حديث عن فضل سورة المسد
حديث في سبب نزول سورة المسد
ثبت في صحيح البخاري عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: (لَمَّا نَزَلَتْ: "وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ"، صَعِدَ النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- علَى الصَّفَا، فَجَعَلَ يُنَادِي: يا بَنِي فِهْرٍ، يا بَنِي عَدِيٍّ -لِبُطُونِ قُرَيْشٍ- حتَّى اجْتَمَعُوا، فَجَعَلَ الرَّجُلُ إذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أنْ يَخْرُجَ أرْسَلَ رَسولًا لِيَنْظُرَ ما هُوَ، فَجَاءَ أبو لَهَبٍ وقُرَيْشٌ، فَقالَ: أرَأَيْتَكُمْ لو أخْبَرْتُكُمْ أنَّ خَيْلًا بالوَادِي تُرِيدُ أنْ تُغِيرَ علَيْكُم؛ أكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟).
(قالوا: نَعَمْ، ما جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إلَّا صِدْقًا، قالَ: فإنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ، فَقالَ أبو لَهَبٍ: تَبًّا لكَ سَائِرَ اليَومِ، ألِهذا جَمَعْتَنَا؟! فَنَزَلَتْ: "تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ* مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ").
حديث في فضل سورة المسد
أشار الفيروزآبادي أن هذه السورة ورد فيها حديثان ضعيفان، وإن لم نجدهما في كتب أهل الحديث وعلومه، أو حتى من تكلم بهما، وفي هذا إشارة إلى أنهما قد يكونان ضمن الأحاديث التي لا أصل لها من الأساس، وهما:
- (منْ قرأَها رجوت أَلا يجمع الله بينه وبين أَبي لهب في دار واحدة).
- (يا علي مَنْ قرأَها أَعطاه الله ثواب الصّالحين، وله بكلّ آية قرأَها ثوابُ عِتق رقبة).
دروس مهمة في سورة المسد
تُعتبر سورة المسد من الدلالات الواضحة على إعجاز القرآن الكريم، وصدق نبوّة رسول الله الكريم -صلى الله عليه وسلم-، حيث توعد الله بها أبا لهب وزوجته بالنار والعذاب -عليهما من الله ما يستحقان-، فعلما ما لهما من الشقاء والتعاسة بعدم الإيمان.
ومع ذلك فلم يؤمنا لا سراً ولا علناً، وقد صدر حكم الله وقدره في كفرهما؛ فلم يستطيعا تغييره حتى زيفاً ونفاقاً، وبهذا يكون لسورة المسد الكثير من الدروس المهمة؛ ما يجب أن يُعلم ويُستفاد منها ومن ذلك:
- بيان الله عز وجل بهلاك أبي لهب وإبطال كيده للنبي -صلى الله عليه وسلم-.
- المال والولد لا يغنيان العبد من عذاب الله -تعالى-.
- تحريم إيذاء المؤمنين إطلاقاً.
- صلة القرابة لا تغني عن العذاب لمن أشرك أو كفر، ومثال على ذلك عم النبي -صلى الله عليه وسلم- أبي لهب.