أسباب آلام السرة
الأسباب المُحتملة لآلام السرة
قد يتساءل البعض عن أسباب ألم تحت السرة أو أسباب ألم فوق السرة، ولهذه الآلام أسباب محتملة عديدة، منها ما يأتي:
الحمل
يمكن أن يكون الحمل أحد أسباب آلام السرة الناتجة عن ألم الرباط المستدير (بالإنجليزية: Round ligament pain)، الذي يربط بين مقدمة الرحم والفخذ، إذ يتمدد أثناء الحمل ليدعم الرحم، وتحدث آلام الرباط المستدير عند الحامل بشكل طبيعي خصوصًا في الثلث الثاني، وتظهر على شكل ألم حادّ في منطقة الورك أو بالقرب من السرة في جانب واحد أو في كلا الجانبين.
وكذلك قد تسبّب بعض الحركات مثل السعال والضحك والوقوف بسرعة تقلصات سريعة للأربطة، مما يؤدي إلى شعور بألم قد يستمر لبضع ثوان، ويُشار إلى أنّ هذه الآلام الخفيفة لا تدعو للقلق، ولكن تجدر مراجعة الطبيب إذا لاحظت الحامل انزعاجًا وألمًا شديدًا ومستمرًا.
وقد تحدث آلام السرة خلال الحمل أيضًا بسبب حالة تُعرف بالفتق السري (بالإنجليزية: Umbilical hernia)، وهي من أسباب ألم حول السرة، إذ تنتج عن حدوث تمزق في جدار البطن، وتظهر على شكل انتفاخ أو تورم حول السرة، وقد يصاحبها قيء، وتكون الحامل أكثر عرضة للإصابة بهذا الفتق إذا كانت تعاني من السمنة، أو في حال كانت حاملًا بتوأم أو أكثر، وهنا تجدر الإشارة إلى ضرورة مراجعة الطبيب عند ملاحظة أيّ من هذه العلامات، إذ إنها قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا تُركت دون علاج، فبحال وصول الفتق إلى أحد الأعضاء أو الأنسجة الأخرى في البطن، فإنّه قد يقلل إمدادها بالدم ويسبب عدوىً خطيرة قد تكون قاتلة.
عسر الهضم
عسر الهضم أو اضطراب المعدة (بالإنجليزية: Indigestion) أو (بالإنجليزية: Dyspepsia)، هو حالة شائعة جدًا يمكن أن تُصيب الأفراد بغض النظر عن عمرهم أو جنسهم، وتسبب أعراضًا عديدةً ، منها الألم أو الحرقة أو الشعور بعدم الراحة في الجزء العلوي من البطن، ويمتد إلى منطقة السرة.
ويمكن أن يكون عسر الهضم مرضًا بحد ذاته يظهر تارة ويختفي تارة أخرى، أو قد يكون أحيانًا علامة على الإصابة بمرض هضمي آخر، ويُشار إلى عدم وجود سبب معروف ومحدد للإصابة به، ووُجد أنّ معظم مرضى عسر الهضم لا يعانون من التهاب الجهاز الهضمي، ولذلك يُعتقد أنه ناتج عن زيادة حساسية الغشاء المخاطي تجاه الحموضة أو التمدد.
الإمساك
يُعدّ الإمساك حالة شائعة جدًا تحدث عادةً بسبب تراكم الغازات داخل البطن، أو الحاجة إلى التبرز، وتُعرّف تبعًا للمعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى على أنها حركة الأمعاء أو التبرز 3 مرات أو أقل خلال مدة أسبوع، ولكن عادة لا يكون الإمساك والآلام الخفيفة أو المتوسطة المصاحبة له مدعاة للقلق.
الأسباب المحتملة الأخرى
تشمل الأسباب المحتملة الأخرى لآلام السرة ما يأتي:
- التهاب المعدة والأمعاء: (بالإنجليزية: Gastroenteritis)، ويُعرف أيضًا بإنفلونزا المعدة (بالإنجليزية: Stomach flu)، وهو مرض يسببه التهاب وعدوى الجهاز الهضمي، ويحدث نتيجة تناول طعام أو شراب ملوث أو بواسطة الاتصال المباشر مع شخص مصاب، ومن أشهر الأعراض المصاحبة لهذه العدوى ألم في المعدة ومغص وآلام السرة، وعادة ما تشفى هذه الحالة من تلقاء نفسها خلال عدة أيام.
- التهاب المعدة البكتيري: (بالإنجليزية: Bacterial stomach infections)، تسبب هذه العدوى ألمًا في السرة والبطن عامةً، وتحدث بسبب دخول بكتيريا ضارة للجسم قد تعيش داخل الجهاز الهضمي لعدة سنوات، ومع مرور الوقت قد تسبب تقرحات مؤلمة في بطانة المعدة والأمعاء الدقيقة، مما يٌعرض المصاب لزيادة خطر الإصابة بسرطان المعدة.
