حكم أكل الزجاج
حكم أكل الزجاج
يُعد أكل الزجاج أمر محرم شرعاً؛ إذ يعتبره بعض العلماء من أعمال الشعوذة و السحر والتلبيس على الناس، بينما يرى آخرون أنّه من خدع الشيطان ومكائده وألعابه، كما يوجبون على أصحاب الشأن والعلماء والمسؤولين إنكار مثل هذه الأفعال والتصدي لها، وتخليص المجتمع المسلم منها.
وهذه الظواهر الغريبة لا يمكن اعتبارها من الكرامات التي يظهرها الله تعالى على يد أوليائه المؤمنين تكريماً لهم ولا علامة على صلاح من ظهرت على يده؛ لأن أولياء الله هم أهل الإيمان والتقوى المعروفون بطاعة الله ورسوله، وهذه الأعمال قبيحة وغير مجدية ينبغي إيقاف وقوعها.
ونستدل على تحريم أكل الزجاج بقوله -تعالى- في سورة البقرة: (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) ؛ لأن أكل الزجاج أو غيره من المواد الحادة قد ينتهي بقتل الإنسان نفسه، وهذا إلقاء بالنفس إلى التهلكة المنهي عنه في الآية السابقة.
كما ويندرج هذا التحريم تحت قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا ضرر ولا ضرار)، فالضرر والإضرار ممنوع في الشريعة، وذلك ما جاء في الحديث، وقد وضع منه العلماء قاعدة "لا ضرر ولا ضرار"؛ فلا ضرر ابتداء، ولا ضرار جزاء ومقابلة، وهذه القاعدة العظيمة تعكس عظمة الإسلام في منع الضرر عن الناس.
تحريم أكل الخبائث
نصّ القرآن الكريم على تحريم أكل الخبائث، إذ جاء في سورة الأعراف قوله -تعالى-: (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيهِمُ الخَبائِثَ)، والخبائث اسم جامعٌ لكل ما هو ضارٌ أو نجس، ويدخل في حكمها أيضاً ما اختلط من المباح والحرام، فيكون حراماً كله للقاعدة: "مَا اجْتَمَعَ مُحَرِّمٌ وَمُبِيحٌ إلَّا غَلَبَ الْمُحَرِّمُ".
وإذا غلب على الظن وجود نجاسة في شيء ما فلا يجوز استعماله، بالإضافة إلى تفسير الخبائث الواردة في الآية الكريمة: بالميتة والدم و لحم الخنزير ، فهي المحرمات الأساسية من المأكل والمشرب.
أصناف من الخبائث المحرمة شرعاً
جاء في الشريعة الإسلامية تحريم أصنافٍ كثيرة من الخبائث، منها ما يرجع سبب التحريم فيها إلى الأثر، ومنها ما يرجع السبب في تحريمها إلى الأدلة العقلية والقياس، نذكر منها ما يأتي:
- الخمر
فالخمر أمّ الخبائث لأنّها تجر شاربها إلى فعل الفواحش والمنكرات،ويدخل في حكمها المخدرات والمنشطات، وقد ورد تحريمها بنص الكتاب الكريم إذ قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون) .
- الأصناف التي ورد تحريمها في القرآن الكريم
وذلك من قوله -تعالى-: (وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ) .
- القنفذ
وذلك لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد سئل عنه فقال: (هو خبيثة من الخبائث).
- الذباب وما شابهه من الحشرات
وذلك لأنه ينجذب إلى المقذورات والنجاسات ويقع عليها.
- رابعاً: المأكولات والمشروبات الضارة بالصحة
كالدخان لأنه يلحق بجسم الإنسان أمراضاً جسيمة، كما يزعج المدخن من حوله برائحته.
- المأكولات أو المشروبات التي يدخل في تركيبها مواد محرمة
مثل الميتة ولحوم الحيوانات المحرمة كالخنزير، فلا يجوز أكلها، وتدخل في قوله -تعالى-: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ) ، سواء أكان شموله إياها شمولاً كاملاً أو شيئاً منها فحسب.
- الضفدع والتمساح والحية؛ ويشير العلماء إليها أنّها من المستخبثات.