خواطر الحب
الحب
للحب في عالمنا أهمية كبيرة بالرغم من فقدانه لبعض معانيه، واستبدالها بالزيف والمصالح والكذب، رغم ذلك نجد العديد من قصص الحب التي تبدأ بشكل جدّي وتتوّج بالزواج.
أضع لكم هنا خواطر حب للكاتبة الصغيرة ريم صادق:
ليلة غضب انتهت بعناق
بدأ فكها السفلي بالارتجاف
فعلمت أن الدموع على وصول
ولكنني رغم أثر بكائها في نفسي
إلا أنني لم أتوقف عن تأنيبها
متجاهلاً ضعفي أمام جبروت دموعها
لم أستطع أن أظهر لها ضعفي أمام سحر عيونها الباكية
حتى لا تعلم بأنها أسهل وسيلةٍ لإسكاتي
أكملت بنبرتي الجافه موبخاً إياها
دون النظر إلى عينيها
آآآآه
لو كانت تعلم كم هي غالية دموعها
لكنني لم أستطع التراجع
أردت أن تعلم أنها أخطأت
أنها أذنبت بحقي
كان عليّ أن أظهر بعض قسوتي
أو بالأصح أن أتظاهر بالقسوة
فمن يرى عينيها وهما دامعتان
يتمنى أن تكون هذه الدموع عليه
لا أن تكون دموع استنجاد منهٍ
آآآآه إنها تتقن جيداً لغة الصمت
لقد كانت تكلمني بعينيها
كانت تشكو قسوتي لأول مرة
وكأنها تقول لي: لست أنت...
لست أنت من يقسو..!!
لا نتكلم ولكن عيوننا تصرخ
بدأت ترتجف...لأعلم أنها بقمة ضعفها
يا إلهي لماذا؟!
أسرعت لتدفن رأسها في صدري
لم أشعر بنفسي وأنا أخفي ما تبقى
من جسدها النحيل في داخلي
تغللت أصابعي في شعرها
وما زال رأسها مغموراً في صدري
ضممتها أكثر لأحسها أقوى
وكأنني أريد منها أن تمتصّ آخر شحنات الغضب
لم أكن أريد لتلك اللحظة نهاية
ولكنني أريد رؤية وجهها
لأرى ملاكي البريئة
لأرى تلألؤ النجوم في عينيها
فحبيبتي تجمع المتناقضات دوماً
فهي شمسي وقمري مع طاقم نجومه
وهي ليلي ونهاري
سيّدتي وطفلتي
فقد اعتدت أن أرى فيها المتناقضات
آآآآه
أتعلمون لم أكن مذنباً لكنني اعتذر...
ولكنها أسرت كلماتي
بوضع يدها على فمي
لتمنعني من إتمام الاعتذار
أتعلمين لن أقول شيئاً
فقد تعلمت منك الليلة
لغة العيون التي لا تكذب ولا تخون
حبيبتي لا تنهي العناق
واتركينا أيتها الأضواء مع الأشواق
مشاعر بلا عنوان
أحس بشعور غريب تجاهك...
أحس بالضعف وقلة الحيلة أمامك...
أبتعد عنك علّني أنساك...
فلا أجد لحزني نهاية...
ولا لضعفي قوة...
يقتلني شعوري بالضياع...
لأنني لا أعرف ما هي نهايتي معك...
لا أعرف إن كنت أحبك...
لكنني أعرف جيداً أنني لا أستطيع العيش دونك...
لا أعرف إن كنت أريد أن أكون حرةً طليقةً خارج سجنك...
لا أعرف إن كنت أريد أن أبقى ملكك...
لا أعرف ما هي حقيقة ذلك الشعور الغريب...
لكنني أخاف أن أعرف حقيقة شعورك تجاهي...
إن كان غير ما أريد...
لا أريد أن أفقد أملي بغدي...
فأبقى وحدي...
أسيرة الماضي...
أسيرة أحلامي وأحزاني...
أخاف من كل شيء يشوش صورتك في عقلي...
أخاف من أن يكرهك عقلي...
ويذكرك قلبي...
وتعشقك روحي... فأتوه في حيرتها وأبقى سجينة الحب والمنطق...
أخاف أن أكرهك فأكره كل ما حولي بسبب كرهي لك...
أخاف من فكرةِ نسيانك لي...
أخاف أن أفقدك فجأة...
فأتوه بعدك...
وتتوه أفكاري معي...
أخاف من غدر الزمن بنا...
وقسوة الأيام علينا...
لا أعرف...وأخاف...
شعوران يلازمانني في كل ظروف حياتي...
لا أعرف إلا أنني لا أعرف...
وأخاف من كل ما لا يخيف...
هكذا هي حياتي...
في بعدك أخاف...
ومعك لا أعرف...
سأرحل
ستكون هذه السطور آخر ما أكتب باسمك... ستكون منهيةً لما بيني وبينك...
ستكون مكملةً لحكايتنا الوليدة...
التي صعُب على البشر جعلها رشيدة...لأنني سأرحل....
سأرحل
تاركةً ورائي كل الذِّكريات...
تاركةً كل الأحلام والآمال والأمنيات...
سأرحل
مغلقةً الباب ورائي...
حاملةً الذِّّكرى دائي ودوائي...
أعرف أنَّه ليس من حقّي أن أنهي الحكاية...
لكنه من حقّي أن أتظاهر بأنَّ هذه النهاية...
هي من اختياري...
لأنَّني علمت أنَّ قدري قد غيَّر لي مساري...
عليََّ أن أحتفظ بلهفتي وناري...
عليََّ أن أكتم الألم في قلبي...
أن أحبس الدمع في جفني...
أن أجعل الصَّمت من طبعي...
أن أجعل للمشاعر قيداً لا يكسر...
أن أجعل للحلم طيفاً لا يرحل...
فالحب في قلبي جنين لا يولد...
والحنين والمشاعر والأشواق كالثَلج المجمََّد...
عليََّ أن أكون كالصََّخرة في قوََّتي وصلابتي...
كالوردة في جمال مظهري...
كالطِّفل في براءتي...
والكهل في خبرتي...
أعرف أنَّك ستلومني على ما أقول...
أعرف أنَّك ستبدأ بالشَّك والظُّنون...
فلم أعد من تعرف...ولم أعد من أكون...
ولكن عليك أن تعلم أنَّ ما في قلبي من ألم وحزن وهموم...
هو نتاج دمار سبََّبه هذا الزَّمن المجنون...
عليك أن تعلم أنَّنا نعيش في زمنٍ...
سادت فيه المصالح...
في زمنٍ دون ملامح...
المال فيه سيِّد كل عبد...
وأبرُّ عبدٍ من كان بالظّلم أشد...
الظالم فيه هو الحاكم والجلاََّد...
هو من ساد وبالظُّلم جاد...
في زمنٍ يخلو من الأمان...
الصِّدق فيه صار كان...
وكتاب حبٍ عنوانه الخيانة...
الوعد والوفاء فيه أمانه...
الطِّيب فيه ذلٌ ومهانة...
في زمنٍ بدِّلت في القيم...
المال والمنصب في الأهم...
لمثلنا لا مكان بين تلك الأمم...
فإما الرَّحيل...
أو التخلُّق بتلك الشِّيم...
علينا أن نطيع القدر...
وننهي حكايتنا بحكم البشر... عليََّ الرَّحيل... ويبقى الثَّمن...بقائي وحيده بغربة زمن...
أحبك
كم أتمنى أن أقولها لك
لكن خوفي يمنعني من نطقها
لأنها الكلمة التي أعيش من أجلها
أعيش كل يومٍ لأجمع المبعثر في داخلي ما أجزائها
في كل ليلةٍ أسمع بها صوتك
يتردد صداه في داخلي مردداً أحد حروفها
لكنك لا تستطيع أن تسمع صدى صوتي وأنا أقولها
لأنني بصوت الصمت أنطقها
أحس أنك تضع يدك على كل جزءٍ منها
لكنك لا تستطيع أن تراها أو أن تشعر بملمسها
لأن حروفها بلون الماء كتبت
لا تستطيع أن تلمس حرارة أنفاسي وحروفها تختنق بداخلي
كم أتمنى أن تسمعني...أن تفهمني...أن تحس بي
فبكل ليلةٍ أموت ألف مرةٍ
وأنا أصرخ...أحبك...لكنك لا تسمعها
صوتي يخونني عندما أريد قولها
لا أستطيع أن أشعرك بها
دون أن أشعر بأمانٍ كاملٍ معك
أريد أن أكون ملكك وتكون ملكي
دون أن أشعرك بالضيق
دون أن أشعرك بأن المكان من حولك يضيق
أريد أن تدخل سجني بإرادتك
وأن تغلق أبوابه بيديك
لتجعل من ظلمته ربيعاً دائماً بحبك
فلا تعاود التفكير بالخروج منه
أريدك أن تقسم لي أننا لن نفترق
أن أحزان الحياة على يديك ستحترق
أريدك أن تعدني بالوفاء
لأنظر في عيون غيرك فأجدها كالصحراء
تختفي فيها مظاهر الحياة لأنها جرداء
لأعود إليك وأجد في ابتسامتك حياتي
وفي رضاك سعادتي
وفي غضبك مماتي
أريدك أن تجعلني الأميرة في قصرك
أريد أن أكون فتاة أحلامك
أريد أن أشعر أنني فراشتك
أستيقظ كل صباح لآخذ الرحيق من بساتينك
لأقول لك صباح الخير على طريقتك
لا أريد أن تفارق الابتسامة وجهك
أريد أن أجعل السعادة عنوان حكايتك
أريد أن أتصفح كتاب حياتك
لأغير كل سطر كان السبب في ألمك
أريد أن أعوِّض عن كل ما فاتني من حنانك
أريد أن أضع رأسي على صدرك
ويداك تغمرني بحبك
أريد أن أنظر إلى عينيك
فأجد فيك كل ما فقدت من قبلك
أريد أن أشعر بحنانك وأمانك وصدقك
أريد أن تشعرني بأنني أعيش من أجلك
أريد أن تراني فترى فيَّ كل النساء
أريد أن تراني الطفلة البريئة والصبيّة الحسناء
أريد أن تراني فترى فيّ كلّ الفصول
الصيف والخريف والربيع والشتاء
فأنا بحرارتي ودفئي كالشمس في السماء
وبطاعتي وليني كورقة خريفٍ تطير في الهواء
وبتنوعي وتجددي كالربيع بأرضك الخضراء
وبطيبتي وحبي كالغيمة البيضاء في الشتاء
أريد أن أحبك وتحبني
كثيرةُ هي الأشياء التي أريد
لكنني لا أستطيع التنازل عن أيِّ منها
هل عرفت الآن لماذا لا أستطيع أن أقولها
مع أنني أرددها كلّ يوم آلاف المرّات في داخلي
لكن حاجز الخوف يحبسها في قلبي
يمنع وصولها إليك
إلا إن كنت ستحقق لي أحلامي
لكنني لا أثق بقدرتك على ذلك
لا أعرف إن كنت تستطيع أن تقولها
وتصنع ما فيها من معجزات
فهي ليست مجرد كلمةٍ تقولها وتسكت أمامي
لأنني أحتاج إلى تحقيقها على أرض واقعي
أحتاج إلى من سيكون إلى جانبي
يقاسمني كل شيءٍ...حتى عمري
حينها سأعرف أنك تحبني
حينها فقط...أحبك
حينها سأصرخ...وأواجه العالم بحبي
سأقف أمامك...وبين يديك
وأقولها بأعلى صوتي...أحبك
حتى لو كانت آخر كلماتي...أحبك