رواد النقد الفني
رواد النقد الفني
يُقصد بالنقد الفني هو العمل على تحليل الأعمال الفنية، وذلك عن طريق فهمها وتحديد قيمتها في العالم الفني، ولقد تتنوع المعايير التي يتم من خلالها تقييم جودة العمل الفني باختلاف الثقافات والبلدان واختلاف الناقدين الفنيين الذين تم اعتماد نظرياتهم المعيارية بهذا الشأن.
هناك عدد كبير من النقاد الفنيين الذي ساهموا في تعزيز نظرتنا إلى الفن ، وتأسيس المبادئ التي تحكم العمل الفني في جودته وطبيعته، ولكن برز منهم عدد من الرواد الذي أضافوا أكثر من غيرهم، وعملوا على تطوير النظريات الفنية، وتعزيز الإبداع، ورفع الجودة، ومن أشهر هؤلاء الرواد ما يأتي:
بليني الأكبر
هو عالم طبيعة روماني، وضع في كتابة "التاريخ الطبيعي" عدة فصول تناول فيها المهندسين المعماريين، والرسامين، والحرفيين، موضحًا فيها أصل الفن و الرسم ، معبّرًا أنّ الرسم بدأ عندما حاول الإنسان أن يتتبع ظله.
زيه هي
فنان صيني قام بتطوير ستة مبادئ يتم قياس جدارة الرسامين بناءً عليها، منها معايير ذاتية تتعلق بالرسام وموضوعاته، وتدابير تقنية تتعلق باستخدام فرشاة الرسم والأدوات. ولقد وضع أصولًا لتقليد الرسومات الأصلية على الرسام المقلد اتباعها، ولقد أثبتت معايير زيه هي كفاءتها حتى أنّها ما تزال معتمدة داخل الفن الصيني إلى اليوم.
جورجيو فاساري
وهو أول مؤرخٍ للفن، أنشأ قائمته حول الفنانين الأكثر جدارة من رسامين ونحاتين ومهندسين، حيث كانت قائمةً قائمة على التفضيلات، ولكن القائمة بمجملها احتوت على فنانين إيطاليين ما اعتبر أنّها قائمة متحيزة. يعتبر جورجيو فاساري أول من صاغ مصطلح " عصر النهضة " الذي يعني إحياء الثقافية الأوروبية في القرن الثالث عشر، إلى القرن السادس عشر.
جوناثان ريتشاردسون
فنان بريطاني، صاحب كتاب "مقال عن نظرية الرسم" الذي اعتبر فيه الرسم مهمًا لما يمنحه للفنان من قدرة على إيصال أفكاره، ويعتبر تساميًا للإنسان؛ لأنّه يرفعه عن الوحشية، عدا عن كونه أسلوبًا تعبيريًا تظهر من خلاله شخصية صاحبه. وهو أول من صاغ مصطلح "النقد الفني"؛ الذي وضع فيه أسس الحكم على الأعمال الفنية، وتحديد أصالة العمل وجودته.
دينيس ديديرتو
أسس ديديرتو لنقد الرسم، وصاغ شكل الفن المعاصر ، واعتقد بوجوب أن يكون للفن تأثيرًا أخلاقيًا، وأن يكون للمحتوى بُعدًا تعليميًا، ولقد جرت عادته على حضور المعارض الفنية، والبقاء شهور بعدها يكتب في تحليلاته حولها، حتى ألّف كتابه الشهير "مقال عن الرسم"، ولقد تميزت كتاباته بالبعد الذاتي، أيّ أنّه الوحيد الذي كان يدمج شخصيته داخل كتاباته بهذا الوضوح.
يوهان وينكلمان
هو مؤرخٌ للفن اليوناني، ساعده عمله في منصب أمين مكتبة، في الاطلاع على الفن اليوناني بكثب، وألف أول كتبه في الفن بعنوان "تأملات في الرسم والنحب لليونانيين"، حيث قدم نصائح تتضمن أنّه حتى نصبح عظماء فنيًا علينا تقليد الفن اليوناني إذا لم نستطع مضاهاته.