دولة الفلبين
الفلبين
Philipinas، تقع جمهوريّة الفلبين إلى الغرب من المحيط الهادئ في الجزء الجنوبي الشرقي من القارة الآسيويّة، وتتألف من سبعة آلاف ومئة وسبع جزر لذلك تعتبر أرخبيلاً، وتضم الفلبين جغرافيّاً ثلاثة أقسام أساسية تصنّف على أساسها البلاد وهي: لولزن وبيسايا ومنداناو، وتتخذ من مدينة مانيلا عاصمة لها، إلا أنّ تمركز السكان في مدينة كيزون.
وتخضع البلاد لنظام حكم جمهوريّ دستوري، وتحتفل سنوياً في الثاني عشر من شهر حزيران بذكرى استقلالها عن إسبانيا في عام 1898م، ويعود تاريخ قيامها إلى أكثر من أربع وعشرين ألف عام وفق ما أشارت إليه دراسات الكربون المشع.
ويشير تاريخ الفلبين إلى خضوعها إلى استعمارات متعاقبة عليها كالاحتلال الإسباني والبريطاني والياباني، إلا أنّ جزرها بقيت تحت نفوذ الاستعمار البريطانيّ حتى زوال أحداث الحرب العالمية الثانية، فاستمدت البلاد من مستعمرها اللغة الإنجليزيّة وبعض التأثر بالثقافات الغربيّة.
التسمية
استمدّت الفلبين هذه التسمية من ملك إسبانيا الملك فيليب الثاني، ويعود تاريخ التسمية إلى عام 1524م حيث منح المستكشف الإسبانيّ روي لوبيز دي فيلالوبوس لجزر ليته وسامار مسمى فيليبيناس نسبة لأمير إسبانيا أستورياس.
تعاقبت التسميات المتعددة على البلاد عبر التاريخ، وكان ذلك أوّلها بعد الثورة الفلبينيّة، وكان حينها كونغرس مالولوس قد قرّر إنشاء الجمهورية الرسمية للفلبين، وخلال فترة حكم السلطات الاستعماريّة الأمريكية أطلقت اسم جزر الفلبين على البلاد، وأصبح الاسم السائد منذ تلك اللحظة مسمى الفلبين.
الجغرافيا
تمتد مساحة الفلبين إلى 300.000 كيلومتر مربّع، وتشكل المياه ما نسبته 0.61% من المساحة الإجماليّة للبلاد، وتعدّ جزيرة لوزون هي الأكبر بين جزر الفلبين إذ تمتدّ إلى مساحة تقدّر بـ105.000 كيلومتر مربّع، ويفصل بين الأرخبيل والبر الآسيوي مسافة تصل إلى ثمانمئة كيلومتر، ويتوسط المنطقة الواقعة ما بين تايوان وبورنيو.
أما حدود الفلبين فتشترك مع تايوان بحد مائيّ وهو مضيق لوزون إلى الشمال، أما الجهة الغربية فتشترك مع فيتنام بحدود مائية أيضاً بواسطة بحر الصين الجنوبيّ، كما يفصلها من الناحية الجنوبية الغربية عن جزيرة بونيو بحر سولو، ويحدّها بحر الفلبين من الناحية الشرقيّة.
المناخ
يسود المناخ الاستوائي الرطب دولة الفلبين، إذ تشهد هطولاً مطريّاً في بعض المواسم وتعاني من الجفاف في أخرى، تمتاز الفترة الصيفيّة الممتدة من مطلع شهر مايو وحتى شهر أكتوبر بهطول مطري غزير نتيجة هبوب رياح موسمية على الأرخبيل، أما الفترة الشتوية الممتدة من مطلع ديسمبر وحتى شهر فبراير فتشهد أمطاراً موسميّة محمّلة بالهواء البارد والجاف جداً.
تسجّل البلاد هطولاً مطرياً بنسبة 5000 ملم سنوياً فوق المناطق الجبليّة الممتدة فوق السواحل الشرقيّة للبلاد، إلا أنّ الوديان لا تتجاوز فيها نسبة الأمطار 1000 ملمتر، وتعتبر المناطق المنخفضة فيها مرتفعة الحرارة مع سيادة الجو المغبر فيها خلال شهري مارس وحتى مايو.
الحكومة والسّياسة
تعدّ جمهورية الفلبين من الدول الرئاسيّة الوحدوية، إلا أنّ منطقة مندناو تُستثنى من ذلك حيث تعتبر ذاتية الحكم، يترأس قمة الهرم في الدولة رئيس الدولة والذي يشغل منصبي رئيس الحكومة والقائد العام للقوات المسلّحة أيضاً، وتجري في البلاد انتخابات رئاسيّة كل ست سنوات ليتم انتخاب رئيس شرعي للبلاد، وخلال فترة الانتخابات يحكم مجلس الوزراء البلاد.
يضم الكونغرس الفلبيني شقين وهما مجلس الشيوخ ومجلس النواب، ويتم انتخابهما من قبل الشعب، حيث يحافظ المجلس الأعلى وهو الشيوخ على عضويته لمدة لا تتجاوز 6 سنوات، بينما تمتد فترة عضوية المجلس الأدنى النواب ل3 سنوات فقط.
توكل للسلطة القضائيّة بمسؤوليات المحكمة العليا، المؤلفة من رئيس المحكمة العليا وهو رئيس القضاة، وقضاة منتسبين يصل عددهم إلى 14 قاضياً، ويعدّ رئيس البلاد هو المسؤول عن تعيين السلطة التنفيذيّة بواسطة الترشيحات التي يقدّمها له مجلس نقابة المحامين والقضاة.
الاقتصاد
يأتي اقتصاد البلاد في المنزلة الثامنة والأربعين على مستوى العالم، إذ أشارت التقديرات الاقتصاديّة في عام 2009م إلى أن الناتج المحلي الإجمالي بلغ 161 مليار دولار أمريكي، وتعتمد صادرات البلاد بالدرجة الأولى على الإلكترونيات وأنصاف النواقل ومعدات النقل والنفط والنحاس والملابس وزيت جوز الهند والفواكه، وتدخل البلاد بشراكة تجارية مع كل من اليابان والولايات المتحدة وسنغافورة والصين وهونغ كونغ، والسعودية وكوريا الجنوبية وتايلاند وماليزيا، وتعتمد عملة رسميّة لها وهي البيزو الفلبيني.
كان الاقتصاد الفلبيني في بداية عهده قائماً على الزراعة، إلا أنّه تحوّل حديثاً للصناعة، وتضم البلاد أكثر من 38.1 مليون نسمة من الأيدي العاملة، ويشغل ما يقارب 32% من السكان القطاع الزراعي، أما القوى العاملة فتساهم في القطاع الصناعي بنسبة تقدّر بـ 13.7% فقط، ويشار إلى أنّ الفلبين تنضم لعضوية عدد من المنظمات العالمية كمنظمة التجارة العالميّة، وبنك التنمية الآسيوي، وصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، ومجموعة الـ 77.
الديموغرافيا
تشغل الفلبين المرتبة الثانية عشر على مستوى العالم من حيث الكثافة السكانيّة، إذ يصل عدد سكانها إلى 92 مليون نسمة، بالإضافة إلى 11 مليون فلبيني غير موجود في البلاد يتوزعون في أرجاء العالم.
تتمركز الغالبية العظمى من السكان في العاصمة مانيلا وجزيرة لوزون، إذ يقيم في العاصمة أكثر من عشرين مليون نسمة، ويأتي الفلبينيون بالمرتبة الثاني كأكبر مجموعة راغبة بلم الشمل.
العرقيات
تضم الفلبين عدداً من المجموعات العرقيّة الآسيوية المصنّفة وفقاً للغة، فمنهم ما هو ناطق باللغة الأسترونيزيّة أو ملايو بولينيزية، وتشير الاعتقادات إلى أنّ أصول الفلبينيين تنحدر من تايوان التي هاجرت منذ آلاف السنين، فانتقلت المعرفة بأمور الزراعة والإبحار مع هجرتهم إلى الفلبين.
المدن
تصنف الفلبين إدارياً إلى عدة مدن، ومن أكبر مدنها:
- مدينة كيزون، يقيم بها أكثر من 2.678.450 نسمة، وتعتبر مترو مانيلا العاصمة الوطنية لها.
- مدينة مانيلا، ويصل عدد سكانها إلى 1.660.714 نسمة، ومدينة سيبون هي عاصمتها.
- مدينة كالوكان، يقطنها 1.378.856 نسمة، وتعتبر مدينة دافاو عاصمة لها.
- مدينة دافاو، ويقيم فيها 1.363.337 نسمة.
اللغات
يتكلّم الشعب الفلبيني مئة وإحدى وسبعين لغة حيّة من بين لغات العالم، ويشيع أكثر هذه اللغات استخداماً في مجموعة جزر بورنيو، وفي عام 1987م أقرّ الدستور الفلبيني اعتماد اللغتين الإنجليزية والفلبينية لغتين رسميتين للبلاد، حيث يقصد باللغة الفلبينية لغة التاغالوغ، ويشيع تداولها في مانيلا العاصمة وبعض المناطق الحضرية.
الأديان
تعتنق الغالبية العظمى من الشعب الفلبيني الديانة المسيحية، ويشكل المسيحيون ما نسبته 90% من العدد الإجمالي للسكان، وينتمي معظم المسيحيين إلى الطائفة الرومانيّة الكاثوليكيّة بنسبة 80%، أما النسبة المتبقية فتنتمي لسائر الطوائف المسيحيّة الأخرى.
أما فيما يتعلّق بنسبة المسلمين، فلا تتجاوز نسبتهم 10% من عدد سكان البلاد، ويستقرون في بعض مناطق مينداناو، بالاوان، وأرخبيل سولو، ويتبعون المذهب السني الشافعيّ، ويتمتع المسلمون فيها بحرية التديّن، إذ تقام لهم عدد من الجمعيات الإسلامية، والمراكز الإسلامية البالغ عددها مئة وأربعة وعشرين مركزاً، وبالإضافة إلى ذلك يحظى مركز الدراسات الإسلامية في مدينة كاتواتو بدعم سكان المدينة.
الثقافة والحضارة
تجمع الثقافة الفلبينيّة ما بين الشرقية والغربيّة، إذ يستعرض تراث الملايو الثقافات الآسيويّة، وكما يشار إلى أنّ البلاد قد تأثرت بعدد من الثقافات الأمريكية والإسبانية ويتجلّى ذلك بالاحتفالات التقليديّة التي يُطلق عليها مسمى باريو فييستاس التي يحيها الشعب الفلبينيّ في ذكرى القديسين، ومن أكثرها شهرة مهرجان سينولوغ.