خصائص النمو في المرحلة المتوسطة
خصائص النمو في المرحلة المتوسطة
تُعرف المرحلة المتوسطة أو الإعدادية أو كما تسمى أيضًا بالمراهقة بأنّها المرحلة الانتقالية ما بين المدرسة الابتدائية والثانوية، يمر فيها المراهق بتغيراتٍ عدّة بالإضافة للنمو، وعادةً ما تكون صفوف المدرسة المتوسطة هي الصف السادس والسابع والثامن، وقد تشمل بعض المناطق الصف التاسع في برامج المدارس المتوسطة، وقد تستثني مدارس أخرى الصف السادس من سنوات المدرسة المتوسطة، وتُعتبر هذه المرحلة وقتًا للعديد من التغيّرات؛ كالتغيّرات الجسدية، والعقلية، والعاطفية، والاجتماعية، بالإضافة للنمو؛ إذ يُلاحظ خلالها حدوث تغيّرات هرمونية مع بداية سن البلوغ.
خصائص النمو الجسدي
خلال فترة المراهقة ينتقل الأشخاص إلى مرحلة النضج الجسدي، وذلك من خلال العديد من التغيّرات كما ذكرنا سابقًا، وتحدث بعض التغيرات مبكرًا قبل البلوغ وذلك عندما تظهر الخصائص الجنسية الثانوية، وفيما يأتي بيان لأهم هذه الخصائص التي تظهر على الجنسين:
- البنات:
- يبلغ نمو الفتيات ذروته في حوالي سن 11.5 عامًا، ويتباطأ في سن 16.
- تبدأ ظهور براعم الثدي مبكرًا في عمر 8 سنوات، ويكتمل نمو الثدي بين سن 12-18 عامًا.
- يبدأ نمو شعر الإبط والعانة والساق عادةً في سن 9 أو 10 سنوات، ويصبح كنمط الشعر لدى البالغين في سن 13 إلى 14 عامًا تقريبًا.
- بدء الدورة الشهرية أو الطمث بعد حوالي عامين من ظهور براعم الثدي وشعر العانة المبكر، وقد يحدث الطمث في وقت مبكر عند عمر 9 سنوات، وقد يتأخر لعمر 16 سنة.
- الأولاد:
- يصل نمو الأولاد ذروته في سن 13.5، ويتباطأ في سن 18.
- يبدأ الأولاد بملاحظة نمو الخصيتين وكيس الصَفَن (بالإنجليزية: Scrotum) مع بلوغهم سن التاسعة، وسرعان ما يبدأ العضو الذكري بالازدياد في الطول، وفي سن 17 أو 18 عامًا تكون أعضاؤهم التناسلية عادةً بحجم وشكل البالغين.
- يتغير الصوت بالتزامن مع الوقت الذي ينمو فيه العضو الذكري.
- يبدأ نمو شعر العانة، وكذلك شعر الساق والإبط والوجه والصدر في سن 12 عامًا تقريبًا، ويصبح كأنماط شعر البالغين عند حوالي 17-18 عامًا.
- إنّ البلوغ لدى الصبيان لا يحدث بشكل مفاجىء كما هو الحال لدى الفتيات، بل يتمثل البلوغ للصبيان بحدوث الاحلام الرطبة أو ما يعرف بالاحتلام (بالإنجليزية: Nocturnal emissions) بشكل منتظم عند بداية سن البلوغ، ويبدأ الاحتلام عادة بين سن 13-17، وبمتوسط عمر 14.5 سنة، ويحدث الاحتلام مع ذروة الزيادة في الطول.
خاصية نمو التعلم والتفكير
يُشار إلى أنّ المراهقين يفكرون بمستوى أعلى من مستوى تفكير الأطفال، حيث يكون الأطفال قادرين فقط على التفكير المنطقي بالأشياء الملموسة والتي يرونها، بينما يتخطى المراهقون هذه الحدود في التفكير، بحيث يمكنهم التفكير فيما قد يكون صحيحًا، وليس مجرد ما يرونه صحيحًا بالفعل، وكما أنّهم قادرون على التعامل مع اختبار الفرضيات، والأفكار المجردة، ورؤية الاحتمالات اللانهائية، وبالرغم من ذلك فلا يزال المراهقون يظهرون في الغالب سلوكيات ومواقف أنانية، ويجدر بالذكر أنَّ الفرد في هذه المرحلة المتوسطة عادةً ما يفكرون بطرق معينة وفيما يأتي توضيح لها:
- يركز على الحاضر عادةً، ولكنه يبدأ بإدراك أنّ ما يفعله في هذه المرحلة يمكن أن يكون له آثار طويلة المدى.
- يبدأ برؤية أنّ القضايا ليست دائمًا بذلك الوضوح، بل يمكن تفسير المعلومات بطرق مختلفة.
- يفكر بطرق ملموسة، ولكن يبدأ تدريجيًا في استيعاب المفاهيم المختصرة والرمزية.
- يمكن أن يكون الشخص أنانيًا، أو يمكن أن يكون غير حساس للآخرين.
خصائص النمو الاجتماعي والعاطفي
يشهد المراهقون تطورًا اجتماعيًا وعاطفيًا خلال هذه المرحلة، ويجدر بالذكر أنّ أبرز مهمة خلال فترة المراهقة هي البحث عن الهوية والسعي من أجل الاستقلال، والتي تستمر أحيانًا مدى الحياة منذ بدايتها في المراهقة، ويُذكر أنّ للأطفال في هذه المرحلة من العمر خصائص اجتماعية وعاطفية، وفي ما يأتي ذكر لأبرزها:
- زياده التركيز على أنفسهم، ما بين التوقعات العالية وانعدام الثقة.
- زيادة الاهتمام بمظهر الجسم، والملابس، وبمظهرهم الخارجي.
- الشعور بالكثير من الحزن أو الاكتئاب، مما قد يؤدي إلى إقدامهم على تصرّفات خاطئة.
- زيادة المزاجية.
- زيادة الاهتمام بالأقران والتأثر بهم.
- الشعور بالتوتر من العمل المدرسي الصعب.
- نقصان مودتهم تجاه الوالدين، حيث إنّه في بعض الأحيان قد يبدو المراهق فظًا أو سريع الغضب.
- ملاحظة تطور مشاكل الأكل.
خصائص النمو الحسي والحركي
تكمن أهمية ممارسة الرياضة المعتدلة بانتظام في سن المراهقة؛ في تحسين تناسق الجسم، ومساعدة الطفل على تكوين عادات صحية، إذ قد يكون الأطفال في هذا العمر محرجين بعض الشيء أو غير رشيقين، وقد يحتاجون إلى وقت للتكيف مع تغيرات أجسامهم التي تكون أكبر حجمًا مما كانت عليه.
نصائح لنمو صحي في هذه المرحلة
ليس من السهل أن يكون الشخص والدًا لمراهق، إذ إنّ تربية المراهقين تتطلب حدودًا عادلة وحازمةً في التعامل معهم، وفي ذات الوقت تتطلب الحفاظ على الإيجابية، والتواصل الدائم مع المراهق، ومشاركته اتخاذ القرارات، حتى لو حاول المراهق في بعض الأحيان الابتعاد عنهم أو إبعادهم عنه، وفيما يأتي بعض النصائح لتعزيز النمو الصحي لدى المراهق:
- مساعدة الطفل على تكوين عادات غذائية صحية، واكتساب مظهر جسم صحي، وذلك عن طريق تقديم وجبات صحية متوازنة، وتوفير الكثير من الفواكه والخضروات والأطعمة الصحية الأخرى في المنزل، بالإضافة لدور الوالدين كونهما القدوة في الغذاء والتمارين الجيدة للطفل.
- تشجيع الطفل على ممارسة بعض التمارين الرياضية بشكل يومي.
- حصول المراهق على قسط كافٍ من الراحة، ومن المهم وضع حدود لاستخدام التلفاز والهاتف والحاسوب.
- تحفيز المراهق على التفكير الناضج؛ وذلك بمشاركته في وضع قواعد المنزل، والتحدث معه عن القضايا الحالية، وإجراء عصف ذهني بطرق مختلفة لحل المشكلات ومناقشة نتائجها المحتملة معه.
- التحدث بصورة مستمرة عن القضايا المتعلقة بالكبار بطريقة منفتحة وطبيعية؛ كعلامات البلوغ، ويُفضل بدء الحديث بهذه النقاشات قبل سن البلوغ؛ حتى يعرف الطفل الذي سوف يواجهه، وفي حال عدم القدرة على القيام بالنقاشات سابقة الذكر، يمكن طلب المساعدة من المحيطين، وذلك حتى لا يعتمد الطفل على معرفة المعلومات التي يجهلها من التلفاز أو الأطفال الآخرين.
دواعي مراجعة الطبيب
إنّ المتابعة مع الطبيب قد تساعد على الحفاظ على صورة صحية للمرحلة، ومعرفة كيفية تحديد المشاكل الحقيقية، مما قد يساعد على تخفيف التوتر بين الوالدين والطفل، لذا يُنصح الاتصال بالطبيب عند الشعور بالقلق بشأن صحة الطفل الجسدية أو العاطفية، وفيما يأتي بيان لبعض الحالات التي يتوجب فيها التواصل مع الطبيب:
- التأخر في التطور الجنسي أو النمو، وعلى سبيل المثال في حال تأخر البلوغ لسن 14 أو أكثر.
- ملاحظة علامات تدل على مشاكل الصحة العقلية؛ بما في ذلك تقلب المزاج، أو القتال، أو الاكتئاب، أو التغيب عن المدرسة، أو الرسوب.
- مشاكل في شكل الجسد؛ كاعتقاد الفتاة المراهقة بأنّها تعاني من زيادة الوزن بالرغم من نحافتها، حيث يمكن أن يكون هذا علامة تدل على اضطراب الأكل.
- ملاحظة تغيرات في الوزن أو الشهية.
- تعاطي المخدرات، أو شرب الكحول، أو التدخين .