رحلة الإمام الشافعي إلى مصر
الإمام الشافعي
هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب عبدالمطلب بن مناف، وهو قرشي الأصل ويلتقي مع النبي - عليه الصلاة والسلام - بجده عبد مناف، ولد في شهر رجب من العام المئة والخمسين للهجرة في غزة ثم ذهبت به أمه إلى مكة المكرمة بعد وفاة والده، ثم رحل في طلب العلم .
كان الإمام الشافعي على معرفة واسعة باللغة العربية، حيث كان معروفاً بفصاحته وساعده حفظه للقرآن الكريم وهو صغير على اطّلاعه على جوانب وأحكام إسلامية لم يصل غيره من معاصريه إليها، فكان الأمام الشافعي صاحب نظرة عميقة في مبادئ الحديث وكان أيضاً يمتاز في معرفة الحديث الصحيح من غيره من الأحاديث وكان فهمه عميقاً لمبادئ الفقه.
رحلة الإمام الشافعي إلى مصر
رحل الإمام الشافعي في سنة مائتين إلى مصر، وهذه الفترة تعتبر من أهم الفترات العلمية والفقهية في حياة الإمام الشافعي؛ حيث أعاد النظر في بعض الكتب مثل كتاب الرسالة، وألف في مصر كتابه الشهير المعروف بكتاب الأم ، وهو عبارة عن كتاب كبير يحتوي على العديد من المؤلفات.
وما كان يميز الإمام الشافعي أنه يبحث عن دليل صحيح، فقد كان الشافعي يدلل بدليل ثم بعد ذلك يتضح له أن هذا الدليل ضعيف فيعرض عنه، ويأتي بدليل صحيح آخر.
انتشر ذكر الشافعي في مصر وجاؤوا إليه الناس من كل البلدان، وازدحمت حلقة الشافعي ازدحاماً لا عهد لأهل مصر به من قبل، كان المكان يضيق بطلبة الشافعي، وكان يجلس بين يديه الشيوخ الكبار فضلاً عن طلب العلم؛ لأن الله تعالى قد آتاه حجة قوية وعذوبة لسان وفصاحة وبياناً ومنطقاً وبلاغةً وغيرها من الحجج.
وفاة الإمام الشافعي
توفي الشافعي ليلة الجمعة بعد العشاء، في آخر يوم من شهر رجب، ودفن يوم الجمعة، سنة أربع ومائتين وعاش أربعاً وخمسين سنة، وقال محمد بن يحيى المزني: دخلت على الشافعي في مرضه الشديد الذي مات فيه، فقلت: يا أبا عبدلله كيف أصبحتَ؟ فرفع رأسه وقال: أصبحت من الدنا راحلاً، ولإخواني مفارقاً، ولسوء عملي ملاقياً، وعلى الله وارداً ما أدري روحي تصير إلى جنةٍ فأهنّيها، أو إلى نارٍ فأعزّيها، ثم بكى وقال:
ولَمَّا قسَا قلبي وضاقَت مذاهبي
- جعلتُ رجائي دون عفوِك سُلَّمَا
تعاظَمَني ذنبي فلما قرنتُه
- بعفوك ربي كان عفوُك أعظمَا.