لا يعني أنك محوته من ذاكرتك، أنت فقط غيرت مكانه في الذاكرة، ما عاد في واجهة ذاكرتك حاضرًا كل يوم بتفاصيله، ما عاد ذاكرتك كل حين غدا ذاكرتك أحيانًا الأمر يتطلب أن يشغل آخر مكانه، و يدفع بوجوده إلى الخلف في ترتيب الذكريات".
- "لا تستنزفي نفسك بالأسئلة كوني قدرية، لا تطاردي نجمًا هاربًا فالسماء لا تخلو من النجوم، ثم ما أدراكِ ربما في الحب القادم كان نصيبك القمر".
قلوبهم معنا وقنابلهم علينا
لم تكن الروائية أحلام غارقة في الحب مغيبة عن العالم بل كان للأحداث السياسية نصيب من كتابتها حين ولدت رواية قلوبهم معنا وقنابلهم علينا عام 2014م عن دار نوفل في الجزائر إذ استطاعت بها أن تُسطر أحداث العراق السياسية التي علقت في ذاكرة أي مواطن عاصرها، الرواية هي بمثابة تجميع عدة مقالات كانت قد كتبتها في إحدى المجلات ثم جمعتها معًا في هذه الرواية مرتبة حسب تواريخها. ومن أجمل ما ورد فيها:
- "تحيّة إلى السيدة فيروز، المطربة التي لم ترتدِ منذ نصف قرن سوى صوتها، وكلّما صمتت تركتنا للبرد كأنّها تغنّي لتكسونا ويغنّي الآخرون ليكتسوا بمالنا".
- "من يعتذر لموتانا؟ وهل للقتيل من كبرياء إن كان الأحياء مسلوبي الكرامة؟"
فوضى الحواس
الرواية التي رأت النور عام 1997م عن دار نوفل في الجزائر، تدور الرواية حول رجل ذو فلشفة عالية تلتقي به بطلة الرواية عدة مرات ولكنّها لا تجرؤ على الذهاب معه إلى منزله، ولكن تحدث المفاجأة حين تجد أحلام تطابقًا ما بين اسم دار سينما كانت أدرجته في روايتها ووجود هذه الدار حقيقة، بل أكثر من ذلك فتجد معروضًا في نفس السينما اسم الفيلم الذي كانت ابتكرته في روايتها، فيدفعها الفضول إلى الذهاب إلى الفيلم لتجد هناك "صاحب المعطف" بطل روايتها وكأنه الرجل نفسه الذي كتبته، لتداخل الأحداث ما بين الواقع والكتابة إلى حد كبير.
ومما جاء فيها:
- "تحاشي معي الأسئلة كي لا تجبريني على الكذب يبدأ الكذب حقًا عندما نكون مرغمين على الجواب ما عدا هذا فكل ما سأقوله لك من تلقاء نفسي هو صادق".
- "من الأسهل علينا تقبل موت من نحب على تقبل فكرة فقدانه واكتشاف أن بامكانه مواصلة الحياة بكل تفاصيلها دوننا، ذلك أن فى الموت تساويًا فى الفقدان نجد فيه عزاءنا".
عابر سرير
الجزء الأخير من ثلاثية فوضى الحواس وذاكرة الجسد الذي صدر عام 2003م عن دار نوفل في الجزائر، حيث التقى أبطال الروايتين السابقتين في هذه الرواية وقد تشابهوا في تجاربهم في خيبات الحب، فالإنسان هو عابر السرير حيث تولد الحياة والموت والمرض والفناء على ذلك السرير الذي يختصر مرحلة عيش الإنسان.
ومما ساقته الأديبة في روايتها تلك:
- "عندما نراجع حياتنا نجد أن أجمل ما حدث لنا كان مصادفة وأن الخيبات الكبرى تأتي دومًا على سجاد فاخر فرشناه لاستقبال السعادة".
- "أحب كل ذاكرة لا منطق لها".
ذاكرة الجسد
الرواية التي لمست النور عام 1993م عن دار الآداب الكائنة في لبنان، حين تشابكت خيوط الحب والحرب، فيُغرم البطل خالد بن طوبال بفتاة اسمها حياة التي عرف فيما بعد أنّها ابنة صديقه في الثورة وهو من أطلق عليها اسم حياة، فقد خالد ذراعه في الحرب ثم عاد ليكون رسامًا، تُغرم هي الأخرى به لكن في نهاية الأمر تتزوج من سياسي تسلق على أكتاف الشهداء ليعيش بنذالته على ذكراهم فينهار إثر ذلك:
مما جاء فيها:
- "إننا ننتمي إلى أمة لا تحترم مبدعيها وإذا فقدنا غرورنا وكبرياءنا، ستدوسنا أقدام الأُميّين والجهلة".
- "إننا نكتب الروايات لنقتل الأبطال لا غير، وننتهي من الأشخاص الذين أصبح وجودهم عبئًا على حياتنا فكلما كتبنا عنهم فرغنا منهم وإمتلأنا بهواء نظيف".
الكتابة في لحظة عُريّ
واحد من الكتب التي صدرت عن دار الآداب في لبنان حيث صُنف هذا الكتاب على أنّه ديوان شعر عربي، لقد كان الكتاب يُعالج الحب والحرب كعادة أحلام في كتبها، واستطاعت أن تتعامل مع اللغة ككأنّها تملك خيوطها بين يديها فتحركها كيف تشاء. ومما جاء فيه:
- يوم كتبت أحبك قالوا شاعرة
- تعريت لأحبّك قالوا عاهرة
- تركتك لأقنعهم قالوا منافقة
- عدت إليك قالوا جبانة
- اليوم نسيت أّنك موجود.