حق المسلم على أخيه المسلم
حق المسلم على المسلم
جعل الإسلام للمسلم عدة حقوق ينالها من إخوانه المسلمين، كما جعل له عدة واجبات تجاه إخوانه، مَنْ قام بها كان على غيرها أقدر، وناله من أجرها الخير الكثير، والامتثال الطيب لأوامر الله -سبحانه وتعالى-. وفيما يأتي بيان لبعض هذه الحقوق.
رد السلام
يُقصد بالسلام: السلامة، كأن يقول القائل له: ألقيت إليك سلاماً وأماناً، فلا يضرك شيء بإذن الله -تعالى-. وردّ السلام وإلقائه من السنن الإسلامية العظيمة، التي حث عليها الإسلام؛ لما له من الأثر جميل بين الناس؛ كنشر معاني الأمن والأمان.
وكذلك توثيق المحبة بين المسلمين، كما فيه نيل للثواب الجليل من الله -تعالى-، وقد دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى هذه السنة، ورغّب بها حين قال: (حَقُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ سِتٌّ قيلَ: ما هُنَّ يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: إذا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عليه).
عيادة المريض
يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (حَقُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ خَمس)، وذكر منها: (وعِيَادَةُ المَرِيضِ)، والمقصود بعيادة المريض: زيارته، وجبر قلبه، والاتعاظ بحاله ومرضه، وتلبية حوائجه، وهذا كله ينال به الأجر، وتتنزل به الرحمات. ولعيادة المريض آداب على المسلم مراعاتها عند الزيارة، نذكر منها:
- أن لا يطيل في الجلوس؛ خشية المشقة على المريض.
- أن يسأله عن حاله، ويصبره على مرضه.
- أن يصطحب معه ما تطيب به النفس؛ كالفاكهة أو الريحان.
- الدعاء له بالشفاء بما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
تشميت العاطس
يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثٌ كلُّهُنَّ حقٌّ على كلِّ مسلِمٍ)، وذكر منها: (وتَشميتُ العاطِسِ إذا حَمِدَ اللهَ -عزَّوجلَّ-). ومعنى تشميت العاطس: أي إذا عطس الإنسان المسلم، وقال: "الحمد لله"، وجب على من سمعه أن يدعو له بقول: "يرحمك الله"؛ الذي أبقاه بصحة وعافية بعد هذه العطسة؛ فلربما كانت سبباً في إيذائه، وقد يُراد منها: لا شمّت الله فيك الشيطان، وتشميت العاطس يكون مقترن بالحمد لله -تعالى-.
إجابة الدعوة
إنّ من حقوق المسلم على أخيه أيضاً؛ إجابة الدعوة، أي الاستجابة إلى دعوة الوليمة أو إلى الطعام، يقول -صلى الله عليه وسلم-: (وإذا دَعاكَ فأجِبْهُ)، وقد اتفق العلماء على وجوب إجابة دعوة وليمة الزواج أو العرس، واستحباب إجابة غيرها، ووضعوا أعذاراً لعدم التلبية كوجود الشبهة أو حرمة، أو رؤية من ينزعج بحضوره، وما إلى ذلك.
اتباع الجنائز
يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (حَقُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ خَمْسٌ)، وذكر منها: (واتِّبَاعُ الجَنَائِزِ)، حيث رغّب النبي باتّباع جنازة المسلم؛ لما فيها من أجر، وزيادة قرب من الله -تعالى-، ونزول الرحمات، ووضع لذلك ضوابط وآداب، فلا تُتْبع الجنائز بصياح أو عويل، بالإضافة إلى الإسراع بالدفن والصلاة على الميت، والدعاء بإخلاص لهذا الميت وباقي أموات المسلمين.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
يقول -سبحانه وتعالى-: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ)، إنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منهجٌ يُحافظ على حياة الأمة، وإحياء دينها، وهذا منهج التناصح بين المسلمين، دون نفاق أو مجاملات وهمية، وهو أمر شاق، وثقيل على النفس، لكن الإيمان يعين على الالتزام به، والحرص عليه.
نصر المسلم لأخيه
يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا)، فمن حقوق المسلم إذا كان ضعيفاً مظلوماً أن ينصره إخوانه بالقول أو العمل، أو حتى الشفاعة، وإن كان ظالماً فيمنعوه عن ظلمه، وكل هذا سبب لتحقيق التآلف بين أفراد المجتمع الإسلامي.
إبرار القسم
يستحب للمسلم إذا حلف عليه أخوه المسلم بما هو مباح، أن يبرّ قسمه؛ جبراً له، ولحفظه من كفارة اليمين، وجعله باراً بالقسم، على ألا يترتب على ذلك حرج أو مشقة أو ضرر، فهذا من حقوق المسلم التي ينال منها توادّ القلوب، وزيادة المحبة.