حكم قراءة الكف
طلب العلم
لا شكّ أنّ الإسلام قد حثّ على طلب العلم ، والبحث، والنظر، وأن تكون المعلومات التي يُستند إليها قائمة ومبنية على الثبوت والحقائق قدر الإمكان، وقد وافق ذلك طبيعة النفس البشرية المغرمة بحب الاستطلاع والمعرفة، لذا عُرف عند الناس قديماً العديد من الطرق التي من شأنها أن تقدّم لهم المعلومات نحو الكهانة، والتنجيم، وضرب الحصا، ومن الطرق التي كثر انتشارها بين الناس قراءة الكفّ، وفيما يأتي بيان لحكم قراءة الكف بدعوى العلم بالغيب، وحكم قراءته للتسلية.
حكم قراءة الكفّ
حكم قراءة الكفّ بدعوى العلم بالغيب
تعدّ قراءة الكفّ بدعوى العلم بالغيب من أنواع الكهانة وهي كفر أكبر بالله -تعالى- وضلال؛ وذلك لأنّ علم الغيب ممّا اختصّ الله- تعالى- به نفسه، حيث قال الله -تعالى-: (قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّـهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) ، وقال الله -تعالى- على لسان نبيه -صلّى الله عليه وسلّم-: (قُل لا أَقولُ لَكُم عِندي خَزائِنُ اللَّـهِ وَلا أَعلَمُ الغَيبَ وَلا أَقولُ لَكُم إِنّي مَلَكٌ إِن أَتَّبِعُ إِلّا ما يوحى إِلَيَّ) ، لذا فكل من زعم معرفته الغيب من خلال قراءته للكفّ كان ضالاً وكافراً بالله -تعالى-، وممّا تجدر الإشارة إليه أمرين:
- أوّلهما: أنّ إتيان الكاهن وقارئ الكفّ لا يكون فقط بالذهاب إليهم والجلوس عندهم، بل له صورٌ أخرى ومنها: متابعة أبراج الحظّ ، ومشاهدة البرامج الفضائية التي تُعنى بذلك.
- ثانيهما: أنّ الإنسان التي يأتي للكاهن وقارئ الكفّ لا يخلو من أربعة أصناف، وهي:
- الصنف الأول: من يأتي إلى الكاهن وقارئ الكفّ ويسأله ويُصدّق ما يقوله، فهذا يعدّ كافراً، لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (من أتى عرافًا أو كاهنًا ، يؤمنُ بما يقولُ ؛ فقد كفر بما أُنزل على محمدٍ).
- الصنف الثاني: من يأتي إلى الكاهن وقارئ الكفّ ويسأله لكن لا يصدّقه، فهذا لا تقبل صلاته أربعين يوماً، لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن أتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عن شيءٍ، لَمْ تُقْبَلْ له صَلاةٌ أرْبَعِينَ لَيْلَةً).
- الصنف الثالث: من يأتي إلى الكاهن وقارئ الكفّ لا لسؤاله وإنّما لسماع ما يقول، فهذا يعدّ فسقاً لقول الله -تعالى-: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّـهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللَّـهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا) .
- الصنف الرابع: من يأتي إلى الكاهن وقارئ الكفّ لسؤاله ولكن بغية بيان ضعفه وكذبه للناس، فهذا لا بأس بفعله بل هو من السنة، حيث ثبت أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال لابن الصياد: (إنِّي قدْ خَبَأْتُ لكَ خَبِيئًا فَقالَ ابنُ صَيَّادٍ: هو الدُّخُّ، فَقالَ له رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: اخْسَأْ، فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ).
حكم قراءة الكف بغرض التسلية
تعدّ قراءة الكفّ بغرض التسلية أمراً لا جدوى منه بل من يفعل ذلك يكون قد ارتكب إثماً عظيماً، وذلك لأنّ بفعله ذاك قد تشبّه بمن أمر الله -تعالى- بالابتعاد عنهم، كما أنّ فعله ذاك قد يؤدي إلى أن يستحسن من يستمع إليه الأمر فيتعلمه، لذا وجب على من يقرأ الكف بغية التسلية وإمضاء الوقت التوقف عن ذلك والمسارعة في التوبة إلى الله -تعالى- .