حرية المرأة في الإسلام
حرية المرأة في الإسلام
أعطى الإسلام للمرأة الحُريَّة في نطاق ما أمر به الله -تعالى-، والابتعاد عمَّا نهى عنه، والأمر كذلك للرجل، ومن ملامح الحُريَّة للمرأة في الإسلام:
- حثّها على طلب العلم
وقد برزت نماذج للمرأة المسلمة في ميدان العلم، منهنّ: زَيْنَبْ النيسابورية أستاذة ابن خلكان، وزَينَب بنتُ مَكـيٍّ الحَرَّانيَّة التي روى عنها شيخ الإسلام ابن تيمية، ورابعة العدوية التي تعتبر من أعظم المتصوّفين المسلمين، وعلى رأسهم السيدة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-.
- حق التملّك والميراث
أعطى الإسلام المرأة حقّ التملك ومباشرة عقود التصرفات بجميع أنواعها، وجعلها صاحبة السلطان المطلق في أملاكها، وليس للرجل أن يتصرف في شيء إلا بإذنها ورضاها، ومن نماذج ذلك السيدة فاطمة الفهرية التي بنت جامعة القيروان، وهي أول جامعة في العالم من حرّ مالها الذي ورثته عن والدها.
- العمل
لم يمنع الإسلام المرأة عن الخروج للعمل لحاجة ماديّة، أو نفسية، أو اجتماعية، شريطة أن يكون هذا العمل في حدود ما أباحه الشرع، وألا يترتب عليه أي محاذير ولا فتنة، بالإضافة إلى دورها كربة بيت الذي يعدّ من أعظم الأعمال إلى جانب الرجل لبناء الأسرة والمجتمع.
- المشاركة السياسية
من خلال النظر إلى تاريخ المرأة في الإسلام يلحظ بروزها في الشأن السياسي العام، ولا سيما في تدبير الملك وحسن السياسة، سواء بشكل مباشر أو من خلال دورها كزوجةٍ أو أم، وقد شرع الإسلام للمرأة حق تقلّد معظم المناصب السياسية العامة، وأبرز مثال على ذلك: الشفاء العدوية التي تعتبر أول امرأة تولت إدارة الأسواق في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.
وعموماً فقد حظيت المرأة في الإسلام بحريَّة النفس والجسد والقرار، شأنها شأن الرجل في ذلك، وتتجلى هذه الحرية في اختيار عبودية الله -تعالى-، والابتعاد عن عبودية النفس والهوى والمال والشهرة وغيرها من الأمور التي تجعل الإنسان يدّعي حرية نفسه من جهة وهو أسير وعبد من جهات عديدة.
مفهوم الحرية
ورد تعريف الحرية في المعاجم بأنها: الحرّ من كل شيء، وحرّره أي أعتقه وأحسنه، والشيء الحرُّ: هو كل شيء فاخر، والأحرار من الناس: أخيارهم وأفاضلهم، والحرّ: خلاف العبد، والحُرّة ضد الأمة، والحرة تُطلق على الكريمة من النّساء، وهي في الاصطلاح بمعنى استقلال الإرادة.
المكانة العامة للمرأة في الإسلام
جاء الإسلام وأقر للمرأة إنسانيتها، وعدل بينها وبين الرجل في الحقوق كاملة، فرفع مكانتها عالياً، وجعل لها قدراً في الأسرة والمجتمع، ويدرك هذا كل من فهم الفكر الإسلامي ، ومن أهم الحقوق التي كفلها الإسلام للمرأة، ما يأتي:
- المساواة الكاملة في الإنسانية والحقوق والحياة
قال -تعالى-: (يا أيها النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً)، وقال -تعالى-: (يا أيها النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ).
- المساواة في أهلية الخطاب الشرعي
قال -تعالى-: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا).
- حق المرأة الفكرية والدينية والمشاركة العامة
وذلك من خطاب الله -تعالى- الذي يحضّ الإنسان ذكراً أو أنثى على النظر و التفكّر ، قال -تعالى-: (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ).
- المساواة في المصير
قال -تعالى-: (وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا)، وقال تعالى: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ).