حروف الجزم والنصب
قواعد اللّغة العربيّة
تعتبرُ اللغةُ العربيّة من اللّغاتِ العالميّة، والتي تتميّزُ بالعديدِ من الجوانب التي ساهمتْ في تصنيفها كواحدةٍ من أهمّ اللّغاتِ في العالم، وما زالت أهميةُ اللّغة العربيّة محفوظةً من خلال العديدِ من العلوم اللغويّة، والنحويّة، والمجالات الأُخرى. والكلماتُ في اللّغةِ العربيّة هي الوسيلةُ التي تُساهمُ في تكوين الجُملِ، وهذا ما تميّزتْ به منذُ قديم التّاريخ حتّى العصر الحديث، لتضم اللّغةُ العربيّة العديدَ مِنَ المُفرداتِ، والأفكار، والقواعد التي عملتْ في المُحافظةِ على تطورها حتّى هذا اليوم.
تعدُّ القواعدُ النحويّة للغةِ العربيّة مِنْ أهمّ المجالات الدراسيّة، والمعرفيّة التي ساهمتْ في بناءِ أُسسها؛ لأنّها تَضمُ العديدَ مِنَ الأقسامِ التي تُساعدُ المُتحدّثين باللّغةِ العربيّة والدّارسين لها في فهمِ الطُّرق المُناسبة لكتابةِ كلماتها وجُمَلِها وفقاً لقواعدٍ نَحويّةٍ صحيحة، ويحتويّ علمُ النّحو في اللّغةِ العربيّة على مجموعةٍ من الأقسام، والتي تُساهمُ في تنوّعِ القواعد الخاصّة باللّغة.
حروف الجزم والنّصب
يُطلقُ على حروف الجزم والنّصب في اللّغةِ العربيّة أيضاً مُسمّى أدوات الجزم والنّصب؛ وهي عبارةٌ عن مجموعةٍ من الحروف التي تأتي قبل الفعل المضارع ، وتقوم بتغييره من حالة الرّفع إلى حالة الجزم أو النّصب وفقاً لمعنى الجُملة، والطّريقة التي تمّتْ صياغتها فيها، وبناءً على سياقِ النّص. والآتي مجموعةٌ من المُعلومات حول هذه الحروف.
حروف الجزم
حروف الجزم هي الحروف التي تَسبِقُ الفعل المضارع، وتُؤدّي إلى جزمه، ويُشارُ لها بمجموعةٍ من الدّلالات، وهي:
- السّكون: تُستخدَمُ السّكون للإشارةِ إلى الفعل المضارع في حال كان آخره صحيحاً؛ أي لا ينتهي بأحدِ حروف العلّة؛ مثال: قال الله تعالى: (وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ)؛ تمنُن: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السّكون.
- حذف حرف العلّة: يُحذفُ أحد حروف العلة (الألف، أو الواو، أو الياء) مِن الفعل المضارع إذا كان ناقصاً، مثال: قال الله تعالى: (وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا)؛ تمشِ: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلّة.
- حذف النّون: تُحذفُ النّون من آخر الفعل المُضارع إذا كان من أحدِ الأفعال الخمسة، مثال: قال الله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الأَرْضِ)؛ يروا: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف النّون من آخره.
أقسام حروف الجزم
تُقسمُ حروف جزم الفعل المضارع إلى قسمين، وهما:
- الحروف التي تُجزمُ فعلاً واحداً، وهي الحروف الآتية:
- لمْ: هي حرفٌ يُفيد نفي الفعل المضارع في الزّمنِ الماضي، مثال: لم يحضرْ سامي؛ يحضر: فعل مضارع مجزوم بالسّكون.
- لمّا: هي حرفٌ يُفيد نفي الفعل المضارع في الزّمنِ الماضي، ولكنّها تربطهُ مع زمن المُتكلّم، مثال: جاء يوم الاختبار ولمّا تدرسوا؛ تدرسوا: فعل مضارع مجزوم بحذفِ النّون.
- لام الأمر: هي حرفٌ يدخلُ على الفعل المضارع، وتشيرُ إلى الطّلب، مثال: ليعملْ صاحبُ العمل في عمله، يعمل: فعل مضارع مُجزوم بالسّكون.
- لا النّاهية: هي حرفٌ يدخلُ على الفعل المضارع في حالة النّهي، مثال: لا تنسَ الإجابة على الأسئلة، تنسَ: فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلّة.
- الحروف التي تجزمُ فعلين: وفي هذا القسم تكونُ الجملة شرطيّة، وتتكوّنُ من أداة الشّرطِ وفعله وجوابه، وجميعُ الأدوات المُستخدمةِ في هذا القسم تُعتبرُ أسماءً عدا (إنْ) فهو حرف، ومِن أهمّ هذه الحروف:
- إنْ: تربطُ الشّرط بجوابه؛ مثال: إنْ تقرأْ تفهم؛ إن: حرف شرط جازم، وتقرأ: فعل الشّرط مجزوم بالسّكون، والفاعل ضمير مُستتر تقديره أنتَ، وتفهم: جواب الشّرط مجزوم بالسّكون.
- مَنْ: مثال: مَنْ يعمل ينجح؛ مَنْ: اسم شرط مبني على السّكون في محل رفع مبتدأ، ويعمل: فعل الشّرط مجزوم بالسّكون، والفاعل ضمير مُستتر تقديره هو، وينجح: جواب الشّرط مجزوم بالسّكون.
- مهما، وما: مثال: مهما تقرأ يزدك علماً؛ مهما: اسم شرط جازم، وتقرأ: فعل الشّرط مجزوم بالسّكون، والفاعل ضمير مُستتر تقديره أنت، ويزدك: جواب الشّرط مجزوم بالسّكون.
- متى: مثال: متى يأتِ الرّبيع يذهب النّاس إلى الحدائق الجميلة؛ متى: اسم الشّرط في محل نصب مفعول به، ويأتِ: فعل الشّرط مجزوم بحذف حرف العلّة، ويذهب: جواب الشّرط مجزوم بالسّكون.
- أين، وحيثما: تستخدمُ للمكان، وتُعربُ في محل نصب مفعول به، مثال: حيثما تذهبْ أذهب، حيثما: فعل الشّرط في محل نصب مفعول به، وتذهبْ: فعل الشّرط مجزوم بالسّكون، وأذهب: جواب الشّرط مجزوم بالسّكون.
حروف النّصب
حروف النّصب : هي الحروف التي تُؤثّر على الفعل المضارع عندما تأتي قبله، وتغيّر من حالته ليصبح فعلاً مضارعاً منصوباً، وتُؤثّرُ على المضارع من خلال أثرين، وهما: النّصب الظاهر لفظيّاً والذي يدلُّ عليه حذف النّون من الأفعال الخمسة، والنّصب المعنويّ الذي يُخصّصهُ للاستقبال، وحروف نصب الفعل المُضارع هي:
- أن: هي أنْ المصدريّة؛ أيّ يأتي بعدها مصدرٌ وبما إنّها ناصبة يكونُ ما بعدها منصوباً، مثال: أُريدُ أنْ أدرسَ الدّرس، وتعربُ أنْ بأنّها حرفُ نصب، وأدرسَ: فعل مضارع منصوب بالفتحة.
- لن: هو حرفٌ يسبق الفعل المُضارع ويفيدُ النّفي، بمعنى أنْ الفعلَ لن يحدث في المُستقبل، مثال: لن أدرسَ الدّرسَ، وتعربُ لن بأنّها حرف نصب يُفيد النّفي والاستقبال، وأدرسَ: فعل مضارع منصوب بالفتحة.
- كي: هو حرفٌ مصدريٌ وناصب، ويحملُ معنى التّعليل؛ لأنّه يأتي مُقترِناً بِلام التّعليل، مثال: اسألْ لكي تعرفَ، لكي: حرف مصدريّ وناصب، وتعرفَ: فعل مضارع منصوب بالفتحة.
- إذن: هو حرف نصب، وجواب، واستقبال، وجزاء، وينصبُ الفعل المضارع في ثلاث حالات؛ وهي:
- أن يكون الفعل المضارع مُستقبلًا؛ أيّ أن يكونَ الفعل مرفوعاً في المعنى، مثال: إذن أظنك ناجحاً.
- أن يكون الفعل المضارع مُتصدراً؛ أيّ أن يتقدّمَ على الفعل مبتدأ أو شرط، مثال: إن تعمل جيداً إذن أُكافئك.
- أن يكون الفعل المضارع مُتصلاً؛ أيّ أن وجدَ فاصلٌ بين إذن والفعل المضارع، فعندها يبطلُ عملها على الفعل، مثال: إذن أنا أتحداكَ.