دور التكنولوجيا في إدارة الإنتاج والعمليات
مساهمة التكنولوجيا في إدارة الإنتاج والعمليات
ساهمت التطور والابتكار التكنولوجي منذ الثورة الصناعية بشكل كبير بتطوير العديد من الأفكار والعناصر والسياسات وساهم بظهور إجراءات وطرق جديدة في مجالات الإنتاج، مما وفر أسلوب حياة أفضل وتحسين مجالات الإنتاج، بالإضافة لذلك، ساعد التطور التكنولوجي بنمو اقتصادات ضخمة و زيادة النمو السكاني ورفع مستويات المعيشة في العديد من الدول .
و يقصد بدور التكنولوجيا في إدارة الإنتاج والعمليات (بالإنجليزية: Development Of Production Technology )، استخدام جميع التقنيات الحديثة والمتطورة في تحسين أداء المؤسسة من حيث إنتاج المنتج وإخراجه بصورة مناسبة خلال مرحلة تصنيع هذا المنتج، من حيث الشكل والحجم وغيرها، والعمليات، ويقصد بها جميع المراحل والأدوات المستخدمة في عملية تكوين المنتج من مجرد كونه مواد خام وحتى تسليمه للمستهلك.
ساعدت التكنولوجيا الحديثة الشركات في إدارة الإنتاج والعمليات في عدة أوجه، وفيما يلي ذكر لهذه الأوجه، تحاول الشركات استخدام واستغلال التكنولوجيا بطريقة متوازنة بحيث لا تفوق عيوبها مزاياها العديدة، وبذلك يحتاجون إلى تحقيق التوازن عن طريق القيام بما يأتي:
تقليل التكاليف
ساهم التطور التكنولوجي مثل استخدام الأدوات الراديوية وأدوات الاتصال وغيرها بشكل كبير بتخفيض تكلفة الإنتاج بخطوط الإنتاج، وسلاسل التوريد، بسبب إنتاج كميات كبيرة من نفس المنتج وبوقت أقل ، على سبيل المثال: استخدام الآلات لإنجاز المهام الخطرة يعني أن الشركة لم تعد مضطرة لدفع تكاليف الأجور المرتفعة المرتبطة بالوظائف الخطرة، وهذا يقلل من التكاليف المالية ويحسن من صحة الموظفين.
زيادة الإنتاجية
تعد الإنتاجية عنصر أساسي في عمليات الإنتاج، إذ كلما زادت الإنتاجية في خطوط الإنتاج، تزيد إنتاجية المؤسسة وأرباحها. لعبت التكنولوجيا دورًا هامًا في زيادة إنتاجية الشركات والمؤسسات، من خلال مساهمتها في زيادة سرعة الإنتاج في خطوط الإنتاج.
بالإضافة لذلك، أشارت الأبحاث الحديثة أن استخدام تقنيات تعلم الآلة سيساهم بشكل كبير بزيادة الإنتاجية وخفض الخسائر المالية الناتجة عن أخطاء خطوط الإنتاج إلى أكثر من 65%، كما يؤدي استخدام الآلات لميكنة أو برمجة أجزاء من عملية الإنتاج إلى زيادة الإنتاجية، هذا يعني أن الشركة يمكنها إما خفض أسعارها لاستمرار القدرة على المنافسة أو تزيد هوامش ربحها.
- ضمان الجودة
يجب أن تكون الشركات متسقة في جودة المنتجات التي تنتجها، ويمكن أن تساعد الميكنة أو التشغيل الآلي لأجزاء من عمليات الإنتاج في ذلك، إذ قامت العديد من الشركات باستبدال برامج رسم تقليدية ببرامج حديثة وأكثر تطورًا، مما أدى لإنتاج منتجات أكثر كفاءة بأقل أخطاء، بالإضافة لذلك تم است خدام العديد من المستشعرات الحديثة والمتطورة بهدف تحسين عملية الإنتاج، كإزالة الصناديق الفارغة من خط الإنتاج عن طريق المضخات الهوائية والعديد من المجسات الحديثة بدلاً من إزالتها يدويًا.
- توفير المرونة
غالبًا ما تحتاج الشركات إلى تحقيق التوازن بين التكنولوجيا وفعالية الإنسان، الأنظمة التكنولوجية مفيدة للإنتاج بالجملة ولكنها لا تعمل بشكل جيد مع المنتجات التي سيتم تخصيصها لتلبية تفضيلات العملاء الفردية، على سبيل المثال: في صناعة السيارات الفاخرة، يتوفر للعملاء مجموعة متنوعة من الإضافات الاختيارية للاختيار من بينها، والتي قد تحتاج إلى تطوير يدوي.
تطبيقات تكنولوجية تؤثر إدارة الإنتاج والعمليات
تقدمت الآلات الحديثة والمستخدمة في إدارة الإنتاج والعمليات بوتيرة متسارعة جدًا، إذ تم استخدام العديد من تقنيات الأتمتة الذاتية و الروبوتات الصناعية وبرامج التصميم باستخدام الحاسوب لتحسين عملية الإنتاج ورفع كفاءتها، وفيما يلي ذكر لأهم التطبيقات التكنولوجية التي تؤثر على إدارة الإنتاج والعمليات:
الطباعة ثلاثية الأبعاد
توفر الطابعات ثلاثية الأبعاد محاكاة لمشهد الإنتاج من خلال إنشاء طرق أكثر كفاءة لتصنيع الأجزاء والسلع المخصصة، وقد كانت تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد باهظة الثمن وكانت تستخدم عادة من قبل أصحاب النفوذ الكبيرة في مجال الإنتاج، ومع ذلك فقد بدأت التطورات الأخيرة من جعل هذه التكنولوجيا متوفرة بأسعار معقولة.
المواد المتطورة
تتضمن المواد المتطورة (بالإنجليزية: Advanced Materials) المواد المركبة المتقدمة، والتي تم تقييد استخدامها إلى حد كبير حتى الآن في عدد محدود من التطبيقات عالية التكلفة، ومع ذلك فإن الجهود جارية لتطوير عمليات التصنيع التي تعمل على خفض التكلفة وتسريع الإنتاج بحيث يتم دمج المواد المركبة المتقدمة في نطاق أوسع بكثير من المنتجات والتطبيقات في السنوات القادمة.
الحوسبة السحابية
تستخدم الحوسبة السحابية (بالإنجليزية: Cloud Computing) من خلال الاتصال عن بعد بالشبكة لإدارة البيانات ومعالجتها، تعمل الشركات على زيادة استخدام هذه التقنية عبر مواقع جغرافية مختلفة لمشاركة البيانات لاتخاذ قراراتها بشكل أفضل، فالحوسبة السحابية لها جانب ملموس على تقليل التكاليف وتحسين مراقبة الجودة وتقصير أوقات الإنتاج.
إنترنت الأشياء
يُساعد إنترنت الأشياء (بالإنجليزية: Internet of Things) ع لى تقليل وقت التوقف عن العمل، تحسين الجودة، تقليل النفايات وتقليل التكاليف، عن طريق ربط جميع الأجهزة المستخدمة في الإنترنت، وبالتالي يؤدي لتكوين قاعدة بيانات ضخمة تخص الآلات المستخدمة وموعد صيانتها والأعطال المتوقعة وغيرها، أيضاً ستؤدي هذه التكنولوجيا إلى تطوير أنواع جديدة من الوظائف للقوى العاملة الصناعية.
تقنية النانو
تتعامل تقنية النانو مع مادة تتراوح بين 1 و 100 نانومتر (النانومتر هو واحد من المليار من المتر)، وقد كانت تقنية النانو تستخدم تقليديا في الفضاء والطب الحيوي، ولكنها أصبحت تستخدم الآن لتصنيع مواد أقوى وخفيفة الوزن للقوارب والمعدات الرياضية وقطع غيار السيارات، فضلاً عن استخدامها في صنع مواد العناية الشخصية مثل النظارات الطبية.