خصائص شعر محمود سامي البارودي
خصائص شعر محمود سامي البارودي
تميز شعر البارودي بعدة خصائص منها ما يأتي:
- يتميز شعر البارودي بظاهرة تصوير الواقع
عن طريق حاسة النظر، فكانت هذه الصفة من أبرز الصفات في شعره.
- احتوى شعره على معظم الأغراض
منها: الغزل، والوصف، والمديح، و الرثاء ، والشعر الوطني، والفخر.
- اعتمد في شعره على تصوير المنظور بقوة وسلاسة
دون اللجوء إلى المحسنات البديعية من جناس وطباق وغيرهما، ومن دون إغرابٍ في الخيال.
- تركيز البارودي على الأسلوب الجزل والديباجة البدوية.
- تميز شعره بقوة المعاني والألفاظ.
- عرف بتميز أداءه الشعري
فبعث الشعر العربي بعثة جديدة بعد فترة طويلة من الركود.
- غلف شعره بتجربته الذاتية وبإحساسه العميق في عصره.
- حاكى البارودي شيئًا من شعر الشعراء الأقدمين.
- برز في شعر البارودي التصوير السياسي
فعرض أحداث بلاده، ووصف الحرب ووقائعها، وهذا المنحى لم يسبقه إليه أحد من معاصريه.
- تأثر البارودي بعدة شعراء
منهم: ابن المعتز، والشريف الرضي، و أبو فراس الحمداني ، وامرؤ القيس.
- غلبت المعارضات الشعرية على شعره
فقد كان يتنقل من بيئة عصره إلى بيئات العصور القديمة.
- جمع في القصيدة الواحدة أكثر من غرض شعري.
البارودي ومدرسة الإحياء
اعتبر البارودي بأنه الشاعر الذي زعم حركة "إحياء الشعر العربي" وبعثه بعد أن كان الشعر في حالةٍ من الركود والتلاشي، فبدأ بمحاكاة القديم من الشعر، إضافة إلى أنه قام بتمثيل أشعاره بشيءٍ من النماذج التي ترجع للعصر العباسي .
فأصبحت المعارضات الشعرية هي الحاجة الأساسية عند البارودي وشعراء الإحياء، فقد قام بمعارضة أبو فراس الحمداني في قصيدة (أراك عصي الدمع) ،وانطلقت مدرسة الإحياء من عند البارودي فهو يعد مؤسسها، حيث تألفت هذه المدرسة من عدة شعراء آخرين منهم: أحمد شوقي، حافظ إبراهيم، محمد بن عبد المطلب، أحمد محرم.
فقد قامت مدرسة الإحياء على منهجها الخاص وذلك بإعادة إحياء الكلاسيكية القديمة، فيعيدون للشعر العربي مجده القديم من جانب الصياغة والقوة والبناء والالتزام بالعروض والقافية، وبهذا اتبعوا منهج كبار الشعراء.
كان لحركة الإصلاح الحديثة، والحملة الفرنسية التي أدخلت وسيلة مهمة ساعدت على إعادة التراث القديم من جديد أثرٌ كبير على ظهور مدرسة الإحياء، هذا بالإضافة إلى كثرة المؤسسات الثقافية (كالمطابع والصحافة)، والعلاقة الوطيدة التي جمعت بينهم وبين الثقافة الحديثة فحدثت هذه العلاقة من خلال المستشرقين.
نبذة عن محمود سامي البارودي
هو الشاعر محمود سامي البارودي ولد في دمنهور البحيرة عام 1839م، ويرجع أصله إلى الشركس من سلالة المقام السيفي نوروز الأتابكي، ونشأ لدى عائلة ذات ثراء وجاه، ولقب البارودي بهذا اللقب نسبة إلى بلدة (آيتاي البارود) وهي محافظة البحيرة، ويرجع الشاعر نسبه إلى المماليك الذين حكموا مصر وظهر اعتزازه بهم وبنسبه في شعره.
بدأ البارودي تعليمه في البيت وذلك بتعلم القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم، وأيضًا بتعلم مبادىء علم الصرف والنحو، وشيئًا من الفقه والحساب والتاريخ. ثم التحق بالمدرسة الحربية والتي تسمى المرحلة التجهيزية فدرس فيها فنون الحرب، والدين، واللغة، والحساب، وتخرج من المدرسة والتحق بالجيش السلطاني.
عمل البارودي بوزارة الخارجية وسافر إلى الأستانة، وتعلم اللغة التركية والفارسية، فساعده هذا على الالتحاق بالخارجية التركية، كما وعينه الخديوي إسماعيل لإدارة المكتبات بين مصر والأستانة، وانتقل بعد ذلك إلى الجيش برتبة بكباشي وقام بالاشتراك في الحملة العسكرية في ذلك الوقت.
في عهد الخديوي توفيق تم تعينه كبيرًا لياوران ولي العهد، ثم معية إلى الخديوي إسماعيل كاتبًا لسره،وظهر اهتمام البارودي بالشعر العربي، فقد كان يجمع الأدباء والشعراء في بيته لقول الشعر وسماعه، ومنهم: أحمد شوقي، وحافظ إبراهيم وخليل مطران، وإسماعيل صبري، وهؤلاء الشعراء كان قد تأثروا به، فبرعوا في كتابة أشعارهم، وقاموا بتكوين منهجيتهم الخاصة حتى أطلق عليهم "مدرسة الإحياء".
أقوال الشعراء والأدباء فيه
للشعراء والأدباء عدة أقوال عن البارودي منها ما يأتي:
- قام محمود شاكر بتسميته (الإمام الأول) فقال عنه بأنه: "رد الشعر إلى شباب فقده في عصور متتابعة".
- قال العقاد: "وثب بالعبارة الشعرية وثبة واحدة من طريق الضعف والركاكة إلى طريق الصحة والمتانة، فإذا أرسلت بصرك خمسمئة سنة وراء عصر البارودي لم تكد تنظر إلى قمة واحدة تساميه أو تدانيه".
- نبه مصطفى صادق الرافعي إلى أن البارودي وَلَد شوقي.
مختارات شعرية من ديوان البارودي
هناك العديد من القصائد والأبيات الشعرية للبارودي، منها ما يأتي:
- يقول محمود سامي البارودي:
لك روحي فاصنع بها ما تشاء
- فهي مني لناظريك فداء
لا تكلني إلى الصدود فحسبي
- لوعة لا تقلها الأحشاء
أنا والله منذ غبت عليل
- ليس لي غير أن أراك دواء
- ويقول محمود سامي البارودي:
ولما تداعى القوم واشتبك القنا
- ودارت كما تهوى على قطبها الحرب
وزين للناس الفرار من الردى
- وماجت صدور الخيل والتهب الضرب
ودارت بنا الأرض الفضاء كأننا
- سُقينا بكأس لا يفيق لها شرب
- ويقول محمود سامي البارودي:
تحمل من نادي الحبيب رسالة
- وخبره عني أنني منذ بينه
أكابد هولًا يترك الطفل أشيبا
- فإن لان فاشكره على فضل ما أتى