دور وسائل الاعلام في الغزو الفكري
دور وسائل الإعلام في الغزو الفكري
تلعب وسائل الإعلام دورًا حيويًا وهامًا جدًا في الغزو الفكري، خصوصًا لفئة الشباب، ويُمكن توضيح هذا الدور فيما يأتي:
الإدمان التقني
الإدمان التقني أو إدمان وسائل التواصل التي هي جزء لم يعد يتجزأ من وسائل الإعلام هو اضطراب مرضي سلوكي يجعل الشخص أو المريض يمضي الساعات الطوال أمام شاشات الأجهزة على مختلف القنوات والمواقع والألعاب الإلكترونية دون توقف.
مع انتشار الهواتف الذكية وتزايد التطبيقات التي تساهم في الدور الإعلامي، وبذلك تمنع الفرد من ممارسة حياته بصورة طبيعية وتؤثر سلباً على حياته الاجتماعية وقراراته وتصوراته عن الحياة إضافة لتأثره بعادات وبأفكار غريبة ومختلفة بالتقليد الأعمى للآخرين.
التأثير على المبادئ والأخلاق
الغزو الفكري سواءً على مواقع التواصل أو وسائل الإعلام الأخرى بشكل عام يعتمد بشكل رئيس على التأثير على عقيدة الفرد ومبادئه وأخلاقه وبالتالي يهدف القائمين على هذا التوجه بالغزو الفكري يقومون بالسيطرة على عقول الشباب والمراهقين بالطرق التي تستثير عقولهم وعواطفهم، ومن ثم السيطرة على أفكارهم وتوجهاتهم.
تُؤثر كذلك على سلوكهم في المجتمع ككل، ولأن الشباب هم الفئة الأهم والأكثر تأثيراً في المجتمع هم جوهر الأمة وقوتها، تعمد سياية الغزو الفكري للشباب على التركيز عليهم من خلال الطريقة الأكثر تداولاً بينهم، ألا وهي مواقع التواصل الاجتماعي.
تقديم واجهة جيدة مزيفة
الغزو الفكري لا يكون بطريقة مباشرة ولا يظهر بصورة معادية وتحمل الشر في طياتها، إنما تتغلف بغلاف النصح والخير والبناء والإعمار والمساعدة إضافة للضغط على أوتار سن الشباب الحساسة مثل: المحبة والحرية والسعي نحو حقوق الإنسان، ويكون ذلك من خلال دراسات مطولة وتجارب علمية واجتماعية ضمن خطط مدروسة وأهداف محددة.
تؤثر وسائل الإعلام على الشباب والمراهقين؛ لأنها تستهدف وتحاكي عالمهم، حيث إن وسائل التواصل سهّلت عليهم عملهم وتعليمهم ووسائل الترفيه لديهم، وأعطتهم الفرصة الثمينة للوصول لأهدافهم دون الحاجة للترويج لها علانية والكشف عن أهدافها الخفية.
وسائل الإعلام المرئي والغزو الفكري
نظراً لتأثير وسائل الإعلام المرئية في نقل الأفكار وترسيخها في عقل المشاهد وذاكرته البصرية كما وأن ما نسبته 83% من المعلومات المكتسبة للإنسان تكون عن طريق الرؤية، كان لها الدور الأكبر أيضاً في عملية الغزو الفكري؛ ولذلك يولي قادة الإعلام أغلب اهتمامهم بها.
تتلخص طرق استغلال هذه الوسائل عن طريق نشر الأنماط المراد إدخالها للمجتمع وربطها بالتحضر والعلو والثقافة ومواكبة العصر وتزيينها في أعين المشاهدين والحرص على تعويد أعين المشاهدين عليها، بالمقابل تصوير الأفكار التي يريدون إزالتها من المجتمع على أنها أنماط سيئة غير مرغوبة وربطها بالرجعية والتخلف وتسخيفها في أعين المشاهدين.
تكون مقاومة هذا النوع من الغزو بزيادة التوعية في المجتمعات بخطورة هذا الغزو، إضافة لضرورة وضع رقابة مشددة على وسائل الإعلام المرئي من قبل مختصين وباحثين في هذا المجال، ولا بُدّ من ضرورة السعي لإيجاد إعلام مرئي بديل للمشاعد يلبي حاجاته، ويحافظ على قيمة ومبادئه وأخلاقه.
التصدي للغزو الفكري الإعلامي
لا بد من وجود خطّة جدّية لمواجهة الغزو الفكري على المحورين الآتيين:
المحور الأول
خطّة لمواجهة هذا الغزو الإعلامي ونتائجه إعلاميّاً: وذلك عن طريق وضع خطة لتقليل الطوفان من المادة الإعلامية غير المرغوب بها، والتي تهدد مبادئ وأخلاقيات المجتمع لي وجه العموم والشباب والمراهقين على وجه الخصوص في أنواع وسائل الإعلام العربية من جانب، وتطوير الإعلام العربي المحافظ و المتماهي مع مبادئ وأخلاقيات المجتمع من الجانب الآخر.
المحور الثاني
خطّة لتحصين الشباب عن طريق الإعلام: من خلال نشر التوعية للشباب العربي عن مخاطر الغزو أسبابه وأساليبه وطرق الوقاية منه، إضافة لتوفير المادة الإعلامية البديلة التي ترسّخ المفاهيم والمبادئ المهمة، وتعطي خياراً أفضل، وتلبي رغبات وحاجات المجتمع بكافة شرائحه بصورة تتوافق مع المجتمع وتدعمه.