ديوان ابن زهر
التعريف بديوان ابن زهر
ديوان ابن زُهر وهو الديوان الّذي جُمِعَت فيه قصائد محمد بن عبد الملك بن زهر بن عبد الملك بن محمد بن مروان بن زهر الإيادي، والمُكنّى بأبي بكر، تمَّ إطلاق لقب ابن زُهر عليهِ.
ولِدَ ابن زهر في مدينة إشبيلية سنة 507 للهجرة، انفرد ابن زهر بالإمامة في علم الطب بعد أن ورثها عن والدهِ، لم يتفرد ابن زهر بالطب بل توسعَ إلى حفظ القرآن الكريم والحديث الشريف، وبرعَ في اللغةِ العربيَةِ والأدب فضلًا عن براعتهِ في حفظِ الشعرِ، كما قامَ بتأليفِ العديدِ من الكتبِ التي تخصُّ الطب والعلوم، توفيَّ ابن زهر عام 595 للهجرة.[1]
لم يكتفِ ابن زهر بالشعرِ فقط بل كتبَ الموشحات ، وألقاها على مسامعِ النَّاسِ، وكانت قصائدهُ منوَّعة بين الشوقِ والعتابِ والغزلِ، وأبدعَ في كتابةِ قصائدهِ وموشحاتهِ، فقد حملت طابعَ الفصاحةِ والبلاغةِ، فقد أجادَ في نظمِ الموشحاتِ في عصرهِ.
البحور الشعرية في ديوان ابن زهر
نَظَمَ ابن زهر أشعارهُ على عددٍ من بحور الشعر ، ومنها ما يأتي:
- البحر الكامل
مَلأَ الضُلوعَ وَفاضَ عَن أَحنائِها
- قَلبٌ إِذا ذُكِرَ الحَبيبُ يَذوبُ
- البحر الطويل
رَمَت كَبدي أُختَ السماكِ فَأَقصَدَت
- أَلا بِأَبي رامٍ يُصيبُ وَلا يُخطي
- البحر الخفيف
فَإِذا جاءَت المَنِيَّةُ قالَت
- حيلَة البُرءِ لَيسَ في البُرءِ حيلَه
- البحر البسيط
مَغنىً خَصيبٌ وَبابٌ مُرتَجٌ أَبَداً
- وَالدنُّ وَالزِقُّ وَالإِبريقُ وَالطاسُ
- البحر المتقارب
نَأَت عَنهُ داري فَيا وَحشَتي
- لِذاكَ الشَخيصِ وَذاكَ الوَجيه
قصائد من ديوان ابن زهر
هناكَ العديدُ من القصائدِ التي وردت في ديوانِ ابن زهر، منها ما يأتي:
قصيدة "للهِ ما صنعَ الغرامً بقلبهِ"
يقول ابن زهر:
لِلَّهِ ما صَنَعَ الغَرامُ بِقَلبِهِ
- أَودى بِهِ لمّا أَلبَّ بِلبِّهِ
لَبّاهُ لَمَّا أَن دَعاهُ وَهكَذا
- مَن يَدعهُ داعي الغَرامِ يُلَبِّهِ
بِأَبي الَّذي لا تَستَطيعُ لِعجبِهِ
- رَدَّ السَلامِ وَإِن شَكَكتُ فَعج بِهِ
ظَبيٌ مِنَ الأَتراكِ ما تَرَك الضَنا
- أَلحاظه مِن سَلوَةٍ لِمُحِبِّهِ
إِن كُنتَ تُنكِر ما جَنى بِلِحاظِهِ
- في سَلبِهِ يَومَ الغويرِ فَسَل بِهِ
أَو شِئتَ أَن تَلقى غَزالاً أَغيَداً
- في سِربِهِ أَسَدُ العَرينِ فَسِر بِهِ
يا ما أُمَيلحهُ وَأَعذَبَ ريقَهُ
- وَأَعزَّهُ وَأَذَلَّني في حُبِّهِ
أَو ما أُلَيطف وَرده في خَدِّهِ
- وَأَرَقّها وَأَشدَّ قَسوَة قَلبِهِ
كَم مِن خِمارٍ دونَ خَمرَةِ ريقِهِ
- وَعَذابُ قَلبٍ دونَ رائِقِ عَذبِهِ
نادى بِنَفسِجِ عارِضَيهِ تَعَمُّداً
- يا عاشِقينَ تَمَتَّعوا مِن قُربِهِ
موشحات من ديوان ابن زهر
أبدعَ ابن زُهر في الموشحات، ومن أبرزِ موشحاتهِ ما يأتي:
"أيها الساقي إليك المشتكى"
يقول ابن زهر:
أَيُّها الساقي إِلَيكَ المُشتَكى
- قَد دَعَوناكَ وَإِن لَم تَسمَع
وَنَديمٌ هِمتُ في غُرّتِه
- وَشَرِبت الراحَ مِن راحَتِه
كُلَّما اِستَيقَظَ مِن سَكرَتِه
- جَذَبَ الزِقَّ إِلَيهِ وَاِتَّكا
وَسَقاني أَربَعاً في أَربَع
- غُصنَ بانٍ مالَ مِن حَيثُ اِستَوى
باتَ مَن يَهواهُ مِن فَرطِ النَوى
- خافِقُ الأَحشاءِ موهونُ القُوى
كُلَّما فَكَّرَ في البَينِ بَكى
- ما لَهُ يَبكي لِما لَم يَقَع
ما لِعَيني عَشيت بِالنَظَرِ
- أَنكَرَت بَعدَكَ ضوءَ القَمَرِ
عَشِيَت عَينايَ مِن طولِ البُكا
- وَبَكى بَعضي عَلى بَعضي مَعي
لَيسَ لي صَبرٌ وَلا لي جَلَد
- يا لَقَومي عَذَلوا وَاِجتَهَدوا
أَنكَروا شَكوايَ مِمّا أَجِدُ
- مِثلُ حالي حَقُّها أَن تَشتَكي
كَمَد اليَأس وَذُلَّ الطَمَعِ
- كَبدٌ حَرّى وَدَمعٌ يَكِفُ
يَعرِفُ الذَنبَ وَلا يَعتَرِفُ
- أَيُّها المُعرِضُ عَمّا أَصِفُ
قَد نَما حُبُّكَ عِندي وَزَكا
- لا تَقُل إِنّي في حُبِّكَ مُدّع