- ألم ما بعد العملية الجراحية: في معظم الأحيان يختفي هذا الألم مع تعافي الجسم من الإصابة، ولكن في حال وجود ألم شديد، وانتفاخ مع أي من الأعراض المذكورة أدناه، تجب مراجعة الطبيب فورًا، حيث إنها تدل على الإصابة بعدوى:
- الحُمى.
- الغثيان.
- القيء.
- الإسهال.
- التهاب المسالك البولية: (بالإنجليزية: Urinary tract infection)، واختصارًا UTI، وهو عدوى تُصيب أي جزء من أجزاء الجهاز البولي كالكلى أو الحالبين أو المثانة أو الإحليل، وقد تسبب الألم والإحساس بثقل في أسفل البطن، وفي حال انحصار هذه العدوى في المثانة فقط فإنها تكون مؤلمة ومزعجة للمصاب، وتُعدّ النساء أكثر عرضة للإصابة بعدوى المسالك البولية مقارنة الرجال.
الأسباب الأكثر خطورة لآلام السرة
- التهاب البنكرياس: (بالإنجليزية: Pancreatitis)، يُعدّ البنكرياس العضو المسؤول عن إنتاج وإفراز الأنسولين والجلوكاجون اللذين يحافظان على المستوى الطبيعي لسكر الدم، كما ينتج بعض الإنزيمات التي تساعد على هضم الطعام داخل الأمعاء الدقيقة، وفي حال حدوث خلل يُسبب تنشيط هذه الإنزيمات الهاضمة في البنكرياس قبل إفرازها في الأمعاء، تبدأ حينها هذه الإنزيمات بمهاجمة خلايا البنكرياس وهضمها، مسببة بذلك التهابًا وألمًا، ويُعتبر ألم السرة عرضًا مميزًا لهذا النوع من الالتهاب، وإنّ التهاب البنكرياس غالبًا يكون حالة مرضية مزمنة، وتشمل الأعراض الأخرى لالتهاب البنكرياس ما يأتي:
- آلام البطن الشديدة والمستمرة.
- الحُمى.
- القيء والغثيان.
- الإحساس بالمرض والإعياء الشديدين.
- التهاب الزائدة الدودية: (بالإنجليزية: Appendicitis)، وهو من أسباب وجع السرة عند الأطفال، إذ يبدأ الألم الناتج عن التهاب الزائدة الدودية في أغلب الأحيان حول السرة، ثم ينتشر إلى جميع أنحاء البطن، ويزداد سوءًا مع الحركة عامةً بما في ذلك المشي والسعال، ومن المعروف أن التهاب الزائدة الدودية إذا تُرك دون علاج فإنّه قد يسبب التهاب الصفاق (بالإنجليزية: Peritonitis)، الذي يحدث عادة بسبب تمزق الزائدة وانتشار العدوى في البطن بالكامل، ومن الأعراض الأخرى التي تصاحب ألم التهاب الزائدة الدودية ما يأتي:
- الحُمى.
- فقدان الشهية.
- الإمساك أو الإسهال.
- عدم القدرة على إخراج الغازات.
- انتفاخ البطن.
- الغثيان والقيء.
- حصى المرارة: (بالإنجليزية: Gallstones)، هي حصىً صغيرة تتكون داخل المرارة من الكولستيرول عادةً، لا تحتاج إلى علاج ولا تسبب أيّ أعراض في أغلب الأحيان، ولكن في حال انحصار الحصوة داخل قناة المرارة فإنها قد تسبب ألمًا شديدًا مفاجئًا يبدأ في البطن ثم يمتد إلى السرة، ويستمر عادة من ساعة إلى 5 ساعات، ويُعتبر الألم الشديد أول مؤشر مهم لحدوث المشكلة.
- اضطرابات الأمعاء الدقيقة: تعتبر هذه الحالات مزمنة ومؤلمة، لكنها قد تكون قابلة للعلاج مثل مرض كرون (بالإنجليزية:Crohn's disease)، الذي يسبب ألمًا شديدًا حول السرة.
دواعي مراجعة الطبيب
تُعتبر آلام السرة في معظم الحالات غير خطيرة، ولكنها قد تسبب خطرًا في بعض الأحيان، وبما أنّ هناك العديد من الأسباب المؤدية لآلام السرة، لذلك فإنّ تحديد المسبب يساعد على اختيار العلاج الملائم للحالة، وفيما يأتي ذكرٌ لأبرز الحالات التي تتطلب تدخلًا طبيًا فوريًا:
- الألم الذي يسبب الاستيقاظ ليلًا، ويُعيق الشخص عن متابعة أنشطته.
- الألم المصحوب بالقيء الشديد.
- الألم الشديد الذي يمنع أداء الأنشطة اليومية المعتادة.
- الألم الناتج عن جرحٍ أو إصابة.
- الألم المستمر لمدة تزيد عن 4 ساعات.
- الألم المصحوب بخروج دم مع البراز.
- ضيق التنفس المصحوب بألم الصدر والذي يمتد إلى الفك أو الذراع أو الرقبة.
- الشعور بألم في الصدر عند بذل مجهود.
- القيء المصحوب بدم.