حياة خالد بن الوليد قبل الإسلام وبعده
خالد بن الوليد قبل الإسلام
هو خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي، ويُعدُّ من أعظم القادة العسكريين في غزوة أحد ضد المسلمين.، وكان والده سيداً في قريش، ولُقّب بريحانة قريش، كما يلتقي نسبه بالرسول -عليه الصلاة والسلام- بمُرّة بن كعب، وقد كان حريصاً على تربية أبنائه على الفروسية، والحرب، واستخدام الأسلحة.
قال الزبير بن بكار: " وكان أحد أشراف قريش في الجاهلية، وكان إليه القبة وأعنة الخيل في الجاهلية، أما القبة فكانوا يضربونها يجمعون فيها ما يجهزون به الجيش، وأما الأعنة فإنه كان يكون المقدم عَلَى خيول قريش في الحرب".
خالد بن الوليد بعد الإسلام
لقد أعزّ الله الإسلام بإسلام القائد خالد بن الوليد -رضي الله عنه- وكان ذلك في صلح الحديبية ، وقد أجرى الله على يديه النصر والفتوحات، ومنها فتح الشام ، وقد أطلق عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقب سيف الله.
إسلام خالد بن الوليد
لقد تأخر إسلام خالد بن الوليد -رضي الله عنه- فقد أسلم وعمره سبعا وأربعين سنة؛ ولعل أحد الأسباب التي منعته من أن يسلم في وقت مبكر خوفه على مكانته إن أسلم؛ فقد كان من سادة قريش وله مكانة مرموقة في الجيش المكي، بالإضافة إلى كون والده من أشد الأعداء للإسلام والمسلمين.
وبعد خروج الرسول -صلى الله عليه وسلم- من مكة المكرمة في عمرة القضاء، في أواخر العام السابع من الهجرة، وقف خالد بن الوليد -رضي الله عنه- في جمع من المشركين وقال كلامًا عجيبًا استغرب منه عامة قريش ، قال لهم: "لقد استبان لكل ذي عقل أن محمدًا ليس بساحر ولا شاعر، وأن كلامه من كلام رب العالمين".
ومن الأسباب التي دفعته ليقول مثل هذا الكلام، وجعلت قلبه يلين ويتأثر بالإسلام ما يأتي:
- انبهاره -رضي الله عنه وأرضاه- بقوة وعزة الإسلام والمسلمين.
- شعوره بأن الله -تعالى- يحيط المسلمين برعاية وعناية خاصة.
- كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يسأل الوليد بن الوليد -رضي الله عنه- عن أخيه خالد فكتب الوليد إلى خالد: "وقد سألني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عنك فقال: أين خالد؟ فقلت: يأتي الله به، فقال: ما مثله جهل الإسلام؟" أي كيف لمثل خالد أن يجهل الإسلام.
قتال خالد في سبيل الله
لقد شارك خالد بن الوليد في العديد من الغزوات بعد إسلامه، فقد شارك في غزوة مؤتة، والتي انتهت بانسحاب جيش المسلمين بعد أن أثخن بالروم الجراح، وكان خالد بن الوليد القائد الرابع الذي تولى قيادة الجيش.
وقد بعثه الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى نجران، مع أربعمئة من المسلمين حتى يدعوهم إلى الإسلام، وأمرهم إن أسلموا أن يقيموا فيهم ويعلموهم أمور دينهم، وإن لم يستجيبوا يقاتلونهم، فلما دعوهم أسلموا فعلمهم الإسلام، وقد بعثه النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى اليمن أيضاً ليدعوهم إلى الإسلام.
لقب سيف الله المسلول
في معركة مؤتة وبعد أن نصر الله -تعالى- المسلمين على يد خالد بن الوليد -رضي الله عنه- لقّبه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسيف الله المسلول، وقد ورد في السنة النبوية الشريفة العديد من الأدلة على ذلك منها ما يأتي:
- إنَّ النبي -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- نَعَى زَيْدًا، وجَعْفَرًا، وابْنَ رَوَاحَةَ لِلنَّاسِ قَبْلَ أنْ يَأْتِيَهُمْ خَبَرُهُمْ، فَقالَ: (أخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أخَذَ جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أخَذَ ابنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ وعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ: حتَّى أخَذَ الرَّايَةَ سَيْفٌ مِن سُيُوفِ اللَّهِ، حتَّى فَتَحَ اللَّهُ عليهم).
- إن النبي ذَكَرَ خالدَ بنَ الوَليدِ، فقال: (نِعمَ عبدُ اللهِ، وأَخو العَشِيرةِ، وسَيفٌ مِن سُيوفِ اللهِ، سَلَّهُ اللهُ على الكُفَّارِ).
إمارة خالد بن الوليد
لقد تولّى خالد بن الوليد -رضي الله عنه- إمارة قنسرين، وذلك في عهد الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.
وفاة خالد بن الوليد
لقد أمضى خالد بن الوليد -رضي الله عنه- حياته مجاهداً في سبيل الله -تعالى-، فلم يكُن في جسده موضعٌ إلا وفيه ندبةٌ وعلامة على ذلك، ولكن قدر الله أن يموت على فراشه، فقد كان يبكي ويقول: "لقد شهدت كذا وكذا زحفاً، وما في جسدي موضع شبرٍ إلا وفيه ضربةٌ بسيف أو رمية بسهم أو طعنة برمح، وهأنذا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء".