دعاء دخول السوق
دعاء دخول السوق
جاء في الحديث الذي رواه الإمام التِّرمذي وغيره، من حديث عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من دخل السوقَ فقال: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمدُ يُحيي ويميتُ وهو حيٌّ لا يموتُ بيدِه الخيرُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٍ كتب اللهُ له ألفَ ألفِ حسنةٍ ومحا عنه ألفَ ألفِ سيئةٍ ورفع له ألفَ ألفِ درجةٍ)، هذا هو دعاء السُّوق، والذي يظهر أنَّه يُقال من كل من دخل السوق نهاراً كان أو ليلاً.
وهذا الحديث قد تفاوت أهل العلم في تصحيحه وتضعيفه، والسبب في هذا يرجع إلى اختلافهم في توثيق بعض رواته، ومن أهل العلم من حسَّنه بمجموع طرقه، وبما أن الحديث في فضائل الأعمال، وليس في الأحكام، فإنه لا حرج في العمل به؛ لأنه من جملة الأذكار المشروعة، وأما بالنِّسبة للأجر المترتب عليه إن كان ثابتًا فلله الحمد والمنَّة، وإن لم يثبت ففضل الله -تعالى- واسع، والذِّكر من أحبِّ الأعمال إلى الله -تعالى-.
شرح معاني دعاء دخول السوق
فيما يأتي بيانٌ موجز لألفاظ ومعاني دعاء دخول السُّوق:
- من دخل السوق
تعد الأسواق من أكثر الأماكن التي يتطلب فيها الإكثار من ذكر الله -تعالى-، فعن جبير بن مطعم أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أَحَبُّ البِلَادِ إلى اللهِ مَسَاجِدُهَا، وَأَبْغَضُ البِلَادِ إلى اللهِ أَسْوَاقُهَا)؛ وذلك لما قد يقع فيها من المعاصي: كالغش، والخداع، وسوء المعاملة، والأيمان الكاذبة، وإخلاف الوعد، وإعراض عن ذكر الله.
- لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له
فهذه هي كلمة التَّوحيد، أي لا معبود بحق في الكون إلا الله -عزَّ وجلَّ-، والعبارة فيها نفيٌ وإثبات: "لا إله" نفي، "إلا الله" إثبات، وكلمة "وحده" تأكيدٌ للإثبات، وكلمة "لا شريك له" تأكيدٌ للنفي.
- له الملكُ وله الحمدُ
أي أنَّ الله -تعالى- هو المالك لهذا الكون، المتصرف فيه وحده، له الملك كله، ولا أحد ينازعه فيه، له ملك السماوات والأرض وما بينهما، وهو -سبحانه- المستحق للحمد والثناء المطلق في السَّراء والضَّراء، وقد أحسن الأعرابي عندما سُئل عن قطيع غنمه، لمن هذه؟ فقال: لله في يدي.
- يُحيي ويميتُ وهو حيٌّ لا يموتُ
أي أنَّ الله -تعالى- هو المتصرف في ملكه كيف يشاء، بيده الإحياء، وبيده الإماتة، وهو -سبحانه- حيٌ قيوم لا تعتريه آفة الموت.
- بيدِه الخيرُ
أي بيده -سبحانه- الخير والشر، ولكن لم يُذكر الشَّر تأدبًا لكي لا يُنسب الشَّر إليه.
- وهو على كلِّ شيءٍ قديرٍ
أي أنَّ الله -تعالى- على كل شيءٍ قدير، فهو قادرٌ على الإحياء والإماتة، والخير والشَّر، وهو -سبحانه- لا يعجزه شيء.
فضل دعاء دخول السوق والحكمة منه
بيَّن النَّبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث السابق الدُّعاء المأثور عند دخول السُّوق، وما يترتب عليه من الأجر، وفيما يأتي بيان هذا الأجر:
- يُكتب لقائله ألف ألف حسنة.
- ويمحى عنه ألف ألف سيئة.
- ويرفع له ألف ألف درجة.
- وفي رواية: يبنى له بيت في الجنة .
ولعل الحكمة من هذا الأجر العظيم؛ هو أنَّ أهل السُّوق منشغلون بأمور الدُّنيا والتِّجارة والمكاسب، مع الغفلة عن ذكر الله -تعالى-، كما يكثر بينهم الخصومات، والمكر، والخداع، و الغش ، والأيمان الكاذبة، وغيرها من صور الإعراض عن ذكر الله، فكان للمنشغل بهذا الذِّكر هذا الأجر العظيم.