حكم أكل لحم اللاما
حكم أكل حيوان اللاما
لا حرج في أكل حيوان اللاما لأنه ليس سبعاً، ولا يعتدي على أحد بنابه، وإنما يأكل الأعشاب،قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ نَهَى عن أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ. وفي رواية: نَهَى عن كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السَّبُعِ).
في هذا الحديث نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أكل كل ذي نابٍ من السباع وأخبر أن أكله حرام، والمراد كل حيوان يعتدي بنابه على الناس وأموالهم كالأسد والنمر والفهد والذئب،والواضح أنّ لحم اللاما من المباحات شرعًا، لأنّه من الحيوانات العاشبة التي تشبه الجمل والخاروف.
الأصل في الطعام الإباحة
ما حكم الله -تعالى- أو رسوله -صلى الله عليه وسلم- بحله أو حرمته فالحكم فيه واضح، أما ما سكت عنه الشرع فهناك نقاط أساسية على كل مسلم أن يعرفها وهي:
- اهتم الإسلام بالجسد الإنساني اهتماماً عظيماً، وقد أوجد الله -تعالى- للإنسان تشريعات تحفظه نفسيًا وبدينًا ومنها الأكل الحلال دون إسراف، وقد نصّ الله -عز وجل- على أنواع من المطعومات بالإباحة، وعلى أخرى بالحرمة، أما ما لم يرد دليل عليه ممّا سكت عنه في الشرع فالأصل فيه الإباحة.
- لا يجوز الحكم بحرمة أي نوع من الأطعمة ما لم يقم الدليل على ذلك، وقد لا نجد في القرآن أو السنة أو الإجماع نصاً يُبيح لنا التوصّل إلى يقين تام بحرمة حيوان معين، أو إباحته، وهذا محل اختلاف العلماء.
- إذا ثبت أنّ هذا الطعام لا ضرر فيه على صحة الإنسان ونفسه فهو مباح، ولا بأس بأكله شرعاً، ولا يشترط استطابة العرب له، حتى ولو قال بعض العلماء أن استطابة معظم العرب لطعام ما دليل على أنه حلال، ولا يصح القول بأنَّ نزول القرآن الكريم على العرب يجعلهم مسؤولين عن تحديد الطيب والخبيث من الطعام.
- ترتبط إباحة الطعام من عدمها في نفعه وضره، وخلوه ممَّا يلحق الضرر بجسم الإنسان، والمرجع في ذلك الطب لا العرف، فإذا ثبت من ناحية علمية وطبية عدم وجود ضرر من أكله فلا بأس به، وإلاَّ فلا يصح ذلك.
اللاما
لكي نعرف الحكم الشرعي علينا أن نعرف طبيعة الحيوان وطعامه، فهذا يفيد كثيرًا في تصور الحكم الشرعي -والله أعلم-؛ أما اللاما فهو: حيوان كثيف الشعر وطويل الرقبة مشابه لشكل الجمل الصغير، ولكن جسمه ليس فيه سنام.
واللاما من الحيوانات شديدة التحمّل، تعيش على الشجيرات القصيرة، ونباتات الأُشنة وغيرها من النباتات التي تنمو في الجبال المرتفعة، ويستطيع حيوان اللاما أن يعيش لعدة أسابيع بدون ماء، ويستعيض عنه بالنباتات الخضراء التي تمده بما يحتاجه من ترطيب.