رحلة الإمام الشافعي إلى المدينة المنورة
من هو الإمام الشافعي؟
هو الإمام الكبير محمد بن إدريس الشافعي المطلبي القرشي، من العلماء المعروفين الذين ذاع ذكرهم في الآفاق، وهو صاحب المذهب الشافعي ، وهو مؤسس علم أصول الفقه، وعالم في التفسير والحديث والعربية، كان فريد زمانه في العلم والتقى والدين، عرف بقوة حفظه وذكائه، عاصر هارون الرشيد، وتنقل في البلاد باحثاً عن العلم، توفي 204 هجري.
رحلة الإمام الشافعي إلى المدينة
لقد تنوعت الرحلات التي قام بها الشافعي فقد طاف البلاد شرقها وغربها في طلب العلم بأنواعه، ومن الرحلات التي قام بها وكان لها دور كبير في أخذه للعلم والأدب رحلته للمدينة المنورة والتي لقي بها الإمام الجليل والعالم الكبير مالك بن أنس ، وقد ذكرت رحلته في غير مكان من كتب أهل العلم لما تحويه من أدب جمّ يستفيد منه طالب العلم في تأدبه مع معلمه في الطلب.
وقد صنفت كتاب في رحلة الإمام الشافعي إلى المدينة ويقع في 26 صفحة، تم نشره في عام 2012، بعد أن حفظ الشافعي كتاب الله وأخذ اللّغة عن قبيلة هذيل سمت نفسه لطلب الحديث والعلم، وقد ذاع في ذلك الزمان صيت الإمام مالك بن أنس وعرف بعلمه فأراد الشافعي المسير إليه، ويذكر أن الشافعي لما أنشد شعر هذيل في مكة،
لقيه أحد الزبيريين فقال له: "والله إنه ليعز عليَّ ألا يكون مع هذه البلاغة والفصاحة والذكاء فقه"، سار الشافعي إلى المدينة بعد أن حفظ الموطأ في تسع ليالٍ وهو كتاب حديث للإمام مالك، وأخذ معه كتاباً من والي مكة إلى والي المدينة، يطلب منه أن يأخذ الشافعي إلى الإمام مالك، وفي طريقه للمدينة ذكر الشافعي أنه لقي قوماً في طريق المدينة فحملوه معهم، وذكر الشافعي أنه ختم القرآن في طريقه للمدينة ست عشرة ختمة، توجه الشافعي لوالي المدينة وأعطاه كتاب الوالي ثم سار الوالي ومعه الشافعي إلى الإمام مالك بن أنس، وكان الإمام مالك له هيبة تُبهر الملوك وتجعلهم يسيرون إليه ولا يسر إليهم، ويوقرونه ويعظمونه لما يحمله من علم.
لقاء الشافعي بالإمام مالك
بعد لقاء الشافعي للإمام مالك تفرس فيه الإمام الذكاء والفطنة فقال له: (يا محمدٌ اتق الله، واجتنب المعاصي، فإنه سيكون لك شأن من الشأن، إن الله قد ألقى على قلبك نوراً، فلا تطفئه بالمعصية).
جلس الشافعي عند الإمام مالك ضيفاً، يتعلم منه العلم وينهل من أدبه، وفي اليوم التالي من وصوله جلس الشافعي يقرأ الموطأ من حفظه على الإمام مالك فأعجب الإمام بلغته وفصاحته، فما زال يقرأ عليه والإمام مالك يقول: زد يا فتى زد يا فتى حتى ختمه في بضع أيام.
ولم يكن الشافعي بأخذ الحديث عن الإمام مالك بل لقد أخذ عنه الفقه والأدب والسمت وصفات العلماء، وتنقل الشافعي في المدينة بين الكثير من العلماء الذي كانت تحتضنهم المدنية فنهل منهم الكثير من العلوم، كما بقي الشافعي في المدينة نحواً من ثمانية أشهر، ثم عاود الشافعي مسيره ليرتحل إلى مكة ثم إلى العراق وبعدها إلى مصر وكان آخر عهده في الحياة في مصر حيث توفي سنة 204هـ.
كتب الإمام الشافعي
كتب الشافعي عدداً من الكتب التي تعد من الأصول التي يرجع إليها أهل العلم وتنوعت كتاباته بين تفسير وسنة نبوية وكتب أصول الفقه وغيرها من فنون العلم الشرعي وفيما يلي أبرز الكتب التي تنسب إليه:
- كتاب اختلاف الحديث
- كتاب الأم للشافعي
- كتاب الرسالة للشافعي
- كتاب السنن المأثورة للشافعي
- كتاب تفسير الإمام الشافعي
- كتاب جماع العلم
- كتاب مسند الشافعي