حكم التسمية باسم شوق
حكم التسمية باسم شوق
عند الرجوع إلى معنى هذا الاسم في المعاجم العربية ؛ يتضح لنا أن معناه: "اسم علم مؤنث عربي، وهو مصدر معناه: الحب، الاشتياق، الهوى، الميل إلى المحبوب، وهو من أسماء الجواري قديماً". وبناء على هذا اتجه حكم التسمية باسم شوق عند أهل العلم إلى اتجاهين؛ نبينهما كما يأتي:
الأصل في التسمية الإباحة
حيث إن الأسماء في أصلها واختيارها الإباحة، إلا ما ورد فيه دليل كراهية أو نهي، أو تغيير من قبل النبي -صلى الله عليه وسلم-، ونحوه مما يشير إلى أن الأولى تجنب هذا الاسم بعينه؛ كاسم برّة، أو حزن، أو يسار.
ونبينا المصطفى -عليه الصلاة والسلام- أمرنا بالتسمية الحسنة لأبنائنا؛ ونهانا عن التسمية بأسماء تدعو إلى المقت والوحشة؛ فقد قال: (لا تسمين غلامك يساراً ولا رباحاً، ولا نجيحاً، ولا أفلح، فإنك تقول: أثمّ هو؟ فلا يكون، فيقال: لا).
لذا فإن من اعتمد هذه القاعدة لم يمانع من التسمية باسم شوق؛ لعدم ورود نص أو دليل يُحرم ذلك.
كراهة التسمية بهذا الاسم من غير تحريم
وقد رأى أصحاب هذا القول أن معنى اسم شوق فيه دلالة على المعاني المثيرة للقلب وعواطفه، كما عدّها البعض من الأسماء اللينة التي يُنصح بتركها إلى ما هو أقوى وأفصح منها؛ كالأسماء العربية الفصيحة، و أسماء أمهات المؤمنين ونحوها.
وقد فرق القائلون بهذا القول بين حكم التسمية باسم شوق، وأي اسم يدل في معناه على لفظ "ولهان"؛ لكونه اسماً للشيطان، ولورود نهي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بالتسمية بأسماء الشيطان؛ فقد ورد في الحديث الضعيف عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ لِلوُضوءِ شيطانًا يقالُ لَهُ: الْوَلْهانُ، فاتَّقُوا وسواسَ الماءِ).
ضوابط التسمية في الشريعة الإسلامية
لقد وضع العلماء عدداً من الضوابط الشرعية لاختيار أسماء الأبناء؛ مستدلين بالنصوص الشرعية الثابتة، ومن هذه الضوابط ما يأتي:
- أن لا تكون مما اختص به الله سبحانه
فلا تجوز التسمية باسم يختص بالله -سبحانه وتعالى-، مثل: الرحمن، الرحيم، الخالق، البارئ، وقد غيَّر النبي -صلى الله عليه وسلم- ما وقع من التسمية بذلك.
- أن لا تكون مما يعبد فيه غير الله سبحانه
من شمس أو وثن، أو بشر أو غير ذلك، مثل: عبد الرسول، عبد النبي.
- أن لا تكون من الأسماء الأعجمية المولدة للكافرين الخاصة بهم، كالتسمية باسم بطرس، جرجس، جورج.
- أن لا تكون من أسماء الشيطان أو الأصنام، كاللات والعزى، وولهان، وخنزب.
- أن لا تكون مما فيها تزكية ظاهرة مبالغ فيها؛ كالتسمية بملك الملوك، سلطان السلاطين.
- أن لا تكون مما ينفر النفوس
إما لما يحمله من معنى قبيح أو مثير للسخرية، كما أن فيه مخالفة لهدي النبي -صلى الله عليه وسلم- في الأمر بتحسين الأسماء.