خصائص التفكير العلمي
النسبية
يعجز التفكير العلمي بكلّ أدواته البحثية والتحليلية عن الوصول إلى حقائق مطلقة واعتبارها مسلمات مجردة لا خطأ فيها، وكلّ معلومة يتمّ التوصل إليها قابلة للخضوع للاختبار والتجريب للتأكد من صحتها، حيث إنّ تنزيه العلوم عن القصور يتنافى مع روح التفكير العلمي المتمثل بالبعد عن التعصب وعدم إشراك العواطف الشخصية.
الموضوعية
تُبنى العلوم على أصول التجرد والبعد عن التحيز الشخصي، وعند الحديث عن العلوم لا يقتصر الأمر على العلوم التجريدية أو العلوم التجريبية كالطبيعة مثلاً، بل يشمل ذلك أيضاً تلك العلوم المعنية بدراسة الظواهر الإنسانية كالعلوم الاجتماعية، ويقوم النهج العلمي في التفكير على استخدام المعلومات العلمية الموثوقة القائمة على الحقائق والفرضيات، دون التأثر بالدوافع الذاتية والميول الشخصية.
التنظيم
يُقصد بالتنظيم هنا اعتماد أساليب ممنهجة تترتب فيها الأفكار وفق نسق معين خالٍ من العشوائية، ويُسبب التعقيد والتداخل الهائل بين العلوم انتقاء المواضيع الخاصة بها وتصنيفها ضمن هيكلية محددة، ويُشار إلى أنّ أساليب التفكير البشري الأخرى، مثل: التفكير الفلسفي، والأسطوري، والديني، منظمة أيضاً بدورها، إلّا أنّ هذا التنظيم جاء بطريقة تلقائية دون بذل أيّ جهد، على عكس حال التفكير العلمي.
التحقق والاستدلال
يتميز التفكير العلمي عن غيره من أساليب التفكير الأخرى أنّه مبني على الأدلة والبراهين اليقينية، الصادرة عن الملاحظة الدقيقة والخطوات التجريبية المدروسة، بطريقة قائمة على المنطق والاستدلال السليمين.
السببية
يُحاول التفكير العلمي بشكل دائم تفسير أحداث وظواهر يشهدها العالم، وقد حاول البشر إشباع فضولهم الغريزي للمعرفة والتعلم، بالبحث عن أسباب حدوث مثل هذه الظواهر، ولكنّ هذا الشغف كان بمستويات متفاوتة في نفوسهم، فاكتفى البعض بالنتائج النهائية، إلّا إنّ حاجات التطور والتقدم الإنساني تستوجب معرفة الدواعي والمسببات الكامنة وراء الأشياء.