رجيم التمر واللبن في رمضان
خسارة الوزن
إنّ من أكبر المشاكل التي تواجه الأشخاص الذين يبحثون عن خسارة الوزن انتشار الحميات المُبتدعة والرّائجة، والتي تحملُ في كل مرّة شكلاً واسماً جديدين، والتي لا تكون مبنيّةً على أُسسٍ علميّة صحيحة. مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك يكثرُ الحديث عن طرق استغلال شهر رمضان في خسارة الوزن ، الأمر الذي تختلط فيه الحقائق مع البدع، ومن هذه الحميات التي يتمّ الحديث عنها والتّرويج لها خلال شهر رمضان وغيره حمية التّمر واللبن، ولذلك يهدف هذا المقال للتّعريف بالحميات المُبتدعة وكيفيّة تمييزها ومعرفتها، بالإضافة إلى توضيح الطّريقة الصّحيحة لخسارة الوزن.
زيادة الوزن والسمنة
قبل الحديث عن الطّرق السّليمة لخسارة الوزن، لا بدّ من التّعريفِ بزيادة الوزن والسُّمنة ، حيث تُعرّف السُّمنة بتراكم الدّهون في الجسم لدرجة تتعارض مع الصّحة، ويتمّ تشخيص كل من زيادة الوزن والسُّمنة عادةً باستخدام مُؤشّر كتلة الجسم، والذي يتمُّ حسابُه من المعادلة التالية: مؤشّر كتلة الجسم= وزن الجسم (كغم)/ مربّع الطول بالمتر (م²)، وتتمّ بعدها مقارنة النتيجة بتصنيفات الجدول أدناه، ويتمّ تحديد الطّريقة المُناسبة لخسارة الوزن وعلاج السّمنة بناءً على الحالة الصّحيّة ومُستوى الزّيادة في الوزن الذي يُعاني منه الشّخص، وبالنّسبة للعلاج التغذويّ، فإنّ استراتيجيّات خسارة الوزن النّاجحة تجمع بين الحمية الصّحية التي تمنح سُعراتٍ حراريّة أقلّ من تلك التي يقوم الجسم بحرقها يوميّاً، ومُمارسة التّمارين الرّياضيّة، وتعديل نمط الحياة، كما أنها دائماً ما تتبنّى خسارة وزن تدريجيّة وأهدافاً منطقيّة وواقعيّة وخسارة وزن مُتوسّطة، ولا تختلف هذه المبادئ والأساسيّات في شهرِ رمضان عن غيره من الأشهر.
تصنيفات مؤشّر كتلة الجسم
يمثّل الجدول التالي تصنيفات كتلة الجسم المستخدمة في تشخيص السّمنة وزيادة الوزن:
التّصنيف | مؤشّر كتلة الجسم (كجم/ م²). |
---|---|
نقص في الوزن | أقل من 18.5 |
وزن طبيعيّ | 18.5-24.9 |
زيادة في الوزن | 25-29.9 |
سمنة من الدّرجة الأولى | 30-34.9 |
سمنة من الدّرجة الثانية | 35-39.9 |
سمنة من الدّرجة الثالثة (سمنة مفرطة) | 40 فأكثر |
صفات الحميات المُبتدعة
تجذبُ الحميات المُبتدعة الكثير من الأشخاص إليها بسبب ما تُروّج له من خسارة وزن كبيرة، وهي عادةً ما تتبنّى أهدافاً مُبالغاً بها في خسارة الوزن وبرامج غذائيّةً لا تُوفّر شرط الكفاية التّغذويّة، وهي مليئة بالخدع التي تعمل على استغلال الحاجة والرّغبة الكبيرتين في خسارة الوزن للتّسويق لها، وما يجبُ معرفتُه هو أنّ الكثيرَ من هذه الحِميات تكون خطرة على الصّحة، حيث تتراوح تأثيراتها من تأثيرات بسيطة، مثل الصّداع والغثيان والدّوخة، إلى تأثيرات خطيرة يُمكن أن تصل في بعض الحالات إلى الموت، وسيتمّ فيما يلي ذكر بعضِ الطّرق التي تُمكّن الفرد من معرفة ما إذا كانت الحمية هي إحدى هذه الحميات المُبتدعة:
- أن تعد الحمية بخسارة وزنٍ كبيرة في فتراتٍ زمنيّة قصيرة، في حين أنّ الحمية الصحيّة النّاجحة تتبنّى الأهداف الواقعيّة وخسارة الوزن المُتوسّطة بشكلٍ تدريجيّ.
- أن تُروّج الحمية لنظامٍ غذائيّ غير متوازن أو منخفض جدّاً بالسّعرات الحراريّة؛ حيث يجب ألّا تقلّ الحمية عن حوالي 1200 سعر حراري للسّيدات و1500 سعر حراري للرّجال، كما يجب أن تمنح كميّة كافية ومُناسبة من البروتينات والدّهون والفيتامينات والمعادن عن طريق التّنويع وإدراج الأغذية من كافّة المجموعات الغذائيّة، وفي حال اقتصار الحمية على أنواع محدّدة ومحدودة من الأغذية فهذا يعني أنّها في الغالب حمية خاطِئة وغير صحيّة.
- أن تعتمد الحمية بشكلٍ رئيسيّ على المشروبات أو السّوائل بدلاً من الطّعام الصّلب، في حين يجب أن توفّر الحمية الصحيحة طعاماً يتناسب مع بيئة الشّخص وثقافته وأطعمته المُفضّلة والتي تتناسب مع حالته الماديّة.
- أن تعمد الحمية على جعل المستهلك يعتمد على منتجات خاصّة، في حين أنّ الحمية الصّحيحة تعليم مُتّبعيها كيفيّة القيام بالاختيارات التغذويّة الجيّدة والصّحيحة من الأطعمة المُتاحة لديهم.
- تفشل هذه الحميات في تحفيز عمل تغيّيرات واقعيّة مُستمرّة في نمط الحياة على المدى البعيد، في حين تهدف الحميات الصّحيحة والصّحيّة إلى مُحاولة غرس السّلوكيّات الصّحيحة، كممارسة الرّياضة لحرق 300 سعر حراري يوميّاً على الأقل على سبيل المثال، وتعديل العادات التغذويّة الخاطئة تعديلاً جذريّاً بعيد المدى.
- تقومُ بعضُ هذه البرامج بتعيين مسؤول عن مبيعاتهم كخبير لتقديم النّصائح المُتعلّقة بالنّظام للنّاس، وتُعتبر هذه الطّريقة غير صحيحة وغير مُناسبة مهما بلغ مستوى تدريب وتثقيف هذا الشّخص؛ وذلك بسبب التّعارض الواضح في هدف تقديم النّصائح التغذويّة الصّحيحة عندما يكون الشّخص الذي يُقدّمُها مسؤولاً أيضاً عن مبيعاتها.
- يُمكن أن تتطلب هذه البرامج مبلغاً كبيراً من المال في بداية اتّباعها بهدف إلزام الشّخص بالاستمرار بها، أو أن تعمل على إبرام عقدٍ بينها وبين المستهلك، في حين تتّبع الحِميات الصّحيحة نظام الدّفع الجزئيّ الذي يترافق مع كل خطوة.
- تعمد هذه الحميات على تجنّب توضيح مخاطر خسارة الوزن أو أيّ عواقب قد تترتّب على اتّباعها، وفي المُقابل يجب أن يتمّ تعريف الشّخص منذ البداية بنسب نجاح الحمية بعيد المدى، ونِسب الأشخاص الذين يفشلون بها ويتخلّون عنها، والتّأثيرات السلبيّة التي يُمكن أن تنتُج عن اتّباعها، حتّى لو كانت احتمالات هذه التأثيرات بسيطة.
- تسوّق بعض هذه الحميات لمنتجات خسارة الوزن؛ حيث لم يثبُت علميّاً أنّ لها دوراً فعّالاً في ذلك، مثل هرمون الجونادوتروبين المشيميّ، ومُدرّات البول ، وموانع هضم النشويّات، وأحزمة السّاونا وغيرها ممّا يتمّ تغليف الجسم به، وممارسة الرّياضة السلبيّة، والعلاج بالإبر الصينيّة، والمُكمّلات الغذائيّة من الأحماض الأمينيّة وغيرها.
- من أهمّ صفات الحميات المُبتدعة أنّها تفشل في الحفاظ على خسارة الوزن بعد انتهاء البرنامج بفترة.
رجيم اللّبن والتّمر
تنطبق على حمية اللّبن والتّمر في رمضان وغيره الكثير من صِفات الحميات المُبتدعة التي تمّ الحديث عنها أعلاه، فهي في الغالب مُنخفضة بالسّعرات الحراريّة بشكلٍ كبير، كما أنّها تنحصر في أغذية بسيطة، ولا تُؤمّن كافة الاحتياجات اليوميّة من جميع المجموعات الغذائيّة، وهي غير متنوّعة ولا مُتوازنة ولا تُؤمّن الكفاية التّغذوية، كما أنّها تعتمد كثيراً على هدفٍ محدود المدى ولا تزرع تغييرات جذريّة في نمط الحياة، ولذلك فهي تفشل في الحفاظ على خسارة الوزن التي يُمكن أن تنتج عنها بعد الانتهاء من اتّباعها، ولذلك فهي تُعتبر إحدى الحميات الرّائجة التي لا يدعمها العلم ولا تُحقّق شروط الحميات الصّحيحة.