خصائص الوصف في الشعر الأندلسي
التشخيص
تأثر الشاعر الأندلسي بالطبيعة بشكل كبير، وقاده جمال الطبيعة إلى تشخيص الجمادات الطبيعيّة؛ فعلى سبيل المثال ذهب أحد الشعراء إلى تجسيد الطبيعة، من خلال تجسيد حركة الصباح، ووصف حركته وصفاً حسيّاً جميلاً مثلاً كما في قول الشاعر:وحديقة باكرت صفو نعيمها
- والفجر يبصر من خلال سحاب
التأثر بالظروف السائدة
أثّرت الظروف السياسية والاجتماعية والبيئية السائدة آنذاك على شعرالوصف بشكل كبير؛ فدفعه إلى الإكثار من تناول موضوعات أكثر من غيره، فظروف الطبيعة بجمالها الساحر والأخّاذ دفع الشاعر إلى الإكثار من وصفها، ووصف جمال العمران والسفن أيضًا، كما أن الظروف الإجتماعية تركت أثراً واضحًا في شعرهم.
دفع التنوّع في الأصول في المجتمع، والحرية التي مُنحت للمرأة الشاعر إلى التنويع في وصف مظاهر الحياة الاجتماعية، وكتابة شعر الغزل وما يتعلق به من مجالس الأُنس، والغناء، والطرب، والخمر، كذلك كان الأثر لسقوط مدن الأندلس وانقسامها لدويلات أثراً كبيراً في شعرهم؛ فكثُر رثاء المدن، وشعر الاستنجاد، والشعر التاريخي، والسياسي.
الإكثار من التشبيهات
أكثر الشعراء الأندلسيون من الوصف، وأكثروا من الصور والتشبيهات في شعرهم، وأكثروا من خلال ذلك التقريب بين الأمور البعيدة عن بعضها البعض، كما صوروا الأمور بشكلٍ بطيء، فقد وقفوا بوصفهم عند الدقائق وأطالوا الحديث عنها، كذلك كثُرت الأحاجي والألغاز في شعرهم.
تعدد موضوعات الوصف
تعدد موضوعات الوصف في العصر الأندلسي، حيث وصفوا طبيعة الأندلس الطبيعية والصناعية بما تشمله من حقول، وأنهار، وجبال، وقصور، وبرك، وأحواض، ومن أهم الأمور التي وصفوها: الروضيات، والزهريات، والمدن الأندلسيّة، والثلجيات، والمائيات، والثمريات، أي أنَّ الوصف شمل جميع جوانب الطبيعة.
خصائص الشعر الأندلسيّ
تميز الشعر الأندلسي بعدد من الخصائص، ومنها ما يلي:
- استخدام الألفاظ السهلة؛ حيث ابتعد الشعراء الأندلسيون عن الألفاظ الغريبة.
- استخدام البديع، والإكثار من التشبيه والتشخيص.
- التأثر بشعراء الشرق، وخاصة في جانب جمال الأسلوب الشعري، وجزالة ألفاظه، وجمال الفِطرة والحضارة.
- سهولة المعاني المستخدمة، والبعد عن التكلّف.
- التشبيه الحسيّ المستمد من المحيط.
- دقة الخيال، والابتعاد عن الصور المجردّة.