رحلة الإمام الشافعي إلى بغداد
رحلة الإمام الشافعي إلى بغداد
في عام 195هـ، سافر الإمام الشافعي إلى بغداد وهو في عمر الخامسة والأربعين، فعندما وصل بغداد زار قبر الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى، وفي أثناء إقامته في بغداد قام بتأليف كتابين، فسمى الأول "الرسالة"، حيث كان هذا العمل فريداً من نوعه في أصول الفقه ، ولم يتم التطرق إليه قبل ذلك، ثم أطلق على الكتاب الثاني اسم "المبسوط"، حيث وصف فيه التفاصيل الفقهية.
اشتهر هذان الكتابان باسم الكتب البغدادية، وكان الراوي لهذه الكتب هو تلميذه الذكي الحسين بن محمد الصباح الزعفراني، حيث تجمع هذه المجموعة هي وعدد قليل من الكتيبات الأخرى، والتي تعرف باسم "الأم"، ويتم استخدامها إلى يومنا هذا.
عمل الإمام الشافعي وهو في بغداد على تطوير أول مذهب له، إذ كان متأثراً بتعاليم الإمامين أبي حنيفة، والإمام مالك، حيث عرف عمله في بغداد باسم المذهب القديم للإمام الشافعي ، أو المدرسة القديمة للشافعي.
وفاة الإمام الشافعي في بغداد
بقي الإمام الشافعي في بغداد، إلى أن أجبره المرض على التوقف والتقاعد عن التدريس، وفي نهاية حياته اشتد معه المرض، حيث احتفظ الإمام الشافعي بصحبة العلماء إلى آخر حياته، فيقال بأن أيامه الأخيرة قضاها بصحبة عبد الله بن الحكم، الذي كان معروفاً في علمه في ذلك العصر، فيقال إنه توفي في 820م، في يوم الجمعة من شهر رجب، عن عمر 54 عاماً، ودفن الإمام الشافعي في القاهرة، مصر .
من هو الإمام الشافعي
هو الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي، بن العباس بن عثمان بن سياف بن عبيد بن عبد يزيد بن حسين بن المطلب والد عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم بن عبد مناف، حيث إنه هو الإمام الوحيد الذي له صلة قرابة بالنبي صلى الله عليه وسلم، وذلك لأنه ينتمي لقبيلة قريشي بنو مطلب، والتي هي قبيلة بني هاشم الشقيقة.
ولد الإمام الشافعي عام 767م في مدينة غزة في فلسطين، وفي نفس السنة التي توفي فيها الإمام الأعظم أبو حنيفة، فقد الإمام الشافعي والده منذ الطفولة، فانتقلت والدته للعيش في مكة مع أقاربها خوفًا من ضياع نسل ابنها، وكان الإمام الشافعي في ذلك الوقت صغيرًا جدًا، فبعض العلماء قال أنه كان يبلغ من العمر سنتين، وقد حرصت أمه على تعليمه ؛ حيث نشأ وترعرع في التعليم الديني في مدينة مكة والمدينة المنورة.