حديث نبوي عن العلم
أحاديث نبوية عن فضل العلم
حثّ النبي -صلى الله عليه وسلم- على العلم، وخصّ له مكانة عالية، ويتبيّن ذلك من خلال ثراء أحاديثه -صلى الله عليه وسلم- في هذا الباب، وقد خصّ البخاري -رحمه الله- هذه الأحاديث بباب مستقل أسماه باب العلم، ومن الأحاديث التي تبيّن فضل العلم:
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وَمَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ له به طَرِيقًا إلى الجَنَّةِ، وَما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ).
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَومٍ إلى بُطْحَانَ، أَوْ إلى العَقِيقِ، فَيَأْتِيَ منه بنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ في غيرِ إثْمٍ، وَلَا قَطْعِ رَحِمٍ؟ فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللهِ، نُحِبُّ ذلكَ، قالَ: أَفلا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إلى المَسْجِدِ فَيَعْلَمُ، أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِن كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، خَيْرٌ له مِن نَاقَتَيْنِ، وَثَلَاثٌ خَيْرٌ له مِن ثَلَاثٍ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ له مِن أَرْبَعٍ، وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الإبِلِ).
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَثَلُ ما بَعَثَنِي اللَّهُ به مِنَ الهُدَى والعِلْمِ، كَمَثَلِ الغَيْثِ الكَثِيرِ أصابَ أرْضًا، فَكانَ مِنْها نَقِيَّةٌ، قَبِلَتِ الماءَ، فأنْبَتَتِ الكَلَأَ والعُشْبَ الكَثِيرَ، وكانَتْ مِنْها أجادِبُ، أمْسَكَتِ الماءَ، فَنَفَعَ اللَّهُ بها النَّاسَ، فَشَرِبُوا وسَقَوْا وزَرَعُوا، وأَصابَتْ مِنْها طائِفَةً أُخْرَى، إنَّما هي قِيعانٌ لا تُمْسِكُ ماءً ولا تُنْبِتُ كَلَأً، فَذلكَ مَثَلُ مَن فَقُهَ في دِينِ اللَّهِ، ونَفَعَهُ ما بَعَثَنِي اللَّهُ به فَعَلِمَ وعَلَّمَ، ومَثَلُ مَن لَمْ يَرْفَعْ بذلكَ رَأْسًا، ولَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الذي أُرْسِلْتُ بهِ).
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له).
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا حَسَدَ إلَّا في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتاهُ اللَّهُ مالًا، فَسَلَّطَهُ علَى هَلَكَتِهِ في الحَقِّ، وآخَرُ آتاهُ اللَّهُ حِكْمَةً فَهو يَقْضِي بها ويُعَلِّمُها).
أحاديث نبوية عن منزلة العلم والعلماء
منزلة العلم والعلماء في الإسلام هي منزلة الخيرية الموعودة، وهي منزلة ورثة الأنبياء في تبليغ الهدى وتعليم الناس الخير ورفع ظلمة الجهل عن أعينهم ليروا الحق فيتّبعوه، ولهم خير المنازل لأحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومن الأحاديث التي تبيّن منزلة العلم والعلماء:
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (خَيْرُكُمْ مَن تَعَلَّمَ القُرْآنَ وعَلَّمَهُ).
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن يُرِدِ اللَّهُ به خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ).
- رُوي بسندٍ ضعيف أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّما الدُّنيا لأربعةِ نفرٍ: عبدٌ رزقَهُ اللهُ عز وجل مالًا وعِلمًا فهوَ يتَّقي فيهِ ربَّهُ ويصلُ فيهِ رحمَهُ، ويعلمُ للهِ عز وجل فيهِ حقَّهُ. قال: فهَذا بأفضلِ المنازلِ).
- رُوي بسندٍ ضعيف أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّهُ سيَأتيكم أقوامٌ مِن بعدي يطلُبونَ العِلمَ، فرحِّبوا بِهِم، وحبُّوهم، وعِلِّموهم).
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، ولَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بقَبْضِ العُلَماءِ، حتَّى إذا لَمْ يَتْرُكْ عالِمًا، اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهّالًا، فَسُئِلُوا فأفْتَوْا بغيرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وأَضَلُّوا).
- رُوي بسندٍ ضعيف أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فضلَ العالمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ، وإنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ، وإنَّ الأنبياءَ لم يُورِّثُوا دينارًا ولا درهمًا، ورَّثُوا العِلمَ فمن أخذَه أخذ بحظٍّ وافرٍ).
- رُوي بسندٍ ضعيف أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فضلُ العالِمِ على العابدِ كفضلي على أدناكُم ثمَّ قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ: إنَّ اللَّهَ وملائِكتَهُ وأَهلَ السَّماواتِ والأرضِ حتَّى النَّملةِ في جُحرِها وحتَّى الحوتِ ليصلُّونَ على مُعلِّم النَّاسِ الخيرَ).
أحاديث نبوية عن منزلة من يساعد بالتعليم والعلم
حث النبي صلى الله عليه وسلم على التعاون فيما بين المسلمين وبين الأجور المترتبة:
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن دَعا إلى هُدًى، كانَ له مِنَ الأجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَن تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذلكَ مِن أُجُورِهِمْ شيئًا).
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الدَّالُّ علَى الخَيرِ كفاعلِهِ).
أحاديث نبوية تحث على عدم التوقف عند طلب العلم
ليس للعلم حدٌ ينتهي عنده الطلب، فالرحلة مستمرة إلى آخر نفس، فهي عبادة كغيرها من العبادات المأمور صاحبها بالتزود منها والثبات عليها، قال الله عز وجل: (وَقُل رَبِّ زِدني عِلمًا). ومن الأحاديث التي تبيّن أهميّة ذلك:
- رُوي أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو: (اللهمَّ انفعْني بما علَّمتني وعلِّمْني ما يَنفعُني وزِدْنِي علمًا)، لكنّ الحديث سنده ضعيف.
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (سَلوا اللهَ عِلمًا نافعًا وتعَوَّذوا باللهِ مِن علمٍ لا ينفعُ).