حقيقة موت النسر منتحرًا
حقيقة موت النسر منتحرًا
هُناك العديد من الفرضيات التي تُشير إلى أن النسر قد ينتحر نتيجة ضعف قُدرته على الصيد مع تقدُّمه بالعمر، إلا أنها غير مُدعمة بأي دراسة علمية أو تجارب توثق هذه الفرضيات.
وجهة نظر مؤيدي فرضية انتحار النسر
يحتج مؤيدو فرضية انتحار الحيوانات بأن الحيوانات لديها درجات متفاوتة من الإدراك ، وقد تعاني من الاكتئاب، والقلق، والحزن، ولدى البعض منها مفهوم ما عن الموت، وهي قادرة على سلوكيات التدمير الذاتي، وربما تكون قادرة على التخطيط للمستقبل ، فما الذي يمنع أن تقدم على الانتحار، ويستشهدون ببعض الأمثلة على حيوانات أنهت حياتها لإثبات وجهة نظرهم وذلك كالآتي:
- إقدام دلفين مدرب على أداء حركات طريفة أمام الجمهور على إغراق نفسه في الماء بعد مرور 3 سنوات على وجوده في حوض بمفرده، وعدم ظهوره في العروض التي اعتاد على تقديمها.
- رفض صغير الشمبانزي تناول الطعام بعد موت والدته، مما أدى إلى موته بعد شهر من موتها في حديقة غومبي الوطنية في تنزانيا.
- سلوك جاموس ماء تعرّض لهجوم الأسود، وأصيب بجراح خطيرة بعد أن تمكن من الهروب والوصول إلى مجموعته بأمان، ولكنه اختار أن ينفصل عن مجموعته، وأصبح بالتالي هدفاً سهلاً للأسود من جديد.
- إقدام دبة تعرضت مع صغيرها لممارسة مؤلمة لحلب العصارة الصفراوية على التحرر من قيودها وقتل صغيرها ورمي نفسها على الحائط لإنهاء حياتها.
- إقدام بعض القوارض على رمي أنفسها من مكان مرتفع لتموت.
- إقدام بعض الخيول على قتل نفسها بعد تعرضها لسوء المعاملة لسنوات طويلة، وبقاء بعض الكلاب عند قبور أسيادها إلى أن تموت.
آراء العلماء حول فرضية انتحار الحيوانات
يشير العلماء أنّ الانتحار فكرة معقدة تحتاج للكثير من النقاش، وأنّ معايير ما يمكن تسميته انتحارًا عند البشر هي مسألة فلسفة ودلالات بقدر ما هي مسألة أحياء وعلم نفس، وأن بعض سلوكيات التدمير الذاتي في المملكة الحيوانية والتي لا يمكن إنكارها تكاد لا تكون انتحارًا بأي معنى للكلمة للأسباب الآتية:
- لا يمكن اعتبار الإقدام على الموت انتحاراً إلا إذا كان ناتجاً عن قرار فردي، وليس سلوك غريزي كسلوك القوارض التي ترمي نفسها من المرتفعات كنتيجة عرضية للاكتظاظ السكاني أكثر منها كقفزة واعية إلى الهاوية، وكسلوك جاموس الماء الذي قد يكون ابتعد عن مجموعته لحمايتها من الأسود بعد إدراكه أنه لن ينجو من الإصابات والجروح التي تعرّض لها.
- يحتاج قرار الانتحار إلى نية مبيتّة وهو ما لا يمكن إثباته في حالة الحيوانات التي تجوّع نفسها لتموت عند موت أحد أفراد عائلتها أو عند موت سيدها، وذلك لأن الخمول الناتج عن الاكتئاب يختلف عن الانتحار المتعمّد، رغم أنه قد يؤدي إلى الموت.
- يمكن تفسير إقدام الدبة على قتل نفسها وصغيرها بإصابتها بحالة من الجنون نتيجة العذاب والألم الذي تعرضت له، وليس كقرار واعٍ بإنهاء حياتها.
- لا تمتلك الحيوانات الذكاء الكافي، ولا القدرة على تصوّر مفهوم الموت والفناء بشكلِِ هادف، ناهيك عن القدرة على تنفيذ سلسلة من الإجراءات التي تعرف أنها ستؤدي إلى موتها.
ويجدر بالذكر أنّ إثبات فرضية أنّ الحيوانات قد تتخذ قرار الانتحار يحتاج إلى إجراء تجارب علمية داخل المختبرات، وهو ما لا يمكن تنفيذه؛ وذلك لأن هذا النوع من التجارب يستوجب تعريض الحيوانات لظروف صعبة لا يمكن قبولها أخلاقياً.