حكم إزالة شعر الدبر
حكم إزالة شعر الدبر
يُستحبُّ للإنسان إزالة شعر الدّبُر، وقال بعضُ الفُقهاء إلى أنّه أولى من إزالة شعر الفرج، وذلك لِما قد يَعْلق به من النجاسة، وقال المالكيّة إنّ حلق الدّبر سنّة للرجال والنساء، فالمُسلم الذي يقصد بحلقها النظافة وسهولة الاستنجاء فهو أمرٌ محبوبٌ حسنٌ، وبعض الفُقهاء جعل حلقة الدُّبر من العانة؛ فيكون من السُّنة والفِطرة حلقها، وذكر النوويّ "استحباب حلق جميع ما على القبل والدبر وحولهما"، أمّا إذا كان حلق الشعر حول الدّبر يُسبّب ضرراً فلا بأس من عدم حلقه؛ لأنّ حكم حلقه الاستحباب لا الوجوب، ويجب عندئذٍ على الشخص أن يتحرّى عدم تعلّق النجاسة على الشعر بعد الاستنجاء*.
كيفية إزالة شعر الدبر
ذكر بعضُ الفُقهاء أنّ شعر الدُّبر جُزءاً من العانة ، فيكون من السُّنة إزالته بما يُسمّى بالاستحداد؛ أي باستعمال الموس في حلقه، كما يجوز إزالته بالنّتف وغير ذلك، وسُئل الإمام أحمد عن أخذ الشّعر بالمقراض -المقصّ- فأجاب: "أَرْجُو أَنْ يُجْزِئَ"، والأفضل في ذلك الحلق، كما يجوز قصُّه أو نتفه.
وأمّا أقوال الفُقهاء فيما يتحقّق به الأفضل في حلق شعر الدُّبر أو ما يُسمّى بالاستحداد؛ فذهب الحنفيّة إلى أفضليّة الحلق للرّجال، والنّتف للنّساء، وذهب المالكيّة وبعضُ الشافعيّة إلى أنّ الحلق يكون للرّجال والنِّساء، ويُكره نتفهُ للمرأة؛ لأنّه من النّمص المنهي عنه، وذهب جُمهور الشافعيّة إلى أنّ النّتف يكون للمرأة الشابّة، وأمّا بالنسبة للعجوز فالحلقُ أفضل، وأمّا الحنابلة فذهبوا إلى إزالته بأيّ شيءٍ، والحلقُ أفضل، وأمّا وقت إزالة ذلك فبحسب الحاجة والطّول، فيُحلق إذا طال.
الحكمة من إزالة شعر الدبر
شرع الإسلام إزالة شعر الدُّبر؛ لِما في ذلك من تنظيفٍ للجسم، والاحتياط للطهارة ، وإبعاد الرّوائح الكريهة الخارجة من الجسم بسبب الشّعر، كما أنّ في ذلك اتّباعاً لسُنن الفطرة ، وهدي النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، كما أنّ في ذلك بُعداً عن تعلّق النّجاسات بالبدن.
______________________________________
الهامش
*الاستنجاء: هو إزالة ما يخرج من السّبيلين، سواء بالغَسل أو المسح.