خصائص البحث العلمي
ما هي خصائص البحث العلمي
يعرف البحث العلمي بأنه الطريقة التي يستخدمها العلماء لاكتشاف المعلومات و تكوين فرضيات البحث واختبارها، بهدف وضع نظريات جديدة تهدف إلى تأكيد أو نفي النتائج التي توصل لها سابقًا، وعلى الرغم من اختلاف الأساليب الدقيقة التي تستخدم لكل علم من العلوم، إلا أن هنالك مجموعة من الخصائص المشتركة التي تميز البحث العلمي، وهي:
الموضوعية
يجب أن يكون البحث العلمي موضوعيًا، وتعني الموضوعية النظر للحقائق وقبولها كما هي، وليس كما يرغب الشخص أن يراها، ولكي يتمتع الشخص بالموضوعية يجب أن يعزل نفسه عن معتقداته وتحيزاته ورغباته وقيمه وما يفضله أو يكرهه، باختصار يجب أن يكون الشخص بمعزل عن اعتباراته الذاتية وأحكامه المسبقة.
الاختبارية وثبات النتائج
يجب على البحث العلمي أن يكون قابلًا للاختبار، حيث يعتمد العلم على معلومات حسية تجمع عن طريق الحواس؛ كالعين، والأذن، والأنف، واللسان، واللمس، بمعنى أن الحواس تلاحظ شيئًا ما وتختبره وتراقبه، بحيث يمكنها في النهاية الوصول لنتائج ملموسة يمكن قياسها والتحقق من صحتها ودقتها.
على الرغم من ذلك هنالك مواضيع معينة لا يمكن الإجابة عليها من وجهة نظر علمية، لأنها لا تختبر عن طريق الحواس، مثل الأسئلة التي تتعلق بوجود الله، والروح، والجنة، والنار، كلها أسئلة لا يمكن للعلم الإجابة عنها.
الحيادية
يتمتع العلم بالحيادية الأخلاقية، لأن هدفه الوحيد هو المعرفة، أما الكيفية التي يمكن عن طريقها استخدام هذه المعرفة فيحددها المجتمع وقيمه، بمعنى أن استخدام المعرفة يمكن أن يكون على جانبين متعاكسين تمامًا، فالطاقة الذرية على سبيل المثال هي معرفة يمكن استخدامها إما لعلاج الأمراض أو للقيام بحرب ذرية.
وبالتالي فإن العلم لا يحدد الجانب الذي تستخدم فيه المعرفة، لأنه يتمتع بالحيادية، هذا لا يعني أن العالم لا يجب أن يكون لديه قيم، لكنه يعني فقط ألا يسمح العالم لنفسه بأن تتدخل قيمه الخاصة لتشويه صورة البحث أثناء إجرائه.
اتخاذ منهج معين للبحث العلمي
يتطلب البحث العلمي وجود خطة أو منهج منظم يمكن السير عليه، لإجراء عملية بحث و تحليل البيانات والمعلومات التي يتم جمعها حول المشكلة، بمعنى وجود منهج علمي يتضمن خطوات علمية يمكن للعالم السير عليها، والتي تبدأ بصياغة الفرضيات، ثم جمع البيانات والحقائق، فتحليلها ثم تعميمها.
التوثيق
يجب أن يكون البحث العلمي موثوقًا، بمعنى أن المعرفة العلمية يجب أن تتحقق في ظل ظروف معينة بشكل متكرر، أي أنه عند تهيئة ظروف معينة يجب أن تتكرر الحالة في كل مرة تهيؤ فيها نفس الظروف.
الدقة
يجب أن تكون المعرفة العلمية دقيقة وواضحة وغير غامضة، من خلال وصف الأشياء بكلمات دقيقة، فالعلم يختلف عن الأدب، ففي الأدب يمكن أن نقول: يموت رجل كل لحظة، وهذه ليست حقيقة علمية، بل الحقيقة العلمية يجب أن تكون على النحو الآتي: في الهند، يموت رجل كل 10 ثوان في المتوسط وفقًا لإحصاء عام 2001م.
وهذا يعني أن العلم يعتمد على حقائق واضحة وأرقام محددة، فالطبيب لن يقول على سبيل المثال أن المريض يعاني من حرارة متوسطة أو عالية، بل سيقيس الحرارة ويقول أنها 38 أو 39 درجة مئوية وهكذا.
التجريد
يقوم البحث العلمي على التجريد، بمعنى أن مبدأ العلم هو مبدأ تجريدي إلى حد كبير، وهذا يعني أن البحث العلمي لا يهتم بإعطاء صورة واقعية أو منطقية، بل يعطي صورة مجردة تمامًا للأشياء.
القدرة على التنبؤ
في البحث العلمي لا يصف العلماء الظواهر فقط، بل يحاولون شرح الظاهرة والتنبؤ بها، لذا فإن العلوم الطبيعية يمكن أن تكون أكثر قدرة على التنبؤ من العلوم الاجتماعية ، لأن موضوعها والتحكم فيها يكون أقل تعقيدًا من العلوم الاجتماعية.
أهمية البحث العلمي
يقوم البحث العلمي بالملاحظة والتجربة وجمع البيانات للوصول إلى حلول المشكلات، وابتكار طرق لتطوير منتجات جديدة، فالبحث العلمي غير مقيد بحدود أو آراء شخصية ومعتقدات معينة، وبالتالي فهو يبحث في الأشياء والأفكار دون تحيز، وهذا ما يدفع إلى الابتكار.
كما أنه من خلال اتباع خطوات المنهج العلمي يمكن التوصل لاستنتاجات مهمة جدًا، وهذا – كما حددته جامعة روتشستر – يكون عن طريق 4 خطوات، وهي:
- ملاحظة شيء ما ووصفه
مثل أن الدواء "أ" أفضل دواء لمرضى السكري.
- وضع فرضية أو نظرية لسبب ملاحظة هذا الشيء
كأن الدواء "أ" يحسن من مستويات الجلوكوز في الدم أفضل من أي أدوية أخرى.
- إجراء التجربة لاختبار صحة أو خطأ الفرضية
مثل؛ اختبار الدواء "أ" على بعض مرضى السكري، وتسجيل تغيرات مستوى جلوكوز الدم لديهم، وعمل مقارنة بينهم وبين مجموعات أخرى تستخدم أدوية مختلفة.
- التوصل إلى النتيجة
التوصل إلى نتيجة صحيحة ودقيقة في نهاية المطاف.
ومن جانب آخر، فإن البحث العلمي يحدد لوائح السلامة، ومعايير الاستعداد للمخاطر الصحية، أو الكوارث الطبيعية، وغيرها من التهديدات التي تهدد الحياة البشرية، فعلى سبيل المثال؛ تستخدم الحكومة الكندية البحث العلمي للتأكد من أن المأكولات، والأدوية، والأدوات المنزلية، والأجهزة الطبية آمنة للاستخدام العام، وذلك من خلال إجراء اختبار سلامة على مختلف المنتجات الجديدة.
أنواع البحوث العلمية
تنقسم البحوث العلمية إلى فئتين رئيسيتين، هما؛ البحوث الأساسية، والبحوث التطبيقية، وكل منهم يمكن تقسيمه إلى ثلاث أنواع فرعية، وهي؛ الكمي، والنوعي، والمختلط، وهذا ما سيوضح فيما يأتي:
- البحوث الأساسية
هي التي تقدم نظريات علمية جديدة في مختلف مجالات العلوم، حيث يهدف هذا النوع إلى تعزيز النظريات العلمية ، دون إيلاء اهتمام كبير لتطبيق هذه النظريات، وتجرى هذه البحوث غالبًا في المختبرات على الحيوانات، وأكثر العلماء المهتمين بهذا النوع من البحوث هم علماء النفس.
- البحوث التطبيقية
هي بحوث تجرى لحل مشكلات بصورة سريعة، وهي الجانب الذي يطبق على أرض الواقع، والذي يركز بشكل أساسي على الظواهر والقضايا العلمية الحقيقية.
أما الأنواع الفرعية فهي:
- البحوث الكمية
هي بحوث تقوم على أساس دراسات منهجية، يمكن تحقيقها عن طريق سلسلة من المفاهيم والفرضيات والتحليل والاستنتاجات والتكرار.
- البحوث النوعية
يعني هذا النوع بدراسة الحقائق اليومية في الحياة الاجتماعية، مع إجراء تحليلات استقرائية، ووضع فرضيات لا يمكن التنبؤ بها إلا بعد أن يتم إجراء البحث.
- البحوث المختلطة
هي بحوث تجمع بين الأسلوب الكمي والنوعي، ويكون الغرض من هذه البحوث هو تعزيز نقاط قوة البحث، وتقليل نقاط الضعف التي يعاني منها البحث النوعي والكمي حين يستخدم كل منهما على حدى.
أنواع أخرى من البحوث:
- البحث الاستكشافي
هو بحث يحاول العثور على حلول للمشكلات غير الواضحة، وهو أكثر طرق البحث شمولًا ومرونة.
- البحث الوصفي
هو البحث الذي يدرس ظاهرة عن طريق مقارنتها بالظواهر الأخرى.
- البحث التوضيحي
هو البحث الذي يدرس الأفكار والمعلومات المعقدة ويجمعها من مصادر البحث العلمي المختلفة.
- البحث الطولي
هو البحث الذي يقوم بدراسات مبنية على الملاحظة، على مدى فترات زمنية طويلة.
- البحث المقطعي
هو البحث الذي يدرس المتغيرات ومدى انتشارها وصلتها في وقت ومجتمع معين.
- البحث الإجرائي
هو البحث الذي يقوم به الأشخاص المسؤولون عن الأوضاع الاجتماعية والتعليمية، والذي يهدف إلى تحسين الممارسات الاجتماعية وفهم المواقف بطريقة أفضل